مذكرات «السادات»: انتحار عبدالحكيم عامر أشجع وأنجح قرار اتخذه في حياته (2) - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 8:55 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في ثاني حلقات سلسلة « السادات الآخر.. العثور على الذات» من التاريخ السري الذي كتبه الرئيس الراحل بخط يده..

مذكرات «السادات»: انتحار عبدالحكيم عامر أشجع وأنجح قرار اتخذه في حياته (2)

السادات يقف أمام عبد الناصر وعبدالحكيم عامر أثناء إلقاءه بيانًا عن الضباط الأحرار - خاص الشروق
السادات يقف أمام عبد الناصر وعبدالحكيم عامر أثناء إلقاءه بيانًا عن الضباط الأحرار - خاص الشروق
ياسر محمود
نشر في: الخميس 3 أكتوبر 2013 - 10:21 ص | آخر تحديث: الخميس 3 أكتوبر 2013 - 10:50 ص

لم تكن العلاقة بين أنور السادات وعبدالحكيم عامر ــ على ما يبدو ــ علاقة طيبة، فالصفات التى شاعت عن عامر وشكل علاقته بجمال عبدالناصر، توحى بأنه كان لا يعتد سوى بذاته، وهو ما ألمح له السادات كثيرا فى سيرته الذاتية.. «طالما بقى جمال عبدالناصر رئيسا للبلاد، لابد وأن أكون قائدا للجيش»، هكذا نقل عن السادات عقب نكسة 67، وكثيرا ما تساءل عن السر فى تعامل قائد الجيش مع رئيس الجمهورية، وصبر الأخير عليه: «عبدالناصر كان يراقب ما يفعله عامر وهو ملىء بالمرارة، عاجز لا يستطيع أن يفعل شيئا ــ بينما عامر يزيد كل يوم من رقعة سلطته».

السادات الذى أسهب على مدار أجزاء من سيرته الذاتية «البحث عن الذات» فى تناول مواقف عبدالحكيم عامر، وأخطائه التى تسببت فى النكسة والانفصال عن سوريا وحرب اليمن، لم يتوقف كثيرا فى «كراسة خواطره» أمام نهاية عامر المأساوية، بينما كان الرثاء خاتمة الحديث عن زميله «المنتحر» فى كتابه سالف الذكر.. تحدث السادات عن آخر لقاء جمعه وعامر فى منزله بالجيزة، وتحدث عن صديقه الأسمر المسجى أمامه جثة هامدة، مسترجعا ذكريات شرخ الشباب.. بينما كانت سعادته بنهاية حقبة عامر هى الأبرز فى تدويناته الخاصة.

رثاء عامر فى النور.. والشماتة فى السر

لم أشاهد فى وجهه صفرة الموت.. رأيت أمامى عبدالحكيم الأسمر الهادئ اللطيف.. ومات فحل جميع المشاكل

يقول السادات عن عامر فى مذكراته بعد أيام من النكسة: «دعوته إلى العشاء عندى فى البيت، ورحبت به واستقبلته أسرتى أحسن استقبال كما كنا نستقبله دائما عندما يأتى لزيارتنا.. ولكنى لاحظت أنه قد تغير تغيرا كاملا.. كان قد فقد الثقة فى نفسه، وفقد معها استقباله للحياة، وأصبح شخصية مهتزة وأبنائى يداعبونه كعادتهم، وقال: «أنتم بتكرمونى قوى يا جماعة.. لسه لغاية دلوقت بتكرمونى؟» فقلت له: دلوقت يعنى إيه يا عبدالحكيم؟ علشان إنت ما بقتش قائد عام؟ هو أنا كنت صاحبك عشان إنت كنت قائد عام؟ ده برضه كلام حد يقوله..؟».

حسبما ورد فى تاريخ تلك المرحلة، كان لجمال عبدالناصر جلسة مواجهة مع عبدالحكيم عامر فى حضور عدد من أعضاء مجلس قيادة الثورة ــ بينهم السادات ــ فى منزله بمنشية البكرى، وفى مدونات السادات عن تلك الجلسة، كتب فى يوم الجمعة 25 أغسطس من العام 67، سطورا قليلة جدا، التى جاءت فى شكل نقاط مبهمة:

ــ الاتصالات وخاصة بالجيش والطيران.

ــ المنشورات.

ــ الضباط الموجودون بالمنزل والسلاح.

ــ جلسة طويلة من حوالى الساعة التاسعة إلا ثلث إلى السابعة من صباح السبت، تخللها «حكاية الانتحار»...