«زراعة القوقعة».. طوق نجاة للأطفال المعاقين سمعيًا - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 4:25 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«زراعة القوقعة».. طوق نجاة للأطفال المعاقين سمعيًا

الاطفال فى حصة قصة
الاطفال فى حصة قصة
أسماء سرور
نشر في: الجمعة 1 يوليه 2016 - 11:45 ص | آخر تحديث: الجمعة 1 يوليه 2016 - 11:50 ص
يوسف سمع اسمه أول مرة لكن لم يفهم دلالته.. وأم سلمى تشكو من طول انتظار شيك التأمين الصحى وتقول: «لو كان معايا واسطة كان ممكن يطلع فى نفس اليوم»

عبدالغفار: أكثر من 10 آلاف طفل حديث الولادة فى حاجة سنويًا لزراعة القوقعة.. وتكاليف الجراحة أهم المشاكل التى تواجهنا

إجراء 1500 عملية زراعة قوقعة فى مصر العام الماصى.. و3 آلاف حالة على قوائم الانتظار

لحظات أشبه بميلادهم، اختلطت فيه مشاعر الفرح والقلق والتعجب، أطفال لا يقل أعمارهم عن عامين يسمعون أسماءهم لأول مرة، وعلامات الذهول على وجوههم، فى لحظات طال انتظارها، بعد رحلة شاقة ما بين الفحوصات والعلاجات المختلفة وتوفير النفقات اللازمة، حتى يتمكنوا من إجراء زراعة القوقعة لأطفالهم، وربما زاد الأمر صعوبة وجود العديد من الحالات التى لديها أكثر من طفل يعانى من نفس المشكلة، هكذا كان حال عشرات الأطفال أمام عيادة السمعيات بمستشفى وادى النيل.

ظلت أم يوسف تردد اسم طفلها عدة مرات لكنه لم يهتم، فهو لا يعرف دلالة ما تقوله، ولم يلفت نظره سوى صوت تصفيق أعلى كان من الطبيب المسئول عن برمجة القوقعة التى كان يقوم وقتها بتركيبها له، والتى تتكون من ميكروفون ومبرمج، بعد ان زرع الجزء الداخلى منها منذ شهر، فى جراحة استغرقت نحو ساعتين، والثانى خارجى.
يوسف طفل عمره 3 سنوات ونصف، أخوه أجرى نفس الجراحة منذ أشهر، وما زالت الأم تحضر لبرمجة الجهازين ومعرفة كيفية التعامل معهم، إلا أن يوسف كان رافضا لوجود جسم إلكترونى خلف أو خارج الأذن، نظرات والدته جعلته أكثر اطمئنانا بعينين مليئتين بدموع الفرحة.
ولم يختلف الأمر كثيرا مع طفلة أخرى تدعى سلمى، كانت ثانى جلسات البرمجة لها، وهو ما جعل تفاعلها أفضل قليلا عن حالة الطفل الأول.
اكتشفت والدة سلمى أن طفلتها لا تلتفت إلى أى مصدر صوات وهى فى عمر الـ8 أشهر، وعرضتها على طبيب، قال لها انها تعانى من مياه على الأذن والتهابات، اعتقدت آنذاك أنها مشكلة وقتية سيتم حلها خلال أيام، حتى حولها الأطباء إلى معهد السمع والكلام فى إمبابة.
وقالت أم سلمى «الأطباء فى المعهد أخبرونى بأنها تعانى ضعف فى العصب السمعى، واستلمت سماعة الكترونية لمدة 3 أشهر لم تكن لها نتيجة ملحوظة، وبعدها سماعة اخرى لنفس المدة تقريبا، ثم تحويلى إلى لجنة التأمين الصحى لزراعة القوقعة، وبعد 6 أشهر جاءت موافقة اللجنة على الزراعة».
لكنها اشتكت من طول انتظار الشيك الذى تصدره هيئة التأمين الصحى لتحمل جزء من تكاليف الجراحة، مضيفة «10 أشهر مروا لإصدر الشيك، كنت اتردد بشكل دائم على الهيئة للسؤال عنه، رغم أن الناس قالولنا لو كان فى واسطة كان ممكن يطلع فى نفس اليوم أو خلال أسبوع».
تكاليف الجراحة أهم المشاكل التى تواجه جراحة زراعة القوقعة، فالتأمين الصحى يتحمل 90 ألف جنيه، بينما تصل تكاليفها إلى 120 ألف جنيه، والباقى على نفقة الحالة الخاصة، أو بعض مؤسسات المجتمع المدنى، وفقا ما قاله د.حسام عبدالغفار أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بطب قصر العينى ومسئول برنامج البرمجة للحالات فى مستشفى وادى النيل.
وتشير الدراسات إلى أن عدد من يعانون من ضعف السمع أكثر من 4.5 مليون مواطن فى مصر، ويزداد عددهم سنويا، وعدد من يحتاجون لزراعة القوقعة 180 ألف حالة.
وقال عبدالغفار إن المعدلات العالمية لضعف السمع تتراوح بين 1.7 فى الألف حتى 2.7 فى الألف، بينما فى مصر هناك نحو 4 حالات بين كل ألف طفل يحتاجون لزراعة قوقعة، ويرتفع هذا الرقم للضعف أى 8 حالات بين كل ألف فى الصعيد بسبب زواج الأقارب.
وتابع «فى حال حساب عدد المواليد والذى يصل سنويا إلى نحو 2.5 مليون طفل يكون ما يتجاوز الـ10 آلاف طفل حديث الولادة فى حاجة سنويا لزراعة القوقعة»، لافتا إلى أن ثلثهم يصاب بفقدان السمع نتيجة عدم إجراء العملية، خاصة مع غياب الوعى للتعامل السريع مهم، وأيضا ارتفاع تكاليف العملية.
واضاف أنه تم إجراء 1500 عملية زراعة قوقعة فى مصر العام الماصى، ولا يزال هناك 3 آلاف حالة على قوائم الانتظار، أكثر من 800 حالة منهم داخل مستشفى وادى النيل، اغلبها لأطفال.
وأوضح أن الطفل الطبيعى يحتاج إلى 6 أشهر من التعلم ليبدأ فى نطق الكلمات البسيطة، بينما يحتاج الطفل الذى يعانى من مشاكل فى السمع لمدة أطول لاكتساب مهارات التحدث والكتابة وليتعامل بشكل طبيعى مع المجتمع المحيط به.
ولفت إلى أن هناك اسبابا مختلفة لضعف السمع، فقد يكون منذ الولادة وهو المشكلة الأكثر انتشارا بين الأطفال وقد تتم وراثته أو الإصابة به نتيجة لنمو غير طبيعى فى مراحل تطور حياة الجنين، أو ضعف مكتسب يرجع سببه إلى مجموعة متنوعة من العوامل. تشتمل هذه العوامل منها المرتبط بالسن أو نتيجة حادث، أو مرض «مينييرز» أو الالتهاب السحائى.
وأكد ان هناك شروطا لاختيار الحالة التى يجرى لها زراعة قوقعة، سواء تتعلق بحدة السمع، أو نوعية ضعف السمع، أو الحالة الذهنية والعقلية للطفل، أو الحالة النفسية للطفل والأهل ايضا، بالإضافة إلى سن المريض.
واستطرد «الأذن ليست المسئول الأول عن الصوت كما يعتقد الكثير، لكن المخ، فالسمع لا يعنى التفسير، لكنه القدرة على تحديد الصوت من عدمه، فالطفل محتاج يفهم قبل ان يسمع، لذلك يحتاج إلى تعليم دلالة اللفظ».
وأوضح عبدالغفار أن نظام زراعة القوقعة الإلكترونية يساعد على استعادة حاسة السمع للأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع الحسّى العصبى الذى تتراوح درجته بين حادّ إلى عميق، وبالنسبة لهؤلاء الأشخاص الذى يعانون من هذا النوع من فقدان السمع، تكاد لا تعود عليهم وسائل السمع المساعدة بأى فائدة تذكر.
وتابع عبدالغفار «يتكون نظام زراعة القوقعة الالكترونية من قطعتين: معالج صوتى خارجى، يوضع خلف أو خارج الأذن، وزراعة قوقعة داخلية، توضع عن طريق الجراحة تحت الجلد»، منوها أن برنامج زراعة القوقعة كعلاج للأطفال ضعاف السمع دخول تحت مظلة التأمين الصحى عام 2007 من خلال 32 مركزا على مستوى الجمهورية، وأنه يجب إجراء عملية زراعة القوقعة قبل عمر 5 سنوات للطفل لأنه بعد ذلك يصبح غير قابل لإجراء العملية.
وقال إن العملية مكلفة، فهى ليست مجرد جراحة، لكن ما بعد الجراحة يمثل 80% من التأهيل، لذلك لابد من إعادة النظر فى التكلفة المحددة من قبل التأمين الصحى، لأن التكلفة الحقيقية أكبر بكثير، مشددا على أن أسر الأطفال الذين يتلقون التدريب يجب تدريبهم على وسائل وأنماط التعامل الفعال مع أطفالهم باعتبارهم جزءا من عملية التأهيل، وأنه كلما كان الأهل لديهم فهم يمكن الوصول إلى احسن صوت للطفل من حيث الوضوح والنقاء.
  اقرا ايضا : 


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك