«عودة محدودة» للحوار الاستراتيجى بين مصر وأمريكا غدا فى القاهرة - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 8:02 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«عودة محدودة» للحوار الاستراتيجى بين مصر وأمريكا غدا فى القاهرة

كيري والسيسي
كيري والسيسي
كتبت ــ دينا عزت:
نشر في: السبت 1 أغسطس 2015 - 7:33 م | آخر تحديث: السبت 1 أغسطس 2015 - 7:33 م
المسار المباشر وراء استبعاد الملف العسكرى.. استبعاد محورى الدفاع والثقافة من أجندة الحوار بسبب الآثار

كيرى يلتقى السيسى لبحث الملفات الأهم للإرهاب وإيران وسوريا واليمن

كشفت مصادر دبلوماسية مصرية وأمريكية أن جلسة «الحوار الاستراتيجى» التى ستعقد غدا بين مصر والولايات المتحدة فى القاهرة بمثابة عودة محدودة للحوار الاستراتيجى المصرى الأمريكى الذى كان قد بلغ ذروته فى التسعينيات من القرن العشرين.
تنعقد جلسة المحادثات برئاسة وزيرى الخارجية سامح شكرى وجون كيرى لمدة 3 ساعات تقريبا، حيث تبدأ الجلسة ثنائية تضم الوزيرين ثم تتسع لتشمل ممثلين عن عدد من الوزارات المعنية بالتعاون الثنائى بين البلدين.
الجلسة التى قد تمتد لنحو ٣ ساعات ليست العنوان الابرز لزيارة كيرى القصيرة للقاهرة، حيث سيكون لقاؤه مع الرئيس عبدالفتاح السيسى هو الاهم من حيث النقاش حول امرين اساسيين، اولهما دور مصر فى المنطقة فى مواجهة الجماعات الاسلامية المسلحة بالتعاون مع حلفاء امريكا الاقليميين الاخرين ــ «نعم بما فى ذلك تركيا حتى ولو بصورة غير مباشرة حاليا»، حسبما يقول مصدر غربى فى القاهرة وايضا مع إسرائيل.
المحور فى الحوار المتوقع بين السيسى وكيرى هو عودة ايران الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية للشرق الاوسط مع التوصل لاتقاف اطار بين إيران ومجموعة الدول الست الغربية حول برنامج طهران النووى. وبحسب مصادر مصرية امريكية متطابقة، فإن كيرى سيطرح على القاهرة وبالاساس خلال لقائه رئيس الجمهورية آفاق لتعاون اقليمى يكون للقاهرة وطهران دور واضح فيها خاصة فيما يتعلق بمحاربة تنظيم داعش الإرهابى.
ويقول دبلوماسى أمريكى تحدث للشروق من واشنطن ان التنسيق بين مصر وايران فيما يخص محاربة الجماعات الاسلامية المسلحة ليس جديدا وشهد نجاحات لا بأس بها فى افغانستان فى سنوات مضت وقت ان كانت القاهرة اكثر تحسبا إزاء طهران وقبل ان تأخد إيران على نفسها تعهدات واضحة فى اطار التفاوض مع الدول الست بشأن عدم استهداف الامن القومى لحلفاء واشنطن فى الشرق الاوسط، بما فى ذلك إسرائيل ومصر والسعودية.
داعش وايران وكذلك سوريا واليمن وتطورات الاوضاع فى الاراضى الفلسطيينة المحتلة ستكون هى المحور الاساسى ايضا لما تصفه المصادر المصرية والامريكية اتفاقا بـ«النقاشات الموسعة» التى ستدور بين الوفدين المصرى والامريكى فى اطار ما يسمى استعادة الحوار الاستراتيجى المصرى الامريكى.
المصادر المتطابقة تقر ان جلسة مباحثات الاحد لا تمثل بالمعنى الكلاسيكى اطلاقا حوارا استراتيجيا، كما انها لا تتفق وآليات الحوار الاستراتيجى الذى تم ارساؤه فى تسعينيات القرن الماضى بين القاهرة وواشنطن.
وبحسب ذات المصادر فإن المسار السياسى العام هو الشىء الوحيد المتبقى على اجندة مباحثات شكرى ــ كيرى، لأن المسار الثقافى/التعليمى تم رفعه بعد ان كانت الترتيبات قد قطعت فيه شوطا واسعا للاتفاق على آليات للتعاون الثنائى فى مجالات التعليم والثقافة. ويقول مصدر امريكى ان واشنطن هى من طالبت برفع هذا المسار من الحوار بعد خلاف بين الفريقين المصرى والامريكى اثناء ترتيبات الحوار حول اتفاقية للتعاون فى مجال الآثار.
وبحسب مصدر حكومى فإن وزارتى الآثار والخارجية كانتا قد اتفقتا سويا على أسس التعاون قبل ان تعترض جهات امنية سيادية اثناء جلسة ترتيبات مصرية حول هذه الاتفاق لتقرر واشنطن تعليق المسار الثقافى بأكمله للإعراب عن استيائها مما يصفه الامريكيون بعدم وجود آلية واضحة لاتخاذ القرار فى دوائر البيروقراطية المصرية.
المسار الامنى ــ الدفاعى تم رفعه ايضا من أجندة الحوار بطلب من القاهرة وواشنطن، حيث رأت الجهات الرسمية المعنية ان الامور المتعلقة بهذا المسار تدار بصورة مباشرة بين الجهات المعنية، وهو ما أفضى إلى عودة الدعم العسكرى الأمريكى للقاهرة بما فى ذلك تسليم الدفعة الاخيرة من الطائرة إف 16 للقوات الجوية المصرية.
أما القاهرة فرأت أنها ليست مستعدة بعد بحسب مصادر دبلوماسية غربية فى القاهرة، ورغم التعاون الامنى «الوثيق وغير المسبوق مع إسرائيل» لقبول الطرح الامريكى بإنهاء عمل الآم آف أو (القوات المتعددة الجنسيات التى تتابع ضبط الحدود المصرية الاسرئيلية بناء على اتفاقية السلام المصرية الاسرائيلى الموقعة قبل ٤ عقود برعاية أمريكية) التى كانت واشنطن قد اقترحت إنهاء مهمتها بالنظر للتوترات الامنية فى شبه جزيرة سيناء التى كثرت شكوى رئيس القوات ديفيد ساترفيلد (الدبلوماسى الامريكى) منها وبالنظر لما تقدره واشنطن من استقرار كامل بل، وحسب احد المصادر الامريكية، «دفء متميز بين مصر وإسرائيل لا يحتاج معه البلدان لطرف ثالث اطلاقا».
وتقول المصادر الدبلوماسية المصرية انه وفى كل الاحوال ورغم تخفيض أجندة الحوار المصرى الامريكى فى اول استئناف للحوار الاستراتيجى فإن مجرد انعقاده يظل حدثا مهما فى تطور العلاقات المصرية الأمريكية.
ويقول دبلوماسى مصرى «على ايه حال فإن إدارة اوباما تستعد لإنهاء فترتها الرئاسية والمهم بالنسبة لنا الآن هو ارسال رسالة واضحة لكل المعنيين فى واشنطن ان القاهرة حليف حاضر ويعتمد عليه وراغب فى التعاون»، ويضيف ان استئناف جلسات الحوار سيستمر بلقاء مقرر لاحقا فى واشنطن «وربما لقاء قصير محتمل بين السيسى والرئيس الامريكى (باراك اوباما) فى نيويورك على هامش اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمر المقبل اذا ما قرر الرئيس السيسى المضى قدما فى خططه للمشاركة فى اعمال الجمعية العامة المقبلة».
يذكر أن «الحوار الاستراتيجى» بين مصر وأمريكا انطلق لأول مرة عام 1988 بهدف إيجاد إطار مؤسسى يتسم بصفة الاستمرارية لتحقيق التفاهم بين البلدين بمعزل عن التفاصيل اليومية لإدارة العلاقات المصرية الأمريكية.
وتوقف الحوار بعد الغزو العراقى للكويت عام 1990. وفى يوليو 1998 تم إحياء فكرة الحوار الإستراتيجى بين الدولتين فى أول جولة للحوار فى واشنطن، ثم عقدت الجولة الثانية فى القاهرة فى ديسمبر 1998، تلاها الجولة الثالثة فى فبراير عام 1999 بواشنطن.
مع بداية الألفية الثالثة اكتسب الحوار الإستراتيجى بين مصر والولايات المتحدة أبعادا على درجة كبيرة من الأهمية، لخطورة تطور الأوضاع فى المنطقة وضرورة وضع قاعدة للمصالح المشتركة من خلال لقاءات وتشاورات مستمرة بين البلدين، وعدم الاكتفاء بلقاء واحد كل عام. وتم تجميد الحوار الاستراتيجى خلال السنوات الأخيرة فى ظل التطورات السياسية التى شهدتها القاهرة وواشنطن ليعود من جديد غدا.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك