لم تتحمله أرض وطنه سوريا لأكثر من ثلاث أعوام فألقت به إلى البحر المتوسط تتلقفه أمواجه، قبل أن تجرفه إلى أحد شواطئ تركيا جسدًا هامدًا، لتتحول صورة صغير سوريا "إيلان الكردي" إلى أيقونة "اللاجئين السوريين" هربًا من ويلات نزاع عمره 4 سنوات.مصادر إعلامية تركية أكدت – بحسب موقع قناة العربية – أن الطفل هو "إيلان كردي"، مرجحة أن يكون إيلان من مدينة كوباني السورية، وأن شقيقه عمره 5 سنوات، مات غرقًا هو الآخر حيث كان معه على متن القارب، إلا أن المصادر لم تشر إلى مصير الأبوين، أو مرافقي الطفل.
صورة "إيلان" التي نُشرت لأول مرة في وكالة الأنباء "دوغان" التركية، استحوذت على أنظار وسائل الإعلام المطبوعة العالمية التي أفردت صفحاتها الرئيسية لعرض صورته على العالم أجمع مخاطبة الدول والحكومات؛ في محاولة لوضع حل للأزمة السورية المتفاقمة.
على سطح مياه البحر كتبت صحيفة "ناشونال" الأسكتلندية "الواقع .. لماذا يجب أن تتصرف أوروبا الآن"، وعلى الرمال استعرضت تصريحًا لجوستين فورسيث الرئيس التنفيذي لمؤسسة "انقذوا الأطفال Save the Children" البريطانية، والذي قال "إن هذه الصورة المأساوية لطفل صغير فقد حياته فارًا من سوريا صادمة وتذكرة للمخاطر التي يتعرض لها الأطفال والعائلات بحثًا عن حياة أفضل".
واستكمل فورسيث: "إن محنة هذا الطفل يجب أن تركز العقول وتجبر الاتحاد الأوروبي على الاصطفاف معًا والموافقة على خطة التصدي لأزمة اللاجئين".
صحيفة "إندبندنت" البريطانية نشرت على صفحتها الرئيسية أيضًا صورة الطفل، وتحت عنوان "طفل شخص ما" كتبت: "التيار الإنساني اليائس الباحث عن الأمان في أوروبا يزداد، ضحايا أمس تضمنوا هذا الطفل السوري، غارقًا في محاولة أسرته الوصول إلى اليونان عبر تركيا".
أضافت الصحيفة: "الاتحاد الأوروبي طريقه مسدود، ورئيس وزرائنا في حالة إنكار، إن الكارثة الإنسانية الواسعة تتكشف للعيان، هل نحن نعتقد حقًا أن هذا الأمر ليس مشكلتنا؟"
"إندبندنت" لم تكتف بنشر الصورة فقط، وإنما طالبت قراءها بالتوقيع على عريضة تطلب من الحكومة البريطانية قبول الحصة العادلة لبلادها من اللاجئين الفارين من الدول التي مزقتها الحرب.
وتحت عنوان "إنها حياة ووفاة" تقاسم طفلان الصفحة الرئيسية لصحيفة "الصن" البريطانية، على يمين الصفحة صورة "إيلان" متوفيًا ومحمولًا على الأذرع وكتبت الصحيفة "متوفيًا على شاطيء تركي أمس".
أما يسار الصفحة فحمل صورة طفل يبلغ من العمر يومًا واحدًا فقط، وكتبت الصحيفة "وُلد في محطة بالمجر أمس".
الصحيفة البريطانية كتبت أعلى الصفحة باللون الأحمر "مستر كاميرون.. انتهى الصيف.. تعامل الآن مع أكبر أزمة تواجه أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية".
أما صحيفة "الجارديان" البريطانية، نشرت صورة الطفل أيضًا، وتحت عنوان "الواقع الصادم والقاسي لأزمة لاجئي أوروبا"، أوردت الصحيفة تصريحًا لرئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" يقول "لا يمكننا استقبال أي أشخاص إضافيين فاريين من الحرب".
من جانبها، نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، صورة الطفل وكتبت "ضحية بالغة الصغر لفاجعة إنسانية". وأضافت أسفل الصورة "محمولًا بين ذراع شرطي تركي، غرق هذا الولد الصغير أثناء محاولة أسرته البائسة للوصول إلى اليونان".
ورأت الصحيفة أن الصورة مروعة بما فيه الكفاية "ولكن يجب رؤيتها لاستيعاب وحشية أزمة المهاجرين الذين يغمرون أوروبا".
"لا يُحتمل".. كلمتين فقط كتبتهما صحيفة "ديلي ميرور" بعرض صفحتها الرئيسية، تعليقًا على صورة "إيلان"، مضيفة أن الولد البالغ من العمر 3 سنوات جرفته الأمواج على شاطيء في تركيا، هذا الوجه الإنساني المفجع لمأساة لا يمكن أن يستمر العالم في تجاهلها".
واستعرضت صحيفة "التايمز" البريطانية صورة "إيلان" في منتصف صفحتها الرئيسية أسفل عنوان بارز يقول "أوروبا منقسمة"، موضحة أن القادة السياسيين مشلولون بسبب أزمة حول حصص المهاجرين، مضيفة "أجساد الرُضع تجرفها الأمواج على الشواطيء".
صورة مختلفة للطفل محمولًا بين ذراعي موظف الإنقاذ نشرتها "مترو" البريطانية، مع مانشيت بخط عريض بطول الصفحة يقول "عجزت أوروبا عن إنقاذه".