خبراء لـ«الشروق»: مساران محتملان لخط سير الطيران الإسرائيلى إلى السودان - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 6:06 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خبراء لـ«الشروق»: مساران محتملان لخط سير الطيران الإسرائيلى إلى السودان

كتب ــ خالد أبوبكر:
نشر في: الخميس 1 نوفمبر 2012 - 12:00 م | آخر تحديث: الخميس 1 نوفمبر 2012 - 12:00 م

منذ أعلن السودان عن قيام طائرات إسرائيلية بمهاجمة مصنع اليرموك للأسلحة فى جنوب الخرطوم قبل نحو أسبوع وأسفر عن تدمير مبنيين رئيسيين بالصواريخ والقذائف وتصدع 21 مبنى آخر، فيما سُوّيت بالأرض 40 حاوية بمحتوياتها المعدة للشحن، والتكهنات تتزايد بشأن المسار الجوى الذى اتخذته الطائرات الإسرائيلية من قواعدها فى إسرائيل حتى وصلت إلى أهدافها فى العاصمة السودانية، خاصة مع تزايد احتمالات اختراق الطائرات الإسرائيلية المجال الجوى لأكثر من بلد عربى هى مصر والسعودية والأردن. «الشروق» حاولت استكشاف المسارات المحتملة للطائرات الإسرائيلية فى طريقها إلى أهدافها فى الخرطوم، فتحدثت إلى أربعة خبراء عسكريين من مصر ولبنان، فرجح ثلاثة منهم أن الطائرات أقلعت من قواعدها فى إسرائيل مرورا بخليج العقبة، ومنه إلى البحر الأحمر، وصولا إلى مدينة بورسودان الساحلية ومنها إلى الخرطوم.

 

فيما حدد الخبير الرابع مسارا آخر للطائرات الإسرائيلية وهو: إقلاع الطائرات من قاعدة «رامون» الجوية الإسرائيلية فى جنوب صحراء النقب، مرورا بالمنطقة الواقعة جنوب الأردن، مخترقة شمال خليج العقبة، مرورا بشمال غرب السعودية المواجه لصحراء سيناء، ثم إلى عرض البحر الأحمر، ومنه إلى بورت سودان وصولا إلى العاصمة السودانية الخرطوم.

 

المسار الأول:

 

قال الخبير العسكرى المصرى اللواء المتقاعد نبيل فؤاد، إن مسار الطائرات الإسرائيلية حتى الوصول إلى السودان له طريق واحد، وهو إقلاع الطائرات من ميناء إيلات المطل على البحر الأحمر، مرورا بخليج العقبة إلى البحر الأحمر، ومنه إلى مدينة بورسودان الساحلية السودانية ومنه إلى الخرطوم.

 

وقال اللواء فؤاد: إن «هذه المسافة بعيدة (نحو 1900 كيلو متر) لكن إسرائيل لديها القدرة على الطيران لمسافات أبعد من ذلك؛ لأن لديها الطائرات التى تستطيع قطع هذه المسافة وهى (F16)،  التى يتم تزويدها بالوقود فى الجو من خلال طائرات (C130)، كما أنها تمتلك الطيارين المدربين على الطيران الليلى على أعلى مستوى».

 

ورجح الخبير العسكرى أن تكون الطائرات الإسرائيلية التى هاجمت مصنع اليرموك السودانى قد طارت فى المجال الجوى للمياه الدولية، مستغلة الممرات الدولية المخصصة للطيران المدنى، كنوع من المناورة، إلى أن وصلت البحر الأحمر حتى ميناء بوتسودان السودانى، ومنه إلى الخرطوم، وهو نفس التكتيك الذى اتبعته فى الهجوم على المفاعل النووى العراقى (تموز) فى السابع من يونيو عام 1981.

 

وأكد اللواء فؤاد أن هذه العملية الإسرائيلية تطلبت تحضيرات وتجهيزات كثيرة ودقيقة، منها رصد الهدف (المصنع) بشكل جيد جدا، ومعرفة أقرب المطارات السودانية القريبة منه، وهل لدى السودان مضادات أرضية أو طائرات يمكنها اعتراض طائراتها المهاجمة. وأشار إلى أن الطيران السودانى ضعيف، وليس لديه مضادات أرضية قوية، وقدرات طياريه على الطيران الليلى محدودة، وبالتالى نفذت إسرائيل عمليتها ضد الأهداف السودانية دون مقاومة تذكر.

 

اللواء المتقاعد محمد على بلال، الخبير العسكرى اتفق مع اللواء فؤاد فى أن المسار المرجح للطائرات الإسرائيلية فى طريقها إلى السودان، قائلا: «لا يوجد سوى مسار وحيد للطائرات الإسرائيلية فى طريقها إلى السودان وهو: الإقلاع من القواعد الإسرائيلية مرورا بخليج العقبة وصولا إلى البحر الأحمر ومنها إلى بورتسودان وصولا إلى الخرطوم».

 

وشدد اللواء بلال على أن هذا المسار بداية من خروجه من القواعد الإسرائيلية مرورا بخليج العقبة وصولا إلى البحر الأحمر يقع فى المجال الجوى الدولى، الذى لا يتطلب إذنا من أى دولة للمرور فيه، وبالتالى فهو بعيدا عن المجالين الجويين المصرى والسعودى».

 

وبسؤاله حول إمكانية رصد الطائرات الإسرائيلية من قبل الرادارات المصرية والسعودية، قال اللواء بلال: «إمكانية رصد الطائرات الإسرائيلية سهل، لكن القانون الدولى يعتبر أن تسليط الردارات على الطائرات المارة فى المجال الجوى الدولى عمل عدائى ضد هذه الطائرات، ويحق للدولة التعامل مع أى طائرة عند اختراقها للمجال الجوى الخاص بها، ولذلك ما لم تحصل الطائرات المارة على إذن بدخول المجال الجوى لأى دولة يحق لأخيرة التعامل الفورى معها وإسقاطها».

 

ومتفقا مع اللواء بلال واللواء فؤاد، قال العميد المتقاعد فى الجيش، وهبى قاطيشا، إن مسار الطائرات السودانية فى طريقها إلى السودان واحد، وهو: الإقلاع من قواعدها فى النقب، مرورا بخليج العقبة، ثم المرور فوق مضايق تيران، ومنها إلى التحليق فوق البحر الأحمر، وصولا إلى بورت سودان، وصولا إلى الخرطوم.

 

المسار الثانى:

 

العميد الركن المتقاعد فى الجيش اللبنانى وليد سكرية، يرجح من جهته أن الطائرات الإسرائيلية فى طريقها إلى الأراضى السودانية انطلقت من قاعدة «رامون» الجوية الإسرائيلية فى جنوب صحراء النقب، من خلال طائرات من طراز (F16) التى صنعت خصيصا للتزود بالوقود داخل جسمها عبر خزانات متعددة وليس خزان وقود واحدا، وهو ما يساعدها على التحليق لمسافات بعيدة جدا، وهى مصنوعة خصيصا للوصول إلى الأراضى الإيرانية، ثم مرت هذه الطائرات على المنطقة الواقعة جنوب الأردن، مخترقة شمال خليج العقبة مرورا بشمال غرب السعودية المواجه لصحراء سيناء، ثم إلى عرض البحر الأحمر، ومنه إلى بورت سودان وصولا إلى العاصمة السودانية الخرطوم.

 

ورجح الخبير العسكرى اللبنانى «سير الطائرات الإسرائيلية فى هذا الاتجاه لأنها لو تحركت من إيلات مرورا بخليج العقبة سيسهل بشدة رصدها ومراقبتها من مدينة طابا المصرية ومدينة العقبة الأردنية، فضلا عن أنها بسيرها فى الصحراء الموجودة جنوب الأردن مرورا بشمال غرب السعودية، (وهى مناطق لا تحظى بمراقبة جيدة من السلطات السعودية والأردنية) قبل انطلاقها على البحر الأحمر سيجنبها ذلك المرور فوق مضيق تيران، الذى تتحكم فيه مصر والسعودية.

 

هل انطلقت الطائرات من إثيوبيا؟

 

أجمع الخبراء العسكريون الذين تحدثت إليهم «الشروق» على صعوبة انطلاق الطائرات الإسرائيلية من الأراضى الإثيوبية، نظرا لعدم وجود قواعد إسرائيلية فى أديس ابابا، فضلا عن الكلفة السياسية العالية التى ستدفعها إثيوبيا فى حال اكتشاف ذلك الأمر، وهى من تربطها علاقات جوار مع أكثر من بلد عربى. وقال اللواء محمد على بلال: «من الصعب جدا على دولة مثل إثيوبيا أن تتورط فى عمل عسكرى مع إسرائيل ضد السودان، لأن ذلك لا يخدم المصالح الاستراتيجية العليا لها، ذلك أنها ترتبط مع مصر والسودان بعلاقات استراتيجية لجهة نهر النيل، فضلا عن أنها دولة بها مقر الاتحاد الأفريقى، وهو ما يجعل لها مكانة مميزة داخل القارة الأفريقية، وبالتالى هى لا تغامر بدعم إسرائيل مخافة اهتزاز مركزها فى القارة التى تنتمى إليها». ونوه اللواء بلال إلى أن «إسرائيل توجد بقوة فى عدد كبير من البلدان الأفريقية، عبر مشروعات اقتصادية وتنموية، فضلا عن اتفاقيات لتدريب وتسليح بعض الجيوش، لكن لا توجد لها أى قواعد عسكرية فى أى دولة أفريقية حتى اليوم».

 

وفى السياق ذاته، قال العميد المتقاعد وهبى قاطيشا: إن «إسرائيل نجحت بالفعل فى التمركز بقوة فى جنوب البلدان العربية عبر البلدان الأفريقية منذ اكثر من 30 عاما، لكن ذلك عبر المساعدات الاقتصادية وبعض المنح العسكرية، لكنها لا تملك أى قواعد عسكرية، وهو ما يجعل قيام الطائرات الإسرائيلية بضرب السودان من خلال الأراضى الإثيوبية مستبعدا».

 

 من جهته، قال اللواء المتقاعد نبيل فؤاد: «من الصعب جدا على إثيوبيا أن تسمح لإسرائيل بضرب السودان من أراضيها، وإذا كان هناك موطئ قدم للدولة العبرية فى أفريقيا فقد يكون فى بعض الجزر غير المأهولة المواجهة لإريتريا فى جنوب البحر الأحمر، لكنها لا تملك أى مطارات فيها، وتنفى إريتريا دوما أى تواجد إسرائيلى فى هذه الجزر».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك