عضو مجمع البحوث الإسلامية لـ«الشروق»: على الأزهر مواكبة العصر وعدم العيش على فقه الأولين - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 2:02 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عضو مجمع البحوث الإسلامية لـ«الشروق»: على الأزهر مواكبة العصر وعدم العيش على فقه الأولين

محمود عاشور- وكيل الازهر الاسبق تصوير هبة الخولي
محمود عاشور- وكيل الازهر الاسبق تصوير هبة الخولي
حوار ــ أحمد بدراوى:
نشر في: الجمعة 1 يوليه 2016 - 12:32 م | آخر تحديث: الجمعة 1 يوليه 2016 - 1:57 م

• مبارك والسيسى دعيا لتجديد الخطاب الدينى.. والناس تجرى وراء الشعارات
• مشروع عبدالناصر للتوسع فى كليات الأزهر أضعف المؤسسة.. وبلاء الإرهاب بحاجة لعلماء متخصصين
• عدم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم ليس من الدين.. ومجدى يعقوب أفضل عنده الله ممن يتوعده بعذاب النار
• الملحدون مرضى نفسيون.. و«هوجة» الفتاوى الإخوانية والسلفية والأزهرية سبب بعدهم عن الدين
• بعض الدعاة الجدد تابعون لتنظيمات ويتلقون تمويلًا.. ولا ينفع ترك باب الاجتهاد لكل شخص حسب رأيه
• علينا تصويب الخطاب الدينى لتطوير المجتمع وحمايته من التقسيم
• واعظ القرية أكثر تأثيرًا من بعض الأئمة.. ولا نريد من يوزع مقاعد الناس فى الجنة والنار
• التراث الإسلامى يعبر عن زمنه ولا يمكن تعديله.. وهناك من ينسب للرسول ما لم يقله
• تجريم الفتوى من غير المتخص ضرورة.. ويجب تنقيتها من هراء البعيدين عن فهم الدين
• الخطبة الموحدة ليس لها وجود.. وكل مجتمع له خطابه ولغته واجتهاد أئمته

أكد وكيل الأزهر الشريف الأسبق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، الدكتور محمود عاشور، حاجة الأزهر إلى ملاحقة ومواكبة العصر فى فتاواه وتفسيراتها، مؤكدا أن عدم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم ليس من الدين، وأن د. مجدى يعقوب أفضل عنده الله ممن يتوعده بعذاب الآخرة، معتبرا أن واعظ القرية أكثر تأثيرا من أئمة يوزع بعضهم مقاعد الناس فى الجنة والنار.
وأضاف عاشور فى حوار لـ«الشروق» أن تجديد الخطاب الدينى شعار، لكن المطلوب هو تصويب الخطاب وتوضيحه دون تعديل فى التراث الإسلامى، مطالبا بضرورة تجريم الفتوى من غير المتخصصين.

 

  محمود عاشور- وكيل الازهر الاسبق تصوير هبة الخولي

 

  
وإلى نص الحوار:
* هل جاءت دعوات تعديل مناهج الأزهر لمواكبة العصر بسبب تعثر تجديد الخطاب الدينى؟
ـ الأزهر مؤسسة عريقة، وهو أقدم مؤسسة تعليمية ولها تاريخ عظيم وحافل، وشيوخه غيروا فى كيان المجتمعات كلها، فكان قبلة العالم الإسلامى للتعليم فى كل أنحاء العالم، فنحن لدينا 45 ألف طالب من قرابة 100 دولة يدرسون العلم الشرعى.
كل ذلك يلقى بعبء على الأزهر الشريف كى يحاول أن يعيش عصره ويواكبه، فنحن لا نعيش على فقه الأولين الذى كان فى عصور مختلفة وأزمنة أخرى فكرية، فلابد للفقه الحالى أن يلاحق تطورات العصر.
الإمام الشافعى أنتج فقها جديدا فى مصر بعد مجيئه من العراق، علينا أن نواكب العصر بما فيه من قضايا ومشاكل ومستجدات ونعرضها على الدين الإسلامى لتتواءم مع العصر، كما أن شيخ الأزهر الأسبق محمود شلتوت طرح قضايا كثيرة سبق فيها عصره، منها ختان الإناث الذى أكد أنه ليس من الدين، وحسم أمور تعلقت بالبنوك ومعاملاتها، لذا نحن بحاجة إلى توحيد فكرنا واتجاهنا ورأينا، حتى يعود الأزهر الذى كان يقود العالم فى وقت سابق.
* لكن ماذا عن القضايا العاجلة التى على الأزهر مناقشتها فى ظل ما يشهده العالم العربى من موجات إرهاب جديدة؟
ـ أرباح البنوك مثلا، الأزهر بوضعه ومكانته لابد أن يحسم أمورا عالقة ولا يترك الناس للبلبلة والقيل والقال، وهناك قضايا لابد من إغلاقها وحسمها هل هى حلال أم حرام، ولا ينفع ترك باب الاجتهاد لكل شخص حسب رأيه، فالأزهر هو المرجعية الكبرى والرئيسية للعالم الإسلامى ككل.
أما موجات الإرهاب والتطرف الأخيرة فلم نسمع عنها إلا مؤخرا بعد جماعة الإخوان، حيث ظهرت القاعدة وداعش وغيرهما وهو أمر لم يكن موجودا من قبل، فالأزهر كان الذى يحكم حركة الحياة ولم يسمح بظهور متطرف أو إرهابى أو خارج أو منحرف، فأنا عشت ذلك وأنا طالب وخريج.
كان واعظ المركز فى القرية يلتف حوله المستمعون وكان دوره مؤثرا، لكن لدينا الآن كثير من الأئمة بلا تأثير ولا يشعر الناس بهم، لذا نحن بحاجة لواعظ يدخل لقلوب وضمائر الناس ويحركهم، حتى لا يظهر من يوزع مقاعد الناس فى الجنة والنار كيفما شاء.
* لكن ماذا عن إرهاب التسعينيات وأنت قلت إن ما ظهر الآن جديد؟
ـ ما ظهر اليوم هو امتداد للتسعينيات، والأزهر كان ضعيفا فى تلك الفترة وقبلها، حين أقر الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر مشروع تطوير الأزهر، حيث نشأت به كليات عملية، بعد أن كانت جامعته مقتصرة على 3 كليات وهى الشريعة وأصول الدين واللغة العربية، وهذا التوسع لم ينفع الأزهر فى شىء.
كما انتشر الإرهاب والتطرف والتشدد نتيجة أن خريجى الأزهر أصابهم الضعف وصارت كلياتهم فى ذيل التنسيق، وبلاء الإرهاب بحاجة لعلماء أقوياء حاصلين على تعليم متخصص، فالأزهر لم يكن بحاجة لكليات عملية مثل الطب وغيرها.
* برأيك، هل يقوم الأزهر يقوم بدوره فى تجديد الخطاب الدينى؟
ـ تجديد الخطاب شعار رفعه الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، ورفعه الرئيس عبدالفتاح السيسى، والناس تجرى وراء الشعارات فقط دون مضمونها، فتجد أحدهم يقول «هيا نجدد الخطاب الدينى» دون أن يحدد كيف وماذا نفعل به، فالتجديد عمل وليس شعارا، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يجدد للأمة دينها.
المقصود من ذلك هو تصويب الخطاب الدينى وليس تجديده، بمعنى أن ينتقل مما فيه الآن لما هو أفضل، لو ركبت مثلا أتوبيس ستجد شريطا تسجيليا عن عذاب القبر، فهل الدين كله عذاب.
* وما هدف تصويب الخطاب الدينى؟
ـ هدفه تشجيع الناس على التدين وتقريبهم حتى لا ينفروا منه، وحتى لا ندفعهم لكراهيته، وفنحن لا نعادى غير المسلمين من القوى الأخرى فى المجتمع، لذا أستنكر من يقول إن د. مجدى يعقوب ملعون وفى النار، على الرغم من أنه عالج المسلمين بأفضل ممن قال عليه ذلك، وهو عند الله أفضل ممن قال ذلك، كما أن عدم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم ليس من الدين، لذا علينا تعديل صورة المجتمع وتطويرها حتى لا نفككه لطوائف وشيع وفرق وأحزاب.
* لكن هناك مطالبات بتنقية كتب السنة والتراث الإسلامى من أحاديث مشكوك فى صحة رواتها، ومنها حديث ادعوهم لأضيق الطريق؟
ـ التراث الإسلامى ورثناه عن الأولين لا استطيع أن أعدله أو أرفضه أو أغيره، فأنا أحفظه كما هو لأنه يعبر عن زمنه، ولابد أن يظل حيا ودائما، لكن لا مانع من تصويبه بكتب ترد وتوضح ما فيه، أما الحديث المقصود فقد فسره السلفيون بما لا يفهمون، لذا لابد من وجود متخصص لشرح الحديث وتفسيره، فهناك من ينسب للرسول ما لم يقله.
* هل العالم الإسلامى بحاجة لتوحيد الفتاوى؟
ـ هناك ضرورة لتجريم الفتوى من غير المتخصصين، فهناك الآن من يفتى فى الدين بغير علم، وعلى المتخصص تنقية الفتاوى من هراء البعيدين عن فهم الدين.
* هل ترى أن الخطبة الموحدة أتت ثمارها؟
ـ لا يوجد ما يسمى بالخطبة الموحدة، كل مجتمع له خطابه ولغته، أعطى الإمام العناصر ثم اترك له الحرية والاجتهاد.
* وكيف تقيم ظاهرة الدعاة الجدد مثل عمرو خالد وغيره؟
ـ أترك التقييم للناس، لكننا اكتشفنا بعضهم تابع لجماعة وتنظيم ويتلقى أموالا من جهات، ونحن نريد داعية مستقل تابع لله سبحانه وتعالى فقط ويعمل له.
* وماذ عن انتشار الإلحاد؟
ـ الإلحاد انتشر بسبب هوجة فتاوى إخوانية وسلفية وأزهرية، فضاع الشباب وأصيب بالحيرة وقرر ترك الدين، وهم مرضى نفسيون بحاجة لعلماء يشرحون لهم دون تكفير أو هجوم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك