واصلت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية المعروفة بعدائها للحكومة المصرية نشر افتتاحياتها المعادية لحكومة الرئيس عبدالفتاح السيسى والمعارضة لأى تقارب بين القاهرة وواشنطن.

وبمناسبة عودة جلسات الحوار الاستراتيجى بين مصر وأمريكا غدا نشرت الصحيفة الأمريكية ذات التأثير القوى على دوائر صناعة القرار الأمريكى افتتاحية تحت عنوان «على كيرى قول الحقيقة فى مصر» قالت فيها إنه «قبل عامين زعم وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أن الجيش المصرى استعاد الديمقراطية عبر الإطاحة بحكومة الرئيس الأسبق محمد مرسى وإطلاق حملة قمع واسعة النطاق ضد أنصاره.. ولكن الأحداث اللاحقة أظهرت أن كيرى كان مخطئا تماما» مضيفة أن القمع الحكومى فى مصر لم يقتصر «على الجهاديين (الإرهابيين) وأنصار جماعة الإخوان المسلمين السلمية ولكنه شمل أيضا الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان ونشطاء الديمقراطية المدنيين الذين قادوا ثورة 2011 فى مصر».

وترى الصحيفة اليمينية الأمريكية أنه رغم كل ذلك وتأخر إجراء الانتخابات البرلمانية فإن «كيرى سيعود إلى القاهرة فى نهاية هذا الأسبوع لمواصلة الحوار الاستراتيجى مع الحكومة المصرية، وهى فرصة بالنسبة له لتصحيح توصيفه الخاطئ للنظام والضغط بالطبع من أجل الحاجة الماسة للتغيير».

ولفتت الصحيفة إلى أنه «بعد محاولة ضعيفة لمعاقبة الحكومة المصرية، عبر خطوات مثل حجب تسليم طائرات هليكوبتر عسكرية، تراجعت إدارة الرئيس باراك أوباما عن ذلك واتجهت نحو استعادة العلاقات الطبيعية مع القاهرة حيث يقول مسئولو الإدارة إن تلك السياسة الجديدة «تهدف إلى مساعدة مصر فى هزيمة الإرهابيين، بما فى ذلك أتباع تنظيم داعش فى سيناء، ولكن فى ظل النظام الحالى تزايدت الأعمال الإرهابية بشكل مطرد».

وأشارت الصحيفة إلى أن مجموعة من الخبراء السياسيين فى الحزبين (الجمهورى والديمقراطى) وجهوا رسالة إلى جون كيرى الأسبوع الماضى، قالوا فيها إنه «بإغلاق جميع سبل التعبير السلمى أمام المعارضة من خلال العمل السياسى والمجتمع المدنى، أو وسائل الإعلام، فإن السيسى يقوم بتأجيج نيران (الإرهاب) التى يقول إنه يريد إطفاءها».

ولفتت الصحيفة إلى رسالة أخرى، وجهها 7 أعضاء فى مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهورى والديمقراطى إلى وزير الخارجية، أعربوا فيها عن مخاوف مماثلة، مشددين على أن ثمة عنصرا أساسيا يجب أن يكون موجودا دائما فى السياسة الخارجية للولايات المتحدة وهو دعم حقوق الإنسان والإصلاح السياسى، والمجتمع المدنى».

وقال الأعضاء فى رسالتهم إنه «فى العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر، نحن قلقون من أن هذه المبادئ الأساسية يبدو أنه لم تعد لها أولوية».

وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن فريق عمل، برئاسة الباحثة ميشيل دن من مؤسسة كارنيجى للسلام الدولى وروبرت كاجان من معهد بروكينجز، قدم بعض النصائح الممتازة إلى جون كيرى قبل قدومه إلى القاهرة.

وقال الباحثان، حسب الصحيفة، إن على كيرى دفع حكومة السيسى لإنهاء «المحاكمات السياسية وإلغاء عقوبة الإعدام، والتوقف عن قمع الصحفيين والمجتمع المدنى، ومراجعة الاستراتيجية فى سيناء، والبدء فى إجراءات للمصالحة الوطنية».

كما دعا الباحثان وزير الخارجية الأمريكى إلى مقاومة الرغبة فى توجيه أى ثناء عام للحكومة المصرية يتجاوز ما هو دقيق ومبرر، أى بعبارة أخرى، يجب ألا يدعى كيرى أن مصر «استعادت الديمقراطية» على حد وصف الصحيفة.