بالصور.. «الشروق» على خط الحدود الفاصل بين الكوريتين - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 1:56 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بالصور.. «الشروق» على خط الحدود الفاصل بين الكوريتين

بانمونجوم (كوريا الجنوبية)– أحمد عبد الحكيم
نشر في: السبت 3 فبراير 2018 - 10:50 ص | آخر تحديث: السبت 3 فبراير 2018 - 10:50 ص

-استعدادت عسكرية متبادلة بين بيونج يانج وسول على حدود المنطقة منزوعة السلاح.. ومعالم التوحيد في كوريا الجنوبية تحولت لمزارات سياحية
- عسكري أممي: مئات الآلاف من الجنود الكوريون الشماليون ينتظرون «أمر الحرب».. وأكثر من 30 ألف عسكري أمريكي يستعدون في الجارة الجنوبية
-مسؤول عسكري أمريكي: نقلنا مقر قيادتنا بعيدا عن سول تفاديا للصواريخ الشمالية

«عليكم اتباع التعليمات الأمنية والانصياع، التعامل يجب أن يكون بحذر، من أجل حمايتكم»، هكذا كانت أولى كلمات المرشدة السياحية الكورية الجنوبية، سوو جين، بعد ترحيبها بفوج سياحي من عدة جنسيات، كانت بينهم «الشروق»، لزيارة أحد أكثر المناطق توترا في العالم، إنها المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين والتي تعرف اختصارا «دي إم زي».

هذه المنطقة، «تعرف عسكريا بـ"Buffer Zone"»، رغم أنها تحتكم في إقامتها إلى معاهدة لوقف إطلاق النار بين كوريا الجنوربية والشمالية، وقعت في السابع والعشرين من يوليو عام 1953، بعد انتهاء حرب استمرت لثلاثة أعوام بين البلدين، إلا أنها لا تزال أحد أكثر الأماكن في العالم القابلة للانفجار، إثر التجارب البالستية والنووية التي تجريها بيونج يانج باستمرار، ما يثير القلق الدائم لجيرانها.

في الطريق إلى الرحلة، تطلب من الزائرين المرور على 5 نقاط تفتيش عسكرية قبل الوصول في النهاية إلى المنطقة الأمنية المشتركة، المعروفة اختصارا «JSA»، والتي تعد أقرب نقاط التلاقي المباشر بين عسكريي الكوريتين، حيث المسافة بينها لا تتجاوز بضعة أمتار، ويفصل بينهم أفراد من بعثة الأمم المتحدة العسكرية لمراقبة تنفيذ وفق إطلاق النار، والإشراف على المحادثات الدبلوماسية بين البلدين، والتي «نادرا ما تحدث»، بحسب قول أحد العسكريين الأممين المتواجدين في الموقع.

يقول العسكري الأممي، الذي فضل عدم ذكر اسمه لــ«الشروق»: «تعد هذه المنطقة منزوعة السلاح هي أحد أكثر المناطق مراقبة في العالم، وذلك نظرا للاستعدادت العسكرية الكثيفة التي يتخذها الجانب الكوري الشمالي بالقرب من تلك المنطقة من جانبه، والقلق المستمر والمتواصل من الجانب الكوري الجنوبي بشأن مدى ودقة تلك التجهيزات العسكرية».

ويمتد طول المنطقة منزوعة السلاح إلى 160 ميلا تفصل بين الكوريتين عند خط عرض 38، وبعمق 2.5 ميل، ويحيطها من الجانب الكوري الشمالي مئات الآلاف من الجنود وآلاف المدفعية والصواريخ «بعيدة المدى ودقيقة التصويب بمدي يتجاوز 44 ميلا وهو ما يعني أن العاصمة سول بكاملها التي لا تبعد سوى 25 ميلا عن هذه المنطقة تقع في مرمي التهديدات»، وفق وصف مسؤول عسكري كوري جنوبي التقته «الشروق» في سول.

في المقابل، وفضلا عن أجهزة الدفاع الصاروخية الكورية الجنوبية، ينتشر أكثر من 30 ألف عسكري أمريكي فى عدة معسكرات قرب «دي أم زي»، أبعدها لا يتجاوز 20 ميلا عن تلك المنطقة، فضلا عن 6000 عسكري آخرين فى مقر القيادة العسكرية الأمريكية سول، والذين بحسب مسؤول عسكري بالسفارة الأمريكية فى سول، تم نقل مقرهم مؤخرا إلى منطقة «بيونج تايك» في الجنوب من العاصمة «لتفادي التواجد فى مرمي نيران المدافع والصواريخ الكورية الشمالية».

وقبيل الوصول إلى المنطقة الأمنية المشتركة، مرت الرحلة بعدة مواقع فى المنطقة المنزوعة السلاح، تحمل بصمات لمحاولات كورية جنوبية لإعادة توحيد الكوريتين، إلا أنها «تحولت الآن لمزارات سياحية، مع تلاشي أمل الوحدة»، حسبما قالت المرشدة السياحية.

فهناك قطار قديم كان يربط بين البلدين، تعرض للتخريب إبان الحرب وهو فى طريقه للشمال، وأيضا كوبري لم يعد يصل بين البلدين، وأصبح يطلق عليه «كوبري اللا عودة» بسبب تهديدات الحرب، فضلا عن بيت الحرية «Freedom House»، والذى بني عام 1965 فى أعلى مكان بقرية «بانمونجوم» الحدودية «تسمى قرية الهدنة وعقدت فيها مؤخرا مفاوضات البلدين بشأن مشاركة كوريا الشمالية فى الألعاب الأولمبية»، ليكون قادرا على رؤية كافة معالم المنطقة منزوعة السلاح، إضافة لنصب تذكارى يظهر دائرة منقسمة بداخلها خريطة لكامل شبه الجزيرة الكورية، ويقف على أطرافها أشخاص يدفعونها للتوحد مرة أخرى.

وفى مكان آخر بالقرب من نصب التوحيد التذكاري، هناك أثار لأربعة أنفاق سرية على أعماق مختلفة حفرتها كوريا الشمالية، ويقول الجانب الكوري الجنوبي، إنها كانت بهدف تهريب معدات عسكرية والتجهيز لعمل عسكري كوري شمالي ضد الجارة الجنوبية، وتم اكتشافهم فى أعوام مختلفة «1974، و1975، و1978، و1990»، وتشير الإرشادات الموجودة أحد الأنفاق، إلى أنه كان معد من قبل كوريا الشمالية لتسهيل عبور 30 ألف عسكري كل ساعة، وأن نهاية النفق كانت تقع على بعد 44 كيلومتر قرب العاصمة سول.

وفى إشارة لآمل التوحيد بين الكورتين، هناك بمكان ليس ببعيد عن منطقة الأنفاق، محطة قطار حديثة البناء تسمى «دروسان»، تم افتتاحها من قبل السلطات الكورية الجنوبية فى العام 2002، أملا فى أن تكون محطة الانطلاق إلى بيونج يانج، التى تبعد نحو 205 كيلو متر فقط من هذه المنطقة، إلا أنها توقفت عن العمل بعد رحلة واحدة فى 2007.

وأخيرا عند الوصول إلى المنطقة الأمنية المشتركة «JSA»، الواقعة تحت إشراف الأمم المتحدة، اصطحبنا، مقدم أمريكي، يعمل على البعثة الأممية وحذرنا أكثر من مرة من أى خطر أو خروج على النص فى التعامل مع هذه النقطة، «فهناك عسكريون من كوريا الجنوبية متأهبون جديا ضد أى أخطاء، وفى المبني المقابل هناك عسكريون من كوريا الشمالية متأهبون أيضا لأى خطأ، فلا سبيل أمام الزئر سوي الانصياع للتعليمات وتنفيذها كما هي، فضلا عن عدم تصوير أيا من المناطق أو الأماكن المحذور تصوريها»، وفق شرح المقدم الأمريكي.

وفى نهاية الـ«JSA»، هناك «الممر الأممي» أو «مركز المؤتمرات الأممي Conference Row»، حيث ثلاثة مبان زرقاء تابعة إلى الأمم المتحدة وتقع على الحدود الفاصلة بين البلدين، وفى الغرفة الرئيسية طاولة المفاوضات لعقد المفاوضات بين الكوريتين، تقع نصف الطاولة في كوريا الشمالية، بينما النصف الآخر يقع في كوريا الجنوبية، ومثبت على الطاولة 3 ميكروفونات تبث مباشرة ما يدور فيها لمراكز المراقبة لدى الأطراف الثلاثة «كوريا الشمالية والجنوبية والأمم المتحدة».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك