أثار قرار جماعة الإخوان المسلمين وحزبهم السياسى الحرية والعدالة بترشيح خيرت الشاطر القيادى السابق بالجماعة جدلا حادا فى الأوساط السياسية، واعتبر بعض الأحزاب قرار ترشيح الشاطر بمثابة انتحار سياسى للإخوان وتحدى واضح من الجماعة للقوى الوطنية، فيما اعتبر آخرون أن القرار يأتى فى إطار حالة الصراع بين الجماعة والمجلس العسكرى.
وأكد الرئيس الشرفى لحزب الوفد، مصطفى الطويل، أن قرار الإخوان يهدف إلى تفكيك التيار الإسلامى وإتاحة الفرصة لمرشح المجلس العسكرى سواء كان أحمد شفيق أو عمر سليمان للوصول إلى الرئاسة.
وأضاف الطويل أنه منذ أيام الثورة وهناك اتفاق بين المجلس العسكرى وجماعة الإخوان المسلمين، وان الاتفاق كان ينص على أن يحظى الإخوان بالسلطة التشريعية على أن يحتفظ العسكرى بالسلطة التنفيذية ممثلة فى رئاسة الجمهورية والحكومة وظهر ذلك واضحا عندما تم التعجيل بالانتخابات البرلمانية وكانت جميع القوى السياسية غير مستعدة لها. واعتبر أمين عام التنظيم بحزب التجمع، مجدى شرابية، ترشيح الشاطر «انتحارا سياسيا للجماعة، وتحديا واضحا لجميع القوى السياسية والمجلس العسكرى، ويدل على محاولة الإخوان الانفراد بجميع السلطات فى الدولة».
وأضاف شرابية: «سيعود الإخوان إلى خندقهم وستنقلب القوى السياسية عليهم والشباب الذى انقلب على مبارك ونظامه سينقلب على الإخوان ومرشحهم».
وقال عضو الهيئة العليا لحزب الكرامة، محمد بيومى، إن قرار الإخوان بترشيح الشاطر للرئاسة يقلل من مصداقيتهم فى الشارع المصرى خاصة بعد التصريحات المتكررة لهم بأنهم لا يسعون للسلطة، وأنهم لا يفكرون فى الدفع بمرشح رئاسى من الجماعة.
وأوضح المتحدث الرسمى لحزب المصريين الأحرار، احمد خيرى، أن قرار الإخوان يجب أن يقرأ فى إطار الصراع السياسى بين الإخوان والمجلس العسكرى، خاصة بعد أن رفض المجلس سحب الثقة من حكومة الجنزورى وإتاحة الفرصة للإخوان بتشكيل حكومة جديدة.
وطالب خيرى القوى المدنية بالتوحد والتحالف لتثبت أنها طرف قوى فى المعادلة السياسية فى مصر بعد الثورة وقادرة على المشاركة فى صناعة القرار السياسى.
ونوه عضو الهيئة العليا للحزب المصرى الديمقراطى، فريد زهران، إلى أنه من حق أى حزب سياسى أو جماعة معينة فى مصر الدفع بمرشح للرئاسة ولكن فيما يتعلق بقرار الإخوان بترشيح الشاطر فهذا سيضر بعلاقة الجماعة بجميع القوى السياسية وسيقلل من شعبية الإخوان فى الشارع بعد تصريحاتهم المتكررة بعدم سعيهم للسلطة وعدم الدفع بمرشح للرئاسة.
ووصف وكيل مؤسسى حزب العدل، أحمد شكرى، قرار جماعة الإخوان بترشيح خيرت الشاطر لمنصب الرئاسة بـ«الانتكاسة»، وقال: «وعود وتصريحات الإخوان من قبل كانت تؤكد أنهم لن يدفعوا بمرشح لكنهم غيروا كل تصريحاتهم ورجعوا فى جميع قراراتهم التى كانت تؤكد عدم رغبتهم فى الحصول على السلطة الرئاسية».
وأضاف شكرى: ترشيح الشاطر سيكون فى صالح أحد المرشحين الليبراليين قائلا «الشاطر هياخد أصوات من منافسه أبوالفتوح والعوا»، متوقعا اشتعال سباق الرئاسة بين المرشحين الحاليين.