خلصت دراسة جديدة إلى أن «الإرادة الحرة» ربما تكون «وهمًا» يخلقه عقولنا، فالبشر مقتنعون أنهم يتخذون خيارات واعية أثناء حياتهم، ولكن في المقابل ربما يقنع العقل نفسه أنه اتخذ خيارًا حرًا من الخيارات المتاحة بعد إتخاذ القرار.
ذكرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، أنه هذه الفكرة خضعت للاختبار من خلال خداع المشاركين بإقناعهم أنهم إتخذوا خيارًا قبل رؤية النتائج المترتبة الفعلية لهذا الخيار، وفي الاختبار كان يتم إقناع الناس بأنهم إتخذوا قرارًا باستخدام إرادتهم الحرة، على الرغم من أن هذا الأمر كان مستحيلًا.
إن فكرة أن البشر يوقعون أنفسهم في شرك إيمانهم بالإرادة الحرة كانت موضوع ورقة بحثية قدمها عالما النفس «دان واجنر» و«تاليا ويتلي» منذ حوالي 20 سنة، عندما اقترحا أن الشعور بالرغبة في القيام بشيء ما أمر حقيقي، ولكن ربما لا يوجد أي رابطة بين الشعور بالرغبة والقيام بالأمر.
تبني الدراسة الجديدة على عمل العالمين، وتقول إن "العقل يعيد كتابة التاريخ عندما يتخذ قراراته، مغيرًا ذاكرتنا بحيث نؤمن أننا أردنا القيام بشيء قبل وقوعه".
وفي إحدى الدراسات التي أجراها «آدم بير» و«بول بلوم» من جامعة «برينستون»، شاهد المشاركون في الاختبار 5 دوائر بيضاء اللون على شاشة كومبيوتر، وطُلب منهم اختيار واحدة من الدوائر قبل أن تضيء إحداهم باللون الأحمر.
ثم طلب من المشاركون وصف ما إذا كانوا اختاروا الدائرة الصحيحة، أم واحدة أخرى، أم أنهم لم يكن لديهم الوقت الكافي لاختيار إحدى الدوائر.
إحصائيًا، يجب أن يكون المشاركون اختاروا الدائرة الصحيحة مرة من بين كل 5 مرات، ولكنهم قالوا إنهم اختاروا الدائرة الصحيحة أكثر بكثير من 20 %، ووصل الأمر إلى أكثر من 30% إذا تحولت الدائرة إلى اللون الأحمر بسرعة بالغة.
يقترح العالمان أن النتائج توضح أن عقول المشاركين كانت تبدل ترتيب الأحداث، لذلك بدا أنهم اختاروا الدائرة الصحيحة، حتى بالرغم من أنهم لم يمتلكوا الوقت الكافي للقيام بهذا الأمر.
كما حذر العالمان من أن وهم الاختيار ربما يُطبق فقط على الخيارات التي تتُخذ سريعًا وبدون الكثير من التفكير، ولكن ربما يكون أيضًا خاصية وموجود في كل مكان، حاكمة لجميع جوانب سلوكنا.