"لقد زجحت لك تذك.. تذنكر.. تذكرت.. تذكرتين".. رغم أنه صاحب التلعثم الأشهر في تاريخ المسرح العربي، إلا أنه رفض أن يتسبب لجمهوره في أي ارتباك أو تلعثم آخر، فقرر الرحيل بهدوء بعد عيد مولده بيوم واحد، حتى يتذكر جمهوره ذكراه دون عناء.. عن الفنان سعيد صالح نتحدث.

سعيد صالح إبراهيم، أحد أشهر نجوم الكوميديا في تاريخ السينما والمسرح، من مواليد 31-7-1938 بمحافظة المنوفية، حصل ‏على ليسانس الآداب بجامعة القاهرة عام 1960.

اكتشفه حسن يوسف وقدمه إلى المسرح، وكانت من ‏أولى مسرحياته "هالو شلبي"، ثم قدم بعد ذلك المسرحية الخالدة "مدرسة المشاغبين"، التي ظلت تعرض على المسرح لمدة 6 سنوات متواصلة، واتبعها بمسرحية "العيال كبرت" مع غالبية طاقم العمل.

كان سعيد صالح فنانا شاملا، تخطت قدارته الفنية التمثيل الكوميدي، حتى إنه لحّن عدة أغنيات وغناها في المسرحيات، بل لحن قصيدة "بلقيس" للشاعر نزار قباني، وحصل بعدها على نقابة الموسيقيين عام 1984، حسبما قال في حوار صحفي له.

شاهد: سعيد صالح يغني "ممنوع من السفر" للشاعر أحمد فؤاد نجم

شاهد: "أنا اتلهيت وخدل زندي" لسعيد صالح من "كعبلون"

كما قام ببطولة الكثير من أفلام الفيديو ‏والسينما، وعمل في أكثر من 500 فيلم وأكثر من 300 مسرحية، وكان يقول دائمًا "السينما المصرية أنتجت 1500 فيلم.. أنا نصيبي منهم الثلث".

توقع له النقاد والجمهور أن يكون نجم الكوميديا الأشهر بعد بزوغ نجمه في مدرسة المشاغبين والعيال كبرت، لكن حياته الشخصية والاجتماعية المضطربة أثرت بالسلب على مشواره فتراجع بمرور الوقت، وكانت العقبة الكبرى في مشواره الفني هو إيداعه السجن عام 1991 وقضاء مدة عقوبة بسبب تعاطيه مخدر "الحشيش"، وهي الفترة التي قال عنها سعيد صالح فيما بعد إنها أفضل فترات حياته، وإنه عرف الله أكثر في السجن وتعلم الكثير عن الدنيا والدين.

لم يكن السجن غريبًا على سعيد صالح، فقبل ذلك قضى 6 أشهر به من قبل عام 1983، لأسباب سياسية قيل إن جملته الارتجالية في أحد مسرحياته: "أمي اتجوزت ثلاث مرات.. الأول أكلنا المش.. والتاني علمنا الغش.. والثالث لا بيهش ولا بينش"، في إشارة إلى رؤساء مصر الثلاثة "جمال عبدالناصر، أنور السادات، حسني مبارك".

سعيد صالح الذي عُرف عنه الخروج عن النص، كثيرا ما أغضب منه الفنان والمخرج المسرحي عبد المنعم مدبولي لدرجة أنه تخلى عن التمثيل في مسرحية مدرسة المشاغبين بسبب ضيقه من كثرة خروج سعيد صالح عن النص.

لكن باقي المخرجين اعتادوا على ذلك حتى صار جمهوره والفنانون المشاركون أمامه بالمسرحيات لا يدرون أين النص المكتوب وأين ارتجالات صالح، ولكن المهم أن ما حُفر في ذاكرة أجيال من جمهوره كان على لسان سعيد صالح، وبعباراته ودّعه محبوه، فاليوم، 1-8 -2014 بعد تأكيد خبر رحيل الفنان عن عالمنا، امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بـ"إفيهات"
سعيد صالح.. أو مُرسي الزناتي، وسلطان السكري.