أقباط لـ«الشروق»: لا نتعامل مع الإسرائيليين عند زيارة القدس - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 1:52 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أقباط لـ«الشروق»: لا نتعامل مع الإسرائيليين عند زيارة القدس

كتبت ــ عزة جرجس:
نشر في: الأربعاء 1 أبريل 2015 - 9:37 ص | آخر تحديث: الأربعاء 1 أبريل 2015 - 3:56 م

السفر لكبار السن وبعد موافقة «الأمن الوطنى».. وصاحب شركة سياحة: عدد المسافرين 15 ألفًا.. وبعد إغلاق معبر رفح قل العدد إلى النصف

منذ سنوات لم يكن أمام المقدسة هيلانة، سوى أن تترك أطفالها الصغار وتستجيب لدعوة أصدقائها بالذهاب للقدس، فمرورها بفترة نفسية عصيبة فى أعقاب وفاة والدتها، جعلها ترى كل الأبواب مغلقة إلا من باب المسيح ومدينته المقدسة، فقررت أن تشد الرحال إلى القدس، تقول: «ليشفيني نور الله من علتي»، لتعود بعد ذلك بالعهد الذى قطعته على نفسها: «سأذهب من حين لآخر لزيارة المسيح».

شغف الأقباط لزيارة قبر المسيح والأماكن المقدسة في «أورشليم» كان أكبر من أن يستجيب لقرار البابا شنودة بعدم الذهاب، كنوع من الاحتجاج على الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، الأمر الذى تعتبره هيلانة قرارا سياسيا مهما، ولكن «لا يوجد نص واحد بالإنجيل يمنعني من الذهاب» حسبما تقول لـ«الشروق»، وتضيف: «بعدما رجعت من القدس امتنعت لفترة عن التناول (حضور الكنيسة وممارسة الطقوس) من تلقاء نفسى» في إشارة إلى التزامها بالحرمان الذى فرضه البابا الراحل على كل من يخالف قراره.

السيدة التي مازالت في عقدها السادس، سافرت ثلاث مرات فى السنوات الماضية إلى القدس مع إحدى شركات السياحة، وتنتظر هذه الأيام التأشيرة الرابعة لتسافر مع العشرات، الذين وفقا لها، تشترط شركة السياحة أن تكون أعمارهم أكبر من 40 عاما، وبعد دفعهم لمصاريف الرحلة ترسل الشركة جوازات سفرهم إلى جهاز الأمن الوطني الذى يعطى بدوره الموافقة على الأسماء قبل إرسالها إلى السفارة الإسرائيلية بالقاهرة لتؤشر عليها، وتبدأ الرحلة بعد ذلك إلى مطار «بن جوريون» بتل أبيب.

تنزل السيدة الستينية في فندق فلسطيني بالقدس، وتبدأ بزيارة بيت لحم وكل الأماكن التي مر بها المسيح وصولا إلى كنيسة القيامة، تقول: «ليس بمكان تم ذكره بالإنجيل إلا ونجده هناك يحمل آثار الماضي

وتتخلل الرحلة، التي تستمر عادة لأسبوعين، زيارة للمسجد الأقصى، ودوما ما يسافر معهم مصريون مسلمين أيضا، تضيف: «كل المعالم المسيحية والإسلامية على طراز فني عال تستحق الزيارة».

المقدسة هيلانة لا تتعامل مع الباعة الإسرائيليين في القدس، لأنهم ببساطة «لا يعترفون بالديانة المسيحية ولا يبيعون الأناجيل والصلبان»، فعادة ما تتجه إلى السوق العربية في المدينة التي تعج بالباعة الفلسطينيين، لشراء هدايا لأسرتها وأصدقائها.

تحكى السيدة العجوز التي عاصرت النكسة وما تلاها من أحداث، أن ذلك التاريخ كافيا لتقرر ألا تتعامل مع إسرائيليين، وهم بدروهم لا يحتكون بهم، فقط يأمنون الأماكن المقدسة.

دوما ما تجذبها روحانيات المدينة، لذا تعد الآن حقائبها للسفر من جديد، ترى أنها كبيرة بالسن ولن يضير الكنيسة في شيء إن تركتها تذهب لترى المسيح قبل أن ترحل.

يقول عزيز تادرس، صاحب شركة سياحة تنظم رحلات إلى القدس، إنه لم يسافر معه قط أشخاص دون الخامسة والأربعين، «كل اللي بنسفرهم ناس كبار السن كل حلمهم زيارة المسيح قبل ما يموتوا».

تادرس يقول إن السنوات الماضية كان عدد المسافرين الأقباط للقدس يتراوح ما بين عشرة وخمسة عشر ألف شخص، ولكنه منذ العام الماضي، وبعد إغلاق معبر رفح البرى قل العدد إلى النصف، وأن تكلفة الرحلة بالطائرة تصل إلى 13 ألفا شاملة الإقامة والتنقل.

يضيف: «معظم المسافرين يأخذون موافقة من أمن الدولة أولا»، مشيرا إلى أنه ليس هناك معارضة من قبل الحكومة، وأن معارضة الكنيسة للأمر مقبولة، ولكن المسافرين هم من كبار السن، ويستحقون الاستثناء من قرار الكنيسة، بحسب قوله.

من جانبه لا يقبل القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تحايلا على قرار البابا، ويقول لـ«الشروق»: «قرارنا ثابت وهو عدم زيارة القدس إلا مع إخواننا المسلمين» ويعتبر ذلك القرار هو «نابع من الإرادة الشعبية للمصريين».

السفارة الفلسطينية بالقاهرة ردت على «الشروق»، عبر البريد الإلكتروني، فيما يخص سفر الأقباط للقدس، وتوضح أن وجهة النظر الرسمية الفلسطينية، تعتبر الزيارة للقدس نوعا «من المؤازرة للشعب الفلسطيني» و «دعما لاقتصاد فلسطين».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك