السيرة النبوية.. وفاة النبى أعظم خطب فى الدنيا - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 2:33 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

السيرة النبوية.. وفاة النبى أعظم خطب فى الدنيا

المسجد النبوى
المسجد النبوى
كتب ــ خالد موسى:
نشر في: الجمعة 1 يوليه 2016 - 12:41 م | آخر تحديث: الجمعة 1 يوليه 2016 - 12:41 م

يا له من خطب عظيم، وحدث جسيم، ونبأ أليم! تهتز له النفوس، وترتعد به القلوب، وتذرف منه الدموع. إنه الـحدث الأكبر، والـخطب الـجلل، إنه وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أكبر مصيبة تصيب المؤمنين، وأعظم نازلة تنزل بالـمسلمين، إنه الخبر الذى نزل بالصحابة رضى الله عنهم كالصاعقة، إنه الخطب الذى طاشت له ألبابهم، وزلزلت به قلوبهم.
بداية الـمرض:
فى اليوم الثامن أو التاسع والعشرين من شهر صفر، فى يوم الاثنين، من السنة الحادية عشـرة للهجرة، بدأ المرض برسول الله، إذ بدأ ينتابه الصداع، وارتفعت حرارته، ودبت الآلام فى جسده الشريف.
وا رأساه:
اشتكت عائشة رضى الله عنها إلى النبى رأسها فقالت: وا رأساه، فقال رسول الله: «ذاك لو كان وأنا حى فأستغفر لك وأدعو لك»، فقالت عائشة: وا ثكلياه! والله إنى لأظنك تحب موتى، ولو كان ذاك، لظللت آخر يومك معرسا ببعض أزواجك، فقال النبى «بل أنا وا رأساه، لقد هممت أن أرسل إلى أبى بكر وابنه وأعهد؛ أن يقول القائلون، ثم قلت: يأبى الله ويدفع المؤمنون» أو: «يدفع الله ويأبى المؤمنون» [البخارى: 5666].
وفى رواية، قالت رضى الله عنها: رجع رسول الله من جنازة، وأنا أجد صداعا فى رأسى، وأنا أقول: وارأساه! قال: «بل أنا وارأساه!» [النسائى فى الكبرى: 7042].
أشد الناس وجعا:
عن عائشة رضى الله عنها، قالت: «ما رأيت أحدا أشد عليه الوجع من رسول الله». [البخارى: 5646 واللفظ له، ومسلم: 2570].
وعن ابن مسعود رضى الله عنه: «أتيت النبى فى مرضه، وهو يوعك وعكا شديدا». [البخارى: 5647 واللفظ له، ومسلم: 2571].
وفى رواية: دخلت على النبى وهو يوعك، فمسسته بيدى، فقلت: إنك لتوعك وعكا شديدا، قال: «أجل، كما يوعك رجلان منكم»، قال: لك أجران؟ قال: «نعم، ما من مسلم يصيبه أذى، مرض فما سواه، إلا حط الله سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها« [البخارى: 5667].
وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه، قال: «دخلت على النبى وهو يوعك، فوضعت يدى عليه فوجدت حرة بين يدى فوق اللحاف، فقلت: يا رسول الله، ما أشدها عليك! قال: «إنا كذلك يضعف لنا البلاء، ويضعف لنا الأجر»، قلت: يا رسول الله، أى الناس أشد بلاء؟، قال: «الأنبياء»، قلت: يا رسول الله ثم من؟، قال: «ثم الصالحون، إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر، حتى ما يجد أحدهم إلا العباءة يجوبها، وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء، كما يفرح أحدكم بالرخاء» [ابن ماجه: 4024].
صلاة النبى بأصحابه رضى الله عنهم فى مرضه:
وقد صلى بالناس وهو مريض أحد عشر يوما، ومـجموع أيام الـمرض ثلاثة عشر أو أربعة عشر يوما. ولقد حاول أن يصلـى بالناس لـما ثقل عليه مرضه، فلم يستطع، فأرسل إلى أبى بكر بأن يصلـى بالناس. [البخارى: 687، ومسلم: 418].
تخيير الله عز وجل للنبى:
عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه: قال: خطب النبى، فقال: «إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله»، فبكى أبوبكر الصديق رضى الله عنه، فقلت فى نفسـى: «ما يبكى هذا الشيخ، إن يكن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله؟!، فكان رسول الله هو العبد، وكان أبوبكر أعلمنا، قال: «يا أبا بكر لا تبك، إن أمن الناس على فى صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا من أمتى لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين فى المسجد باب إلا سد، إلا باب أبى بكر» [البخارى: 466 واللفظ له، ومسلم: 2382].
لو كنت متخذا خليلا:
عن ابن عباس رضى الله عنهما، قال: «خرج رسول الله فى مرضه الذى مات فيه، عاصب رأسه بخرقة، فقعد على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «إنه ليس من الناس أحد أمن على فى نفسه وماله من أبى بكر بن أبى قحافة، ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن خلة الإسلام أفضل، سدوا عنى كل خوخة فى هذا المسجد، غير خوخة أبى بكر» [البخارى: 467].
وعن جندب قال: «سمعت النبى قبل أن يموت بخمس، وهو يقول: «إنى أبرأ إلى الله أن يكون لى منكم خليل، فإن الله تعالى قد اتخذنى خليلا، كما اتخذ إبراهيم خليلا، ولو كنت متخذا من أمتى خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إنى أنهاكم عن ذلك [مسلم: 532]».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك