خطيب مسجد سيدى جابر: الخطاب الدينى لا يناسب المرحلة الحالية فى مصر.. ودخول «البيزنس» أفقد الدعاة مصداقيتهم - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 3:14 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خطيب مسجد سيدى جابر: الخطاب الدينى لا يناسب المرحلة الحالية فى مصر.. ودخول «البيزنس» أفقد الدعاة مصداقيتهم

الشيخ أحمد البهى، إمام وخطيب مسجد سيدى جابر الشيخ بالإسكندرية
الشيخ أحمد البهى، إمام وخطيب مسجد سيدى جابر الشيخ بالإسكندرية
حوار ـ أحمد بدراوى:
نشر في: الجمعة 3 يوليه 2015 - 12:21 م | آخر تحديث: الجمعة 3 يوليه 2015 - 12:21 م

• بعض دعاة السلفية الجهادية والإخوان مستمرون فى وظائفهم ولابد من استبعادهم فهم يهددون الخطاب الدينى

يرى الشيخ أحمد البهى، إمام وخطيب مسجد سيدى جابر الشيخ بالإسكندرية، إن المؤسسات الدينية الرسمية خطت خطوات جيدة لتجديد الخطاب الدينى، لكنه اعتبر انها خطوات لا ترقى لطموحات الكثيرين.

واعتبر البهى فى حواره مع «الشروق»، إن التقارب بين الدعوة السلفية، والأوقاف والأزهر الشريف لن يستمر كثيرا وهو مسألة وقت.

والبهى تخرج فى كلية أصول الدين بجامعة الأزهر فى 2005، وعٌين إماما وخطيبا ومدرسا بالأوقاف بمسجد سيدى جابر عام 2013، كما كان منسقا لحركة «أئمة بلا قيود»، والتى أنشئت وقت حكم الإخوان لمواجهة أخونة المساجد ودعاة وموظفى الأوقاف.
وإلى نص الحوار

• كيف ترى واقع الخطاب الدينى فى مصر الآن؟
ــ بشكل عام، الخطاب الدينى لا يناسب المرحلة الحالية فى مصر، ولم ينجح فى التواصل مع الجماهير بالقدر الكافى، ودخول البيزنس فى الدعوة الدينية، أفقد الكثير من الدعاة مصداقيتهم، «وفيه ناس مبقتش تصدق الشيخ اللى بيطلع فى استوديو متكلف بالملايين».
ونحن نريد خطابا دينيا يحاول حل المشكلات الراهنة، مثل التطرف والإلحاد، وانتشار المفاهيم المغلوطة، والخلل فى افكار الانتماء للوطن، والمشكلات العقيدية والسياسية، وتصحيح أفكار شباب الجامعات، لا سيما الموجود فى السجون، فحتى الآن الأزهر لم يقم بدور فعال معهم لتصحيح أفكارهم ومناقشتهم.
وبرغم إن الخطاب الدينى اختلف فى الخمس سنوات الأخيرة، إلا أنه لم يرق لطموحات الكثيرين، وننتظر المزيد.
وهناك طفرة أحدثها شباب الدعاة فى مختلف المحافظات، والخطاب الدينى التقليدى الذى تسبب فى اضمحلال دور الأزهر الشريف فى مصر أصبح لا يٌسمن ولا يغنى من جوع، خاصة مع المنافسة الشرسة التى يتعرض لها الأزهريون من التيارات والجماعات المخالفة لهم.
وما قبل ثورة يناير، كان سوق الجماعات الإسلامية مرتفعة جدا، ودعاتها كانوا مطلوبين فى كل مكان فى الفضائيات والمساجد، وكان الناس يبحثون عنهم لمتابعتهم فى أى مسجد لا يوجد به خطيب رسمى.
وبعد الثورة مع الأحداث السياسية الكثيرة، وسقوط تلك الجماعات فى نظر الكثيرين، عاد الناس للبحث عن أئمة الأوقاف من جديد، وبالفعل مع الدفعات الجديدة التى تم تعيينها فى الوزارة من الدعاة فى السنوات الأخيرة، أصبح هناك دعاة بالفعل متميزين، ولكن العدد قليل لتغطية جميع المساجد.

• ما هى أبرز ملامح أى تطور فى الخطاب الديني؟
ــ لدينا دعاة أدركوا وفهموا مواكبة التعامل مع الوسائل التكنولوجية، ومعرفة قضايا الساعة، ومتطلبات الشباب، لكن ذلك يتم بشكل فردى وليس منظما، كل داعية يجتهد مع نفسه.
وطالبنا الأوقاف فى عام 2013، بعمل خطة سنوية للدعوة لتنظيم عمل الدعاة فى مصر، والاستعانة بشباب الدعاة فى المواقع التنفيذية للوزارة وضخ دماء جديدة فى دولاب العمل.
ووزارة الأوقاف أخيرا، قامت ببعض الإصلاحات فى الخطاب الدينى، ومنها فكرة الخطبة الموحدة والتى برغم اعتراض البعض عليها الا انها اثبتت نجاحا، حتى مع بعض الدعاة الذين لم يكونوا يٌحسنون اختيار المواضيع، بجانب القوافل الدعوية التى تنظمها الوزارة لتأدية محاضرات دينية فى المدارس ومراكز الشباب والمدن الجامعية، وتفعيل دور مراكز التدريب.
وتلك الاصلاحات، خفضت نسبة الشكاوى التى كانت تأتى ضد أئمة الأوقاف بشكل كبير جدا.

• ما هى آليات تجديد الخطاب الدينى فى مصر؟
ــ كانت لدينا حركة أئمة بلا قيود، والتى اهتمت بمواجهة محاولات جماعة الإخوان، لأخونة القيادات فى وزارة الأوقاف والأزهر، واهتمت بعدم تسييس المساجد.
وبشكل عام هدفنا هو إبعاد المساجد عن الصراعات السياسية والحزبية، فالمسجد له دور سياسى وطنى فى توعية الناس بأهمية المشاركة السياسية ووحدة الصف بين المصريين، والانتماء للوطن، ومواجهة أى اعتداءات خارجية، لكن لا نقبل أن يكون المسجد مكان للدعوة الحزبية للمرشحين، والمساجد أثبتت حيادها أخيرا سواء فى انتخابات الرئاسة أو الاستفتاء على الدستور.
ولابد من الاهتمام بالأمور المادية للدعاة والشيوخ، لو لم يحدث تطوير فى أجورهم ورواتبهم فنحن لن ننجح فى تجديد الخطاب الدينى، لأن الإمام الذى يبحث عن قوت يومه، لن يتفرغ للبحث والمطالعة لمواكبة مستجدات العصر والحياة، خاصة والشباب يستقون أفكارهم ودروسهم الدينية من «يوتيوب» و«فيس بوك»، وليس من المساجد.
ولابد من حدوث فرز للدعاة الموجودين فى المؤسسات الدينية، لأن دعاة السلفية الجهادية والإخوان وأفكارهم المضللة تصل لكثير من القطاعات، وبعضهم مستمرون فى وظائفهم مادامت لا توجد أحكام قضائية ضدهم، وبعضهم محرضين على العنف وله ميول سياسية واضحة، وهذا يهدد الخطاب الدينى، فهؤلاء خطابهم عنيف ومحرض ولديهم ولاء لجماعاتهم ولتنظيم داعش، وللأفكار المتطرفة، لكن تم استبعاد كثير منهم، ومن يحيد من الموجودين يتم استبعاده ووقفه عن الدعوة.
ومن آليات التجديد، وجود قناة رسمية للأزهر الشريف، فقناة أزهرى غير رسمية، والأزهر منذ سنين يحاول بث قناة رسمية له.
ولابد من الاستجابة لدعوة الرئيس لثورة دينية، واحداث نقلة عاجلة فى الخطاب الدينى، وإلا فالعواقب وخيمة وخطيرة، واحداث تنسيق كاف بين المؤسسات الدينية.

• ماذا عن الإلحاد والفكر المتطرف؟
ــ انتشار الالحاد يتم عبر نشطاء يلتقون دعما خارجيا ومنهم نشطاء ملحدون يعقدون مؤتمرات فى مصر، أما تنظيم داعش والفكر المتطرف فداعش هى تنظيم القاعدة فى التسعينيات، ولا جديد، الا أن التهاون فى مواجهتهم أدى لانتشارهم.

• وماذا عن التقارب بين الحركات الإسلامية والسنة والشيعة؟
ــ التقارب بين الدعوة السلفية والمؤسسات الدينية الرسمية لن يستمر وسينتهى وهو مسألة وقت، لأنهم يقومون فى فكرهم على تشويه الأزهر، وأما التقارب بين السنة والشيعة دينيا فهو سهل والمساحة المشتركة كبيرة، لكن ما يعطله هو استغلال إيران للمذهب الشيعى لبسط نفوذها على المنطقة العربية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك