«قررت أعمل خل وفلفل أسود وبصل فى زجاجة وأضعها معى فى حقيبتى أثناء نزولى فى العيد لمواجهة أى شخص يتحرش بى جسديا»، كلمات قالتها الطبيبة منى محمد.
وأرجعت منى البالغة من العمر 30 عاما سبب أنها قررت أن تحتوى شنطتها على وسيلة للدفاع عنها، إلى أنها تم التحرش بها منذ 3 سنوات بمنطقة مدينة نصر، قائلة: «شاب لا يتعدى 18 سنة قام بالجرى تجاهى وقام بلمس جزء حساس من جسدى».
تجربة منى مع التحرش جعلتها تفقد الثقة فى النزول سواء بمفردها أو مع عائلتها، قائلة: « فضلت شهور مش راضية أنزل من البيت وكنت بخاف جدا»، فضلا عن أنها منعت النزول تماما فى الأعياد والمناسبات.
وقالت منى: «ولكن بعد ذلك فوجئت أننى بقوم بضياع أحلى أيامى فى المنزل خوفا من التحرش ولذلك قررت أن أخرج مع أصدقائى ولكن بشرط أن يكون معى أى وسيلة للدفاع عن نفسى فى حالة إذا تعرضت للتحرش».
«الشروق» رصدت عددا من الصفحات النسوية على مواقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك»، لينتشر عدد من الصور التى توضح طريقة تصنيع خليط مكون من الفلفل الأسود والشطة الحمراء والسبرتو والخل والزنجبيل المطحون ووضعه فى زجاجه رشاشة.
«اتفق عدد من الفتيات على صفحات الفيس بوك اللاتى لديهن تجارب مع التحرش الجنسى مع منى على ضرورة إعداد الخليط لمواجهة التحرش الجنسى فى الشارع، لتقول الطالبة أسماء عز لـ«الشروق»: «كل عيد لم أذهب إلى أى مكان خوفا من التعرض لأى اعتداء جنسى وأنزل فقط فى العيد فى حالة أكون مع والدى».
وذكرت أسماء موقف وصفته بالمؤلم «كنت أتنزه مع صديقتى فى أحد المولات فى شارع الهرم فى عيد الفطر منذ عدة سنوات وقام وقتها أحد الشباب بالقاء حجارة صغيرة على وجهى وأصابتنى وقتها فى عينى وزقنى من فوق السلالم المول، وهو ما جعلنى أصيب بكدمات فى جسدى».
ودعت عدد من الفتيات على مواقع التواصل الاجتماعى الشباب بضرورة التدخل والوقوف بجانب أى فتاة تتعرض لحالة تحرش جنسى والذهاب معها كشهود عيان للقسم، مطالبة الفتيات بضرورة عدم السكوت عن أى واقعة يتعرضن لها.
وطالبت أسماء الفتيات بضرورة التوجهه إلى أقرب قسم شرطة للابلاغ عن أى واقعة تحرش وألا يخفن من الفضيحة، «لو حد لمسك مستكيش»، فضلا عن ضرورة أن تكتب الواقعة على مواقع التواصل الاجتماعى لخلق رأى عام.
جدير بالذكر أن المادة 306 مكرر (أ) من قانون العقوبات المصرى: يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه ولا تزيد على خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض للغير فى مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأية وسيلة بما فى ذلك وسائل الاتصالات السلكية أو اللاسلكية.
وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرة آلاف جنيه وبإحدى هاتين العقوبتين إذا تكرر الفعل من الجانى من خلال الملاحقة والتتبع للمجنى عليه، وفى حالة العودة تضاعف عقوبتا الحبس والغرامة فى حديهما الأدنى والأقصى.