«القاعدة» ورحلة التأقلم مع الأوضاع في غياب «بن لادن» وبروز «داعش» - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 8:31 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«القاعدة» ورحلة التأقلم مع الأوضاع في غياب «بن لادن» وبروز «داعش»

القاعدة - ارشيفية
القاعدة - ارشيفية
دبي - الفرنسية
نشر في: الأحد 1 مايو 2016 - 3:14 م | آخر تحديث: الأحد 1 مايو 2016 - 3:14 م
وجد تنظيم القاعدة نفسه خلال الأعوام الخمسة التي مضت منذ قتل أسامة بن لادن، مضطرا للتأقلم مع غياب زعيمه وصعود نجم تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» الذي بات يتصدر التهديد الجهادي في العالم.

وفي حين اقتصر نشاط "القاعدة" خلال الأعوام الماضية على هجمات دولية محدودة وتعزيز نفوذه في بعض أرجاء اليمن وسوريا، حقق غريمه مكاسب ميدانية واسعة وتبني هجمات دامية في دول عدة.

إلا أن المحللين يرون أن القاعدة يخطط على المدى البعيد، وقد يتفوق في نهاية المطاف في ظل الحملة الدولية الواسعة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وشكلت هجمات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك، وواشنطن، المحطة الأبرز في مسار القاعدة، إلا أن التنظيم بدأ بالتراجع بعد قتل بن لادن، على يد قوات أمريكية خاصة في باكستان في الثاني من مايو 2011.

ويزداد أفول نجم التنظيم مع الصعود التدريجي الثابت لتنظيم الدولة الإسلامية الذي أقام "الخلافة" في مناطق سيطرته بسوريا والعراق في يونيو 2014، ونصب زعيمه أبو بكر البغدادي "أميرًا للمؤمنين".

ويقول الخبير الفرنسي في الإسلام المعاصر جان بيار فيليو، لوكالة فرانس برس "بروباغندا القاعدة باتت غير ظاهرة على مواقع التواصل الإجتماعي في مواجهة الآلة الدعائية التي انشأها داعش بنجاح".

واعتمد تنظيم الدولة الإسلامية، بشكل كبير على نشر صور وأشرطة من خلال حسابات مؤيدين له على مواقع التواصل الإجتماعي، تظهر الإعدامات المروعة التي نفذها بحق المناهضين، وهجماته العسكرية. ويرى الخبراء أن هذه الدعاية هدفها بث الرعب واستقطاب عناصر.

يضيف «فيليو» "القاعدة خسرت في كل مكان بمواجهة داعش، باستثناء منطقة الساحل (جنوب الصحراء الإفريقية)"، معتبرا أن هذا التراجع "مرتبط برغبة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، في ركوب موجة الاحتجاجات في العالم العربي"، في حين أن البغدادي "وقف ضدها".

وعلى رغم أن البغدادي تزعم الفرع العراقي لتنظيم القاعدة (دولة العراق الإسلامية)، إلا أن الخلاف بين الطرفين بدأ منذ سعيه لدمج هذا الفرع مع الفرع السوري (جبهة النصرة) قبل أعوام. لكن زعيم النصرة أبو محمد الجولاني، رفض هذا الدمج، وأعلن مبايعته للظواهري مباشرة، ومثلت سوريا مساحة مواجهة ميدانية مباشرة بين التنظيمين.

ويقول الباحث في معهد بروكينغز وليام ماكانتس، إن "عناصر جبهة النصرة تراجعوا في سوريا في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أنهم تمكنوا من تعويض "خسائر مكلفة" تكبدوها سابقًا.

وفي اليمن، أفاد التنظيمان من النزاع بين الحكومة والمتمردين، لتعزيز نفوذهما. إلا أن الفرع اليمني للقاعدة (قاعدة الجهاد في جزيرة العرب)، المتجذر منذ أعوام، لا يزال يحظى باليد الطولى.

ويقول ماكانتس، إن عناصر القاعدة في اليمن يقدرون بالآلاف، ويسيطرون "على مساحات واسعة"، رغم تراجعهم بعض الشيء مؤخرًا.

أما عدد تنظيم الدولة اللإسلامية فيقدّر بالمئات فقط، وهم "لا يسيطرون على الكثير من الأراضي" في اليمن، بحسب الباحث نفسه.

- في الميدان وخارجه -

وتعد الولايات المتحدة فرع القاعدة في اليمن؛ أقوى أذرعته في العالم. وفي يناير 2015، تبنى هذا الفرع الهجوم على صحيفة "شارلي ايبدو" الساخرة في باريس، ما أدى إلى مقتل 12 شخصًا.

ورأى محللون في حينه أن الهجوم محاولة من القاعدة لاستعادة مكانتها في ظل تنامي تنظيم الدولة الإسلامية.

ويرى ماكانتس، أن تنظيم القاعدة يعتمد حاليًا استراتيجية تزاوج بين المعارك الميدانية في مناطق نفوذه، والهجمات في دول أجنبية.

ويوضح أن التنظيم "يتبع تعليمات الظواهري بالسيطرة على مناطق في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولكن أيضا استهداف الغرب".

وخلال الأشهر الماضية، تبنى تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي" هجمات في دول إفريقية مثل مالي، وبوركينا فاسو، وساحل العاجل، أدت إلى مقتل العشرات، واستهدفت فنادق ومطاعم ومنتجعات سياحية.

واعتبرت مجموعة "صوفان" للأبحاث في تقرير أصدرته في مارس، أن القاعدة وجدت في غرب إفريقيا "منطقة من العالم يمكنها فيها التفوق على النفوذ المنافس لتنظيم الدولة الإسلامية".

ورأت أن الهجمات الأخيرة تتيح لعناصر القاعدة "كسب الدعاية التي تساعده في الحفاظ على تأثيره في مناطق أخرى، في شمال إفريقيا أو شرقها، خوفا من فقدان المبادرة لصالح تنظيم الدولة الإسلامية.

وتشير "مجموعة الأزمات الدولية" في تقرير حديث لها أن تنظيم القاعدة حاول اتباع نسق مختلف عن تنظيم الدولة الإسلامية في التعامل مع المجتمعات التي يتواجد فيها، وأولى عناية لـ "الحساسيات المحلية".

وعلى سبيل المثال، دان تنظيم القاعدة في اليمن تفجيرات نفذها تنظيم الدولة الإسلامية استهدفت مساجد للشيعة في 2015. وفي سوريا، قاتلت جبهة النصرة جنبا إلى جنب مع فصائل مسلحة ضد النظام وضد تنظيم الدولة الإسلامية على غير جبهة.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تقود منذ صيف العام 2014 تحالفًا دوليًا ضد تنظيم الدولة الإسلامية يستهدف مناطق تواجده في سوريا والعراق، إلا أنها لم توقف ضرباتها المتواصلة منذ أعوام بطائرات من دون طيار ضد تنظيم القاعدة في اليمن. كما تعرض التنظيم لضربات جوية من التحالف الذي تقوده واشنطن في سوريا، وإن كان بدرجة أقل.

في ظل هذه العوامل، يبدو أن تنظيم القاعدة يراهن على ميل النزاعات التي تشهدها دول يتواجد فيها، لصالحه.

ويقول ألان رودييه، وهو ضابط سابق في الاستخبارات الفرنسية، إن "تنظيم القاعدة يراهن على تدهور تدريجي في أوضاع الدول الإسلامية، ما سيحمل إلى السلطة قادة مقتنعين بطروحاته".

ويضيف في حديث لمجلة "اتلانتيكو" الفرنسية هذا الشهر، "هذا النمط من الجهاد مخطط ليمتد عشرات السنين"، بينما أسلوب تنظيم الدولة الإسلامية، وزعيمه أبو بكر البغدادي يجعله يبدو "وكأنه على عجلة من أمره".


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك