تصاعدت حدة الخلافات بين جماعة الإخوان المسلمين، والتيار السلفى (بصفة عامة) وقيادات حزب النور (بصفة خاصة)، على خلفية زيارة وفود سياحة إيرانية لمصر.
دافع عن زيارتها القيادى الإخوانى الدكتور عصام العريان، رغم اعتراضات وانتقادات سلفية ــ من ناحية؛ و«تجاهل» وزير الإعلام (الإخوانى) صلاح عبدالمقصود، دعوة حزب النور، ضمن من وجهت لهم الدعوة من الأحزاب السياسية، والرموز الإعلامية، لمناقشة ميثاق الشرف الإعلامى، حسب ما ورد فى بيان غاضب صدر عن حزب النور، أمس.
وعلمت «الشروق»، أن لقاء مرتقبا بين وفد من قيادات الدعوة السلفية والرئيس مرسى لاستيضاح الأمر بشأن الموقف من اتفاقية السياحة مع إيران، ونقل مخاوف السلفيين مما وصفوه بـ«خطر تغلغل التشيع فى البلاد، ومحاولة رأب الصدع بين الحلفاء الإسلاميين سابقا ومنع امتداد الخلافات فى الفترة المقبلة».
وشن حزب النور السلفى هجوما حادا على مؤسسة الرئاسة، وقال عبدالله بدران، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب النور بمجلس الشورى، إن الحزب يرفض فتح مجال السماح لرحلات السياحة مع إيران، وتقدمت بطلب مناقشة فى مجلس الشورى لوزير السياحة بخصوص السماح للإيرانيين بالسياحة فى مصر لأنه يحتوى على عدة مخاطر، مشيرا إلى أن الحكومات السابقة المصرية رفضت التقارب مع إيران برغم عدم مرجعيتها الإسلامية لخطرها على الأمن القومى المصرى.
من ناحيته انتقد الدكتور جمال حشمت القيادى بحزب الحرية والعدالة دعاوى منع الوفود الايرانية من دخول البلاد والهجوم على تصريحات الدكتور العريان، قائلا على الجميع الآن أن يعلى من مصلحة البلاد ويدعم اقتصادها ويعمل على جذب السياحة لا تنفيرها، مضيفا أن البلاد لا تتعامل فقط مع وفود شيعية بل وتستقبل سياحا من بلاد مرجعيتها مسيحية فلماذا الهجوم على الرئيس وسياساته الآن؟.
وأضاف حشمت لـ«الشروق» نرفض مزايدة البعض علينا، ونحن لا نتعامل مع الوفود السياحية على أساس الدين، وسبق أن أنشأ الشيعية الحسينيات ولم نسمع صوتا واحدا يعترض قبل علاقات الرئيس مرسى مع إيران، مطالبا الجميع بالعمل على التكاتف والحرص على الاصطفاف وعدم التشرذم والدخول فى سجالات ضررها أكبر كثيرا من نفعها.
وكان تجاهل وزير الاعلام دعوة حزب النور لحضور مناقشة ميثاق الشرف الإعلامى، ساهم فى اشعال الخلاف مجددا بين الطرفين، ليصدر حزب النور بيانا غاضبا انتقد فيه ذلك، متهما بعض اجهزة الدولة فى حكم الرئيس مرسى بعدم الحيادية.
إبراهيم أبوعوف عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة أبدى انزعاجه الشديد من بيان حزب النور وتصريحات قياداته، مؤكدا أن الحديث عن قيام الإخوان بالإقصاء والتهميش «كلام غير حقيقى ولا وجود له على أرض الواقع» بل وأصبح نغمة مستهلكة لا تعبر عن حقيقة مواقفنا، مشيرا إلى أن وزير الإعلام هو من يجب سؤاله عن عدم دعوة حزب النور، وهو المسئول عن ذلك، وليست جماعة الإخوان المسلمين أو حزبها السياسى.