«الشروق» تكشف تحايل «الأعلى للجامعات» لقبول طلاب إعلام بنى سويف قبل قرار إنشاء الكلية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 9:28 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

استمرارًا لحملة رفض ذبح أبناء الأقاليم..

«الشروق» تكشف تحايل «الأعلى للجامعات» لقبول طلاب إعلام بنى سويف قبل قرار إنشاء الكلية

كلية الاعلام جامعة بني سويف
كلية الاعلام جامعة بني سويف
تحقيق ــ وفاء فايز:
نشر في: الثلاثاء 1 سبتمبر 2015 - 9:46 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 1 سبتمبر 2015 - 10:25 ص

• القرار يتسبب فى قبول تحويل الطلاب لإعلام القاهرة رغم عدم تحقيقهم الحد الأدنى

• المجلس يطيح بعميد إعلام القاهرة السابق لاعتراضه على القرار.. ومكاوى: أعضاء تدريس إعلام بنى سويف «عميد الكلية فقط»

• قبول طلاب الإذاعة والتليفزيون بناء على درجاتهم فى اللغة العربية فقط.. و180 طالبًا يتدربون على 40 جهاز كمبيوتر

• الكلية تعانى نقصًا فى عدد الأساتذة وعدم انتظام فى المحاضرات.. والأستديوهات مغلقة

• طلاب: نعتمد على مناهج «دش».. وحرماننا من الالتحاق بـ«إعلام القاهرة» ظلم واضح

تواصل «الشروق» حملتها التى تطالب المجلس الأعلى للجامعات بالتراجع عن قراره تطبيق التوزيع الإقليمى على كليتى الإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية فى جامعة القاهرة.

وفى التحقيق التالى نكشف عن «تحايل المجلس على القانون فى قضية إنشاء كلية الإعلام ببنى سويف»، بإدراج طلاب الكلية فى مكاتب التنسيق قبل صدور قرار جمهورى بإنشائها، بحسب تصريحات مسئولين، بينما يؤكد طلاب الكلية أن ما يتعرضون له «ظلم واضح لأبناء الصعيد والأقاليم».

تحايل «الأعلى للجامعات» ورد جامعة القاهرة
فى 29 سبتمبر من عام 2013، أصدرت جامعة القاهرة بيانا وزعته على طلاب الإعلام ببنى سويف المتظاهرين أمام مبنى الإدارة الرئيسية فى القاهرة، للمطالبة بتحويلهم إلى كلية الإعلام فى العاصمة، واتهمت حينها جامعة القاهرة المجلس الأعلى للجامعات بارتكابه «خطيئة»، ومخالفة جميع القواعد والأسس التى تحكم عملية التنسيق وقبول الطلاب.

وقالت الجامعة فى بيانها إن «المجلس سمح لنفسه بقبول طلاب الإعلام ببنى سويف، على الرغم من أن الكلية لم تستكمل أركان تأسيسها، ولم يصدر قرار جمهورى بإنشائها حينها، إذ لم يصدر هذا القرار الجمهورى إلا بتاريخ 19 سبتمبر الحالى وبعد تفاقم المشكلة».

وأضاف البيان أن «الأعلى للجامعات» هو الذى خلق المشكلة وصدرها إلى جامعة القاهرة، بما يؤثر على جودة العملية التعليمية، وهو الأمر الذى يجب أن يكون محل تحقيق من الجهات المسئولة لاتخاذ قرار بشأنه.

وأشارت الجامعة إلى أن القرار دفعها لقبول تحويل طلاب الإعلام فى بنى سويف لكلية الإعلام بالقاهرة، على الرغم من عدم تحقيقهم الحد الأدنى للقبول، وما يمثله ذلك من إهدار مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص والتأثير السلبى لمتطلبات الجودة بكلية إعلام القاهرة.

وازداد الأمر سوءا بعد تبادل الاتهامات بين عميدى الكليتين السابقين، حسن عماد مكاوى، وحسن على، حيث رفض الأول إنشاء كلية إعلام بجامعة بنى سويف، قبل استبعاده من عضوية لجنة قطاع الإعلام بالمجلس الأعلى للجامعات، مؤكدا أن الكلية لم تحصل على الشكل القانونى لإنشائها، ولم يصدر بشأنها قرار جمهورى قبل الإعلان عنها، بل إن القرار الرئاسى صدر بعد إدراج طلاب الكلية فى مكتب التنسيق.

وأوضح مكاوى، فى تصريحات سابقة له، أن كلية الإعلام فى بنى سويف لا يوجد بها أعضاء هيئة تدريس سوى عميد الكلية فى ذلك الوقت، وهو منتدب من كلية الآداب بجامعة المنيا، كما لم تصدر الكلية الجديدة لائحة خاصة بالمقررات وإنما استنسخت لائحة كلية الإعلام بجامعة القاهرة للعمل بها، بحسب قوله.

وأكد مكاوى أنه فوجئ بمطالبة 103 طلاب فى جامعة بنى سويف بتحويلهم إلى إعلام القاهرة، على الرغم من عدم حصولهم على الحد الأدنى للقبول بالكلية، وهو ما يقضى على مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص.

واتهم العميد السابق لكلية الإعلام بالقاهرة المجلس الأعلى للجامعات بالتحايل لقبول تحويل طلاب الإعلام فى بنى سويف، مشيرا إلى أن كليته خاطبت المجلس وإدارة جامعة القاهرة للموافقة على قبول 400 طالب كحد أقصى هذا العام المذكور، لأن الكلية تعد نفسها للحصول على تقرير الجودة.

وعلق العميد السابق لكلية الإعلام ببنى سويف، حسن على، على تصريحات مكاوى، قائلا إن إنشاء الكلية جاء بعد الحصول على الموافقات المطلوبة، من أجل «كسر احتكار جامعة القاهرة كليات الإعلام على مستوى الجمهورية»، حيث تعد «إعلام بنى سويف» ثانى كلية من نوعها بعد «إعلام القاهرة».

واختصم العميد السابق للكلية نظيره فى القاهرة، بسبب «حكمه المبكر على الكلية فى وسائل الإعلام»، وهو ما استجاب له المجلس الأعلى للجامعات واستبعد مكاوى من لجنة تقييم الكلية، وبالفعل افتتحت الكلية فى 12 نوفمبر من عام 2013، ليبدأ أول عام دراسى بها.

ضحايا الدفعة الأولى
حاورت «الشروق» عددا من طلاب الدفعة الأولى من كلية إعلام بنى سويف لمعرفة موقفهم من القضية، فقالت «ل. م» الطالبة بقسم الصحافة، إن العام الأول كان سيئا للغاية، حيث شهد حالة من التخبط والفوضة بسبب عدم انتظام المحاضرات، وعدم انتظام حضور الأساتذة، فضلا عن انخفاض تقديرات الطلاب، والمناهج «الدش» التى كانوا يعتمدون عليها.

وأضافت الطالبة، أن الطلاب الراغبين فى الالتحاق بقسم الإذاعة والتليفزيون لم تجر لهم أية مقابلات، وتم قبولهم بناء على درجاتهم فى مادة اللغة العربية وليس على أساس القدرات والمواهب، واستطردت: «كنا نعانى قلة الأنشطة وعدم مشاركة الكلية فى المسابقات والمهرجانات».

وأوضحت الطالبة أنه بعد تولى عادل عبدالغفار منصب عميد الكلية، تحسنت الأوضاع «نسبيا»، حيث أصبح هناك انتظام فى سير المحاضرات وبدأ أعضاء هيئة التدريس يحضرون بشكل منتظم أيضا.

وعن قرار قصر القبول بكلية الإعلام فى العاصمة على أبناء القاهرة الكبرى، قالت الطالبة: «هذا ظلم كبير للجميع وليس فقط لأبناء الصعيد، فأنا من الشرقية وتقدمت بطلب تحويل لإعلام القاهرة، إلا أن مكتب التنسيق رفض طلبى على الرغم من قرب محل إقامتى من جامعة القاهرة، ما اضطرنى للإقامة فى سكن خاص للذهاب إلى كليتى ببنى سويف، التى تأخذ 5 ساعات وقتا للذهاب إليها من منزلى».

واتفق الطالب بقسم الإذاعة والتليفزيون «ن. م» مع زميلته، مضيفا أن هناك مشكلة أخرى تواجه الطلاب، وهى تأخر فتح الاستديوهات حتى الآن، فضلا عن قلة التدريب العملى لطلاب قسمه، وأردف: «أسوأ ما يواجهنا هو سوء المعاملة وعدم الاعتراف بنا، فالكلية نظمت زيارة لنا إلى مدينة الإنتاج الإعلامى فى نهاية الفصل الدراسى الثانى، إلا أننا فوجئنا بتجاهل من المسئولين، ووجدنا معاملة غير لائقة مقارنة بطلاب إعلام القاهرة»، مشيرا إلى أن كليته ستحتاج سنوات طويلة حتى تحصل على نفس سمعة ومكانة إعلام القاهرة، بحسب قوله، مشددا على أنه من حق الطالب المتفوق الالتحاق بالكلية التى يرغب بها، طالما حصل على المجموع المؤهل له.

وقال الطالب فى قسم العلاقات العامة، «أ. ح»، إن معامل الكلية لا تتناسب مع عدد الطلاب، مبديا تعجبه من تدريب 180 طالبا وطالبة على 40 جهاز كمبيوتر فقط، وأوضح أنهم يعانون من قلة عدد الأساتذة بقسمى الإذاعة والعلاقات العامة.

ويرى أستاذ الصحافة بكلية الآداب فى جامعة بنى سويف، محمد كمال، عدم وجود مبرر لفتح كليات مناظرة جديدة، خاصة فى تخصصات تحتاج إلى خبرات ضخمة وإمكانيات هائلة مثل الإعلام، فى ظل قرب المسافة أيضا بين القاهرة وبنى سويف بحسب قوله، مؤكدا أنه كان من الأفضل التركيز على إنشاء كليات لتخصصات جديدة غير موجودة بجامعة القاهرة حرصا على تطوير التعليم .

ولفت كمال إلى أنه كان من الأولى إنشاء الكلية فى المقر الجديد للجامعة فى شرق بنى سويف، حيث تتوافر المساحات المناسبة، بدلا من إنشائها فى مساحة ضيقة بالجامعة على حساب آخر بقعة خضراء بها، بحسب قوله.

وعود بالتطوير
قال عميد الكلية، عادل عبدالغفار، إنه لا يستطيع أحد أن يزايد على مكانة كلية الإعلام بالقاهرة، ودورها فى تخريج شخصيات وقيادات عريقة أفادت المجتمع، فهى الكلية الأم لجميع الكليات المناظرة فى مصر والوطن العربى بأكمله، لكنه فى الوقت نفسه يرفض الهجوم على كليته صاحبة العمر الزمنى القصر.

وأضاف عبدالغفار لـ«الشروق»: «تم انتدابى للعمل عميدا للكلية فى أغسطس من عام 2014، ومن الطبيعى ظهور بعض المشكلات فى الكلية لحداثة نشأتها، ولكى نتحدث عن تقييمها لابد أن نعرف ما لديها من إمكانيات أولا، لذا أدعو جميع وسائل الإعلام لزيارتنا وإبداء رأيهم».

وفيما يخص شكوى الطلاب من تأخر فتح الاستديوهات وقلة التدريب العملى، أكد عبدالغفار أن الكلية انتهت رسميا من إنشاء الاستديو الإذاعى والتليفزيونى، على أن يبدأ تدريب الطلاب عمليا به مع بداية العام الدراسى الجديد، مضيفا أن تكلفة الإنشاء تكلفت 11 مليون جنيه، وفرتها إدارة الجامعة.

وواصل: «هذا الاستديو لا يوجد فى أية كلية إعلام حكومية أو خاصة، وسيخصص للتدريب العملى والإنتاج الإعلامى، من خلال عمل أفلام تسجيلية وتعليمية لخدمة المجتمع المحلى».
وفيما يخص انتظام المحاضرات وتغيب وقلة عدد الأساتذة، أشار عميد الكلية إلى أنه يطبق نظام الساعات المعتمدة بالكلية، سواء للطلاب والأساتذة، كاشفا عن أنه تم تعيين عدد من أعضاء هيئة التدريس، وفقا للإعلان الأخير التى طرحته الكلية، حيث شكلت لجنة من كبار أساتذة وخبراء الإعلام لاختيارهم.

واستكمل: «لدينا 50 عضو هيئة تدريس وهيئة معاونة بالكلية، موزعين على درجات علمية مختلفة ما بين أستاذ وأستاذ مساعد ومدرسين ومدرسين مساعدين ومعيدين، و40 منهم من أبناء الكلية، والباقون منتدبون من كليات أخرى لتدريس مواد متخصصة كالقانون واللغة الإنجليزية واللغة العربية».

اقرأ أيضا

الدكتور سمير محمود أستاذ الإعلام بجامعة السلطان قابوس يكتب: مثلك أنت يا معالى وزير التعليم العالى



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك