بالفيديو: لماذا اشتعلت النار في ميدان المطرية يوم جمعة الغضب؟ - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 10:34 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بالفيديو: لماذا اشتعلت النار في ميدان المطرية يوم جمعة الغضب؟

ميدان المطرية يوم جمعة الغضب
ميدان المطرية يوم جمعة الغضب
بوابة الشروق
نشر في: الأحد 2 فبراير 2014 - 9:41 م | آخر تحديث: الإثنين 3 فبراير 2014 - 12:25 ص

"بوابة الشروق" طلبت من المدون والمهندس محمد يحيي، أحد سكان المطرية، أن يكتب ذكرياته عن يوم جمعة الغضب منذ ثلاث سنوات.

المواجهة حتمية بحكم الجغرافيا

أهم ما يجب معرفته لفهم سبب حتمية المواجهة الدموية مع الشرطة هو تخيل شكل الميدان. المشكلة في ميدان المطرية أنه محاط من جهاته السبع بمناطق لا تصلح لمرور أي مظاهرات، بينما يقع قسم الشرطة إجباريًا في طريق أي مظاهرة.
الميدان نفسه كان واقعًا تحت سيطرة الباعة الجائلين، وولائهم لأكبر وأشهر تاجر مخدرات في المطرية وعين شمس.

في يوم جمعة الغضب خرجت مسيرة كبيرة، من مسجد النور المحمدي بمنطقة المسلة، بدأها عدد محدود من النشطاء السياسيين الشباب، وانضمت لهم أعداد كبيرة من الناس. كان يجب أن تمر المظاهرة عبر شارع المطراوي، أمام قسم المطرية، كي تدخل الميدان.

وقتها كان القسم تحت سيطرة المأمور الذي كان مشهوراً في المنطقة كلها بأنه "جزار"، يسيء معاملة الناس، وتدور شاعات كثيرة حول شراكته في تجارة المخدرات مع العائلات الثلاث المشهورة بذلك النشاط في المطرية وعين شمس.

"أصلاً كل المطريه تقريباً ليها تار عنده"


الثأر قبل الثورة

بمجرد اقتراب المظاهرة من القسم بدأت المعركة. شارك كثير من الأهالي الذين لا علاقة لهم بالمسيرة أو بالثورة أصلاً.

"كانوا عايزين يشفوا غليلهم من القسم اللي ياما اتضربوا فيه ، لأن معظم اللي عايشين في المناطق حوالين الميدان باعه جائلون، وسائقو ميكروباصات، وأصحاب نصبات الشاي والفاكهه اللي ماليه الميدان، و طبعا حملات الحي والبلديه مكانتش بتسيب حد في حاله إلا لما تاخد منه إتاوه .. اللي كان بيرفض الدفع كان بيتسحل حرفياً، وأنا شخصيًا شفت بعيني واحد مربوط من رجله وبيتشد بعربية نص نقل"
تحول المشهد إلى حرب حقيقية، دوي إطلاق النار في كل مكان، خرطوش، رصاص، مولتوف، نار.

"الستات كانت بتزغرط من الفرحه لما شافوا العربيات اللى كانت بتلم عيالهم بتتحرق قدام عينيهم"
اشتد الهجوم على القسم، إلى حد اللي بيقال فيه إن ضابط "تنكر في زي سيدة منقبة، واختبأ في المسجد المجاور للقسم، حتى تمكن الشيخ من تهريبه.
الأهالي وأصحاب الثأر دخلوا القسم وبدأوا الانتقام.

 

آثار المعركة

لك أن تتخيل أن مبنى كاملا يختفي من الوجود بشكل ما..
قبل يوم الجمعة كان هذا المكان مبنى كاملاً بمرافق وأجهزة، أما صباح السبت لو كنت غريبًا وأقسم لك أحد أن هذا المكان ليس مزبلة منذ سنوات لم تكن لتصدقه أبداً.

المبني من الداخل تحول لخرابة كاملة. الأسلحة تمت سرقتها طبعًا، والأجهزة والأثاث بالكامل تمت سرقتها، ومالم يُسرق منها تم تكسيره ورميه في الشارع، حتى الأبواب والشبابيك تم خلعها. الشارع أمام القسم تحول إلى بحر من الرماد.
ماحدث بالميدان كان مجزرة بمعنى الكلمة، وهو ما أدى لكل هذا الغضب. كل المباني التي لها علاقة بالحكومة كان يعتليها القناصة، لأنه بالإضافة لقسم المطرية هناك أيضًا قسم الأميرية، على الناحية الأخرى من شارع الكابلات المطل على الميدان.
المسيرات كانت قادمة للميدان من كل الجهات، من المسلة، وشارع نصوح، والأميرية، والكابلات، والسواح، وشارع المطراوي، وميدان الحلمية، بينما كان الأمن والبلطجية في انتظار كل هذه المسيرات في الميدان، فوق الأسطح كلها.

مدرسه المحمدية كان سطحها مليئاً بالضباط، مبنى التأمينات كان يقف فوقه قناصة، عربات أمن مركزي من كل الجهات، بالإضافة للبلطجية الخاصين بعضو الحزب الوطني وتاجر المخدرات الشهير الذي كان دائمًا يعتبر الميدان منطقة نفوذه.
انتهت المعركة بفرار كل هؤلاء، سحق قسم المطرية، وحرق قسم الأميرية، إحراق أكثر من 25 سيارة أمن مركزي.

حين كنت ذاهبًا لميدان التحرير يوم السبت صباحًا مشيت حوالي 100 متر على مساحة مغطاة بالكامل بالرماد وبقايا حرائق العربات ومحتويات القسم. حتى السماء لم يكن دخان الحرائق قد فارقها.

 

هل كانت "سلمية سلمية"؟

متظاهرو المطريه كانوا سلميين؟ لأ .. أو بمعنى أصح مش كلهم.
بالطبع كان هناك متظاهرون سلميون، وهناك فئة طلاب الجامعات ومن يطلق عليهم "شباب الفيس بوك"، لكن أنت تتحدث عن منطقة شعبية، تحول الموضوع بالنسبة للعديد من المشاركين إلى ثأر شخصي، وبالتالي بالفعل استخدم بعض الأهالي الخرطوش والمولتوف ضد رصاص قناصة الداخلية وكتائب الأمن المركزي.
بين العصر والمغرب كان ميدان المطرية بحيرة دم. مجزرة حقيقية.لكن في النهاية كانت الغلبة للمتظاهرين، بعد تحويل محيط ميدان المطريه بالكامل لخرابة من الدماء والرماد والنار.

 

الشهداء رسميًا أقل
الرقم الرسمي لشهداء المطرية في يوم الغضب هو 33 شخصا، وأنا أزعم أنه رقم غير دقيق.
لأن مستشفى المطريه ومستشفى الأميريه رفضت استقبال بعض الجثث، ولأن الكثير من الجثث فضل أهلها أن يدفنوها بمعرفتهم، لأن الأهالي مثل باقي المناطق الشعبية ترفض "بهدلة جثث ولادها".

هل يمكن أن نطلق اسم "ملحمة" على ما حدث في ميدان المطرية يوم جمعة الغضب؟
"أيوة الميدان عمل ملحمة.. إن أهالي منطقه شعبية، يتهمونها بالجهل والتخلف، يخرجون بهذا الشكل، وتقهرقناصة وكامل بلطجية الحزب الوطني من تجار المخدرات والآثار ده اسمه ملحمة".
مازال حتى الآن في بعض شوارع المطرية صور مترّبه لشباب في عمر الورود، ممكن لو شفتهم في أي مكان تقول عليهم شباب سرسجيه أو شمامين، مكتوب عليها أساميهم وجنبها "ميدان المطريه – يوم الغضب 28 يناير2011"

..

اشتباكات وإحراق سيارات أمن مركزي في ميدان المطرية بجمعة الغضب


الضابط عمر طاحون يحتمي بإمام مسجد لتهريبه يوم جمعة الغضب بالمطرية



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك