وجدى الكومى: كثيرون يثيرون الضجيج.. قليلون يعيش إبداعهم - بوابة الشروق
الأحد 29 يونيو 2025 9:48 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من أفضل فريق عربي في دور المجموعات بمونديال الأندية؟

وجدى الكومى: كثيرون يثيرون الضجيج.. قليلون يعيش إبداعهم

وجدى الكومى
وجدى الكومى
سامح سامى
نشر في: الخميس 3 سبتمبر 2015 - 6:09 م | آخر تحديث: الخميس 3 سبتمبر 2015 - 6:09 م

من حسن حظنا كقراء مصريين وكمحبى للكتابة أن يعاد اكتشاف عمل عظيم للمبدع الكبير الراحل نجيب محفوظ ــ أقصد هنا اكتشاف باقى العمل العظيم الذى صدر بالفعل قبل رحيله ــ والذى جاء فى شكل ومضات قصيرة، تلغرافية، تدق فى هدوء وحزم فى آن على قالب السرعة والتكثيف الأدبى، والإيجاز المطلوب، وتحقق المشهدية الأدبية، وتختصر رؤى فى كلمة، الأحلام واحدة من إنجازات نجيب محفوظ الكبرى فى فن السرد، والتى كتبها فى السنوات الأخيرة من حياته، وأن تكتشف ابنتاه الآن أكثر من مائتين وخمسين حلما كتبهم الراحل، ولم يتم جمعها فى كتاب، فهذا أقل ما يوصف بأنه كنز أدبى خالص.

تتمثل أهمية هذه الأحلام أيضا فى ظل ما يشيع الآن فى عصرنا من بدع سردية جديدة، فيتحدث أحدهم عن القصة الشاعرة، ويتحدث البعض الآخر عن القصة الومضة، ويتحدث البعض الثالث عن القصة القصيرة جدا، ما أكثر الضجيج، الذى يثيره الكثيرون، يتحدثون، يكثرون من الصخب، حول ما يكتبون، وربما لا يكتبون، بقدر ما يثيرون الصخب، يعيش نجيب محفوظ بقلمه، رغم رحيله عن عالمنا منذ أكثر من عشرة أعوام، تهدينا الأحلام الجديدة كنزا أدبيا، يجعلنا نقف فى أماكننا، ونرى كيف كان يبدع الراحل الكبير، تجعلنا نتمرد على ذواتنا المتضخمة ونبحث جيدا، عن أدوات جديدة، يعلمنا نجيب محفوظ دروسه، يمنحنا العبثية فى قالب الأحلام، يتهكم من واقعنا بإثبات أنه مكرر معاد، وأننا نرتكب نفس الأخطاء التى ارتكبتها أجيال سابقة، يعبر نجيب محفوظ عن افتقادنا للأمان المجتمعى، يعبر عن النزوات، والهفوات التى نرتكبها، عن أمنيات مكبوتة، عن رغبات فى التذكر، وعن الحنين لأصدقاء رحلوا، ولجلسات عائلية حميمة.

تحقق هذه الكتابة البديعة أمنيات أى كاتب فى أن يقول القليل، معبرا عن الكثير، تحقق هذه الكتابة البديعة أبلغ رد لمثيرى الضجيج حول أدب الكبير الراحل، الذى استقبل نقدهم اللاذع له بابتسامة صافية، وضحكة أطفال.
لعل اكتشاف الأحلام وصدورها بسرعة أروع احتفال نستهل به ذكرى رحيله التاسعة (30 أغسطس 2006)، فلنحتفل بالراحل الكبير، الذى علمنا الكتابة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك