باحث أثرى يكشف حقيقة اتهام صلاح الدين الأيوبي ومحمد علي بهدم الأهرامات - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 10:06 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

باحث أثرى يكشف حقيقة اتهام صلاح الدين الأيوبي ومحمد علي بهدم الأهرامات

القاهرة - أ ش أ
نشر في: الأربعاء 4 مارس 2015 - 2:23 م | آخر تحديث: الأربعاء 4 مارس 2015 - 2:23 م

يوافق اليوم 4 مارس ذكرى حدثين جليلين لشخصيتين من أبرز الشخصيات غير المصرية التى كان لها بصمة واضحة في التاريخ الاسلامي بصفه عامة والتاريخ المصري بصفه خاصة، وهما الذكري الـ(876 عاما) على وفاة السلطان الناصر صلاح الدين الايوبي ومرور (246 عاما) على ميلاد محمد على باشا حاكم مصر العثماني واللذان كان لهما بالغ الأثر في تغيير مجريات الأمور على كافة الأصعده العسكرية والدينية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.

وأكد الباحث سامح الزهار المتخصص فى الأثار الإسلامية والقبطية لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن محاولة تشويه صورة صلاح الدين الأيوبي و محمد على باشا انهما هادما لعدد من الأهرامات التي هي نتاج و موروث ثقافي للحضارة المصرية القديمة يحمل في طياته ظلما كبيرا لتلك الشخصيتين التاريخيتين و تكرار هذه الاتهامات تخرج دائما من المتطرفين ليجدوا لأنفسهم الحجة و المبرر لهدم الحضارات القديمة.

وأضاف، أن هذا الأمر قد تكرر كثير على مر العصور، ومؤخرا كان ما قامت به حركة طالبان في افغانستان وما قام به تنظيم داعش الإرهابي في آثار سوريا والعراق وأبرزهم كان متحف نينوي بالموصل، ولعل في سيرة صلاح الدين الأيوبي ومحمد على باشا نجد العديد من الأسباب التي تنفي قيام محمد على باشا بذلك الفعل وتوضح الصورة الكاملة لما كان في العصر الأيوبي.

وأوضح الزهار، أنه ليس من العدل اتهام صلاح الدين الايوبي بأنه هادم لعدد من أهرامات الحضارة المصرية القديمة دون النظر لطبيعة المرحلة التاريخية، وذلك لبناء سور لحماية القاهرة وبناء قلعته فقد كان هذا الفعل لا يعتبر جريمة في ذلك الزمن، وذلك لأسباب عديده منها أن الآثار بما فيها الأهرامات لم تكن تمثل قيمة اقتصادية كما في العصر الحديث.

وتابع "كما أنها لم تكن تحظى بالقيمة ثقافية المطلوبه أو مصدرا من مصادر التاريخ وذلك بسبب عدم معرفتهم آنذاك باللغة المصرية القديمة المنقوشة على الأهرام، كما كان عصر صلاح الدين الأيوبي من العصور التي غلب عليها التقشف في النواحي الترفيه لتوجيه كافة موارد الدوله للجيش نظرا للمخاطر التي كانت تحاك بمصر فى ذلك الوقت".

وأشار إلى أن محمد علي باشا والى مصر، كان قد فكر فى استخدام حجارة الأهرامات في بناء القناطر الخيرية نظرا لآن الآثار المصرية القديمة في ذلك الوقت كانت لا تعد مردودا اقتصاديا ولعدم انتشار الحركة الثقافي بالشكل المطلوب آنذاك، ولكنه عدل عن الفكرة تماما و لم يستخدم منها أية أحجار وبمشاورة لينان دى بلفون بك، أحد المهندسين المكلفين ببناء القناطر فاقترح عليه أن يتم جلب الأحجار من محاجر طره نظرا لوعيه بأهمية الآثار كتراث إنساني.

وقال إن الفرنسى موجيل رفض أيضا استخدام حجارة الأهرامات فى بنائها حتى لا تصيبه لعنة التاريخ، وقد وافق محمد على باشا على هذه الفكره و لذلك قد أنشأ خط سكة حديد لنقل محاجر طرة حتى نهر النيل.

وأوضح الزهار أن القائد صلاح الدين الأيوبي قد ولد فى تكريت عام 1137، و توفى فى 4 مارس سنة 1193، وهو الملك الناصر أبو المظفر صلاح الدين والدنيا يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدويني التكريتي المعروف بـصلاح الدين الأيوبي، ويعد من أعظم القادة العسكريين فى التاريخ الاسلامي وهو مؤسس الدولة الأيوبية التي وحدت مصر والشام والحجاز وتهامة واليمن تحت مظلة الدولة العباسية بعد أن قضى تماما على الدولة الفاطمية.

وتابع، إن "صلاح الدين الأيوبى قد قاد عدة حملات ومعارك ضد الفرنجة والصليبيين الأوروبيين في سبيل استعادة الأراضي التي كان الصليبيون قد استولوا عليها في أواخر القرن الحادي عشر وقد تمكن من استعادة معظم الأراضي المغتصبة بما فيها القدس بعد أن انتصر في معركة حطين.

وقال، إن محمد على باشا قد ولد في الرابع من شهر مارس عام 1769 فى مدينة قولة بمقدونيا شمال اليونان لأسره ألبانية وقد أدرج في سلك الجندية فأبدى شجاعة منقطعة النظر وإلمام بالأمور العسكرية وحين قررت الدولة العثمانية إرسال جيشها إلى مصر للاستيلاء عليها من الفرنسيين كان محمد على باشا هو نائب رئيس الكتيبة الألبانية التي تكونت من ثلاثمائة جندي وقد كان رئيس الكتيبة هو ابن حاكم قولة أو لكنه قرر أن يعود إلى بلده فأصبح محمد على هو قائد الكتيبة.

وأضاف إنه في مارس 1804 تم تعيين والى عثماني جديد و هو أحمد خورشيد باشا و قد استشعر خطورة محمد علي الذي استطاع أن يستفيد من الأحداث الجارية والصراع العثماني المملوكي فأمر محمد علي بالاتجاه إلى الصعيد لقتال المماليك وأرسل إلى الأستانه يطلب إمدادا عسكريا، وبوصول هذا الجيش انتشر الفساد في البلاد وقد استولوا على الأموال والأمتعة مما أثار غضب الشعب المصري وأشعل ثورة الشعب، ما أدي إلى عزل الوالي واختيار زعماء الشعب بقيادة عمر مكرم ـ نقيب الأشراف محمد علي ليحل محله، وفي 9 يوليو 1805 أصدر السلطان العثماني سليم الثالث فرمان سلطاني بعزل خورشيد باشا من ولاية مصر وتولية محمد علي حكم مصر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك