حظى الفنان الراحل، محمد رشدى، بشعبية جارفة فى اوساط الجمهور خاصة ممن يحضرون الحفلات، وتميزت حفلاته بالتفاعل الشديد بين الفنان والمستمعين، حتى إن رشدى كان يكرر الاغنية أكثر من مرة بناء على طلب الجمهور.
وكانت الكلمات البسيطة التى يؤديها رشدى سببا فى إعادة ترديدها من قبل الجمهور فى الحفلات، وأشهرها «ع الرملة»، ما كان يضطر المطرب إلى اعادة ادائها أكثر من مرة فى الحفلة الواحدة.
وفى عام 1965 اتفق رشدى على عمل حفلة بالمملكة المغربية، وتواكب موعدها مع حلول شهر رمضان، واستقبله الجمهور المغربى بترحاب شديد، وتفاعل مع الاغانى بشكل كبير حتى أبدى رشدى اعجابه بحفظ المغاربة لاغانيه.
ووسط التفاعل الكبير بين رشدى وجمهوره، قدم المطرب عدة وصلات غنائية وصلت إلى 6 أغنيات، وكلما قدم اغنية يطلب الجمهور إعادتها، فيما لم يكن ينتبه أحد إلى اقتراب موعد السحور.
ومع اداء الاغنية الثامنة، نبه بعض أفراد الفرقة الموسيقية، رشدى إلى موعد السحور، ووجد المطرب نفسه فى موقف حرج، إذ أنه أصبح محاصرا بين تفاعل الجمهور وطلبه للمزيد من الاغانى، وعلى الجانب الآخر سيضيع عليه السحور، ولم يرغب فى إحراج الجمهور، فلجأ لطريقة ذكية للخروج من الموقف بلباقة شديدة.
وانطلق رشدى ينشد كلمات «المسحراتى» مذكّرا جمهوره بموعد «السحور»، قائلا: «يا عباد الله.. وحدوا الله، اصحى يا نايم.. وحِّد الدايم، سحور يا صايم».