«شكري» في المغرب قريبًا لـ«إجهاض محاولات الوقيعة»
ظهرت بوادر أزمة سياسية بين مصر والمغرب عندما وصف التلفزيون المغربى الرسمي أمس، عبر قناتيه الأولى والثانية، النظام المصرى الحالي بـ«النظام الانقلابى والعسكرى»، معتبرًا الأحداث التى واكبت وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى الحكم بمثابة أحداث غير ديمقراطية تخللتها أعمال عنف وفوضى و«قتل للمتظاهرين فى ميدانى رابعة والنهضة»، فيما وصف التلفزيون المغربى الرئيس المعزول محمد مرسى بـ«الرئيس المنتخب».
واتفقت مصادر دبلوماسية مصرية ومغربية تحدثت لـ«الشروق»، على أن «سوء فهم» وراء الأزمة التى اتفقت المصادر على وصفها بـ«المفتعلة»، حيث إن تقارير التلفزيون المغربى جاءت عقب بث قناة «مصر الآن» إحدى القنوات التابعة لجماعة الإخوان، والتى تبث من خارج مصر تقريرا هاجمت فيه الملك محمد السادس ملك المغرب.
من جانبه اعتبر، مصدر دبلوماسي مغربي، فى تصريحات لـ«الشروق»، أن ما قالته القناة المغربية محاولة غير معروفة السبب للوقيعة بين البلدين، مضيفا «نحن لا نريد أن نسقط فى هذا الفخ».
الدبلوماسى المغربى، الذى فضل عدم الكشف عن هويته، طالب وسائل الإعلام، بنبذ أى محاولة تهدف إلى الإساءة للبلدين، وتدارك ذلك حفاظًا على العلاقات الطيبة التى تجمع بين البلدين، مؤكدًا «ينبغى الحذر من هذه المحاولات، وأن نتحرى الدقة ونراعى مشاعر الشعبين المصري والمغربي، وأن يركز الإعلام على ما يفيد العلاقات، خاصة أنها علاقات تاريخية ومتنية بين البلدين».
وذكر الدبلوماسي المغربي، بأن الموقف المبدئي والاستراتيجي للمملكة المغربية معروف للجميع بشأن العلاقات مع الشقيقة مصر، وأن هذا الموقف لا يتغير فى المناسبات، وبالتالي لابد أن نكون أكثر تعقلا من بعض الإعلاميين الذين يحاولون الوقيعة بين البلدين.
جدير بالذكر، أن الملك المغربى محمد السادس كان قد هنأ فى يونيو الماضى الرئيس السيسي، بـ«الثقة» التي حظى بها من قبل الشعب المصرى في الانتخابات الرئاسية التى أجريت فى مايو 2014. وقبل ذلك كانت المملكة قد أبدت دعمها لخارطة الطريق، ومطامح الاستقرار فى مصر.
وعلمت «الشروق» أن قناة «مصر الآن» التابعة لجماعة الاخوان، والتي تبث من خارج الأراضي المصرية، هاجمت المغرب وملكها، محمد السادس الذى تعرض للسب من جانب القناة.
وقال مصدر دبلوماسي مصري آخر لـ«الشروق»، إن الدولتين تنبها لهذه الوقيعة، واعتبراها سحابة صيف.
وأضاف المصدر، أن اتصالات جرت منذ أمس، بين مسؤولي البلدين للوقوف على أسباب تغير الموقف المغربي، وتبين أنه جاء ردا على ما ذكرته قناة «مصر الآن» والتى اعتبرتها المغرب قناة تابعة لمصر، وهو ما نفاه الجانب المصرى تماما.
وعلمت «الشروق»، أن هناك زيارة قادمة لوزير الخارجية سامح شكري، للمغرب يتم الترتيب لها حاليا، لبحث تطورات الأوضاع مع نظيره المغربي، في أول زيارة لمسئول مصرى رفيع للمغرب بعد ثورة 30 يونيو.