وزير التربية والتعليم يطلع على تجربة «التوكاتسو» باليابان - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 5:49 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وزير التربية والتعليم يطلع على تجربة «التوكاتسو» باليابان

القاهرة- أ ش أ
نشر في: الأحد 4 مارس 2018 - 12:25 م | آخر تحديث: الأحد 4 مارس 2018 - 1:24 م

تركزت زيارة وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور طارق شوقي، لدولة اليابان مؤخرا، حول دراسة الربط بين خطة إصلاح التعليم الجديدة وتربية الأجيال القادمة على فضائل الحضارة الإنسانيةن وبين تجربة تطبيق أدوات نظام التعليم الياباني «أنشطة التوكاتسو»؛ للارتقاء بالمجتمع الياباني منذ 1958 وحتى الآن.

وذكرت الوزارة، في بيان اليوم الأحد، أن الزيارة شملت العديد من المدارس بمراحلها وأنواعها المختلفة فقد زار مدارس رياض أطفال وابتدائي وثانوي، والمسؤولين لوزارة التعليم اليابانية، ووكالة اليابان للتعاون الدولي «جايكا»، ومركز تدريب المعلمين، وجامعة طوكيو.

واستمع الوزير، إلى شرح حول تاريخ اليابان في غرس مفاهيم المجتمع الفاضل المتحضر وتطبيق عملي وعلمي لتربية الأجيال على القيم المشتركة الرفيعة للارتقاء بالمجتمع وتربية العقل والقلوب، ما فتح أبواب المناقشة حول إمكانية تلك الأدوات التي استخدمت بنظام التعليم الياباني من استعادة فضائل الحضارة المصرية وإحياء المبادئ الطيبة المتعارف عليها بالحضارة الإنسانية بشكل عام والخصائص الإيجابية بالمجتمع المصري بشكل خاص في وجدان الأطفال المصريين.

وبدأ الوزير زيارته بلقاء الوزير الياباني للتعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا، يوشيماسا هاياشي، ونقل له خطط الوزارة في إصلاح وتطوير التعليم بمصر، وخاصة في مراحل الطفولة المبكرة، معربا عن مدى اهتمام القيادة السياسية بمصر بمشروع إدخال نظام التعليم الياباني بمصر والمعروف بأنشطة «التوكاتسو»، مؤكدا أن الرئيس ينتظر وبشغف أن يرى نتائج إدخال «التوكاتسو» لنظام التعليم المصري، والذي من المتوقع أن يتيح للطفل المصري بيئة مواتية لغرس الفضائل الأساسية بداخل وجدان الأطفال من انضباط وتفان في العمل وحب الآخر والتعاطف والتشاور، وأنه بمتابعة تاريخ خطة إصلاح التعليم الياباني منذ 1958 حتى اليوم، وجد النجاح في تحقيق الأهداف المحددة.

ومن جانبه، أشار وزير التعليم الياباني، إلى المدى الزمني المطلوب لتحقيق التغير الملحوظ في وجدان الطلاب، فالتعليم يحتاج حوالي 10 سنوات للتغيير، مؤكدا أهمية الإدخال التدريجي لأنشطة «التوكاتسو» عبر السنوات بالمدارس المصرية اليابانية الجديدة، واستمرارية الأنشطة وتكرارها لنجاح التجربة، موضحًا أن الاستمرارية في أداء الأنشطة سر النجاح في اليابان.

وأعرب الوزير الياباني عن تقديره العميق لتثمين الإرادة السياسية بمصر للتجربة اليابانية في التعليم، وأنه على المعلم أن يلتفت للنقاط الدقيقة أثناء قيام الأطفال بأنشطة «التوكاتسو» حيث إن «التوكاتسو» من أهدافه تنشئة طفل منضبط متقن لما يقوم به.

ومن ناحيته، أوضح «شوقي»، أن الوزارة تمضي قدمًا نحو تطوير ثقافة الطلاب والمجتمع نحو أهداف إنسانية وقيم مشتركة تستعيد قيم المجتمع الفاضل والحضارة الإنسانية، مشيرًا إلى أن الوزارة تنوي شرح ثقافة «التوكاتسو» التي تتعدى بعض الأنشطة، وتتداخل مع كافة مناحي الحياة ويتحمل مسؤولية تطبيقها الطالب والمعلم والأب والأم والمجتمع، وأنه سوف يتم شرح تلك الثقافة للمجتمع المصري بشكل عام ولأولياء الأمور بشكل خاص مستخدمة في ذلك الوسائل الإيضاحية المتاحة من فيديوهات فعلية للأنشطة داخل المدارس اليابانية وندوات مجتمعية وورش عمل عديدة.

كما قام «شوقي»، في اليوم الثاني بزيارة مدرسة كييو الثانوية الصناعية الفنية، التابعة لمحافظة تشيبا التي تستهدف تخريج مختصين في مجالات الميكانيكا والكهرباء والصناعات الإلكترونية وأنظمة المعدات والهندسة المعمارية، حيث تتسم المدرسة الفنية أيضا باتباع أنشطة «التوكاتسو» للمحافظة على تحمل المسؤولية والانضباط ودقة العمل والنظافة وتظهر مظاهر تلك القيم داخل المدرسة مثل المدارس الابتدائية أيضا.

وفي اليوم الثالث من الزيارة، توجه إلى جامعة طوكيو، وهي من الجامعات المرموقة بالعالم؛ لبحث فنيات فلسفة «التوكاتسو» وسبل تطبيقه خارج اليابان، كما تم عرض محاضرة عن «التوكاتسو» في نظام التعليم الياباني، وعقد فريقا عمل الجانبين جلسة مناقشة مطولة حول النموذج الياباني في التعليم والأهداف التاريخية وراء ابتكار هذا النموذج لتربية العقل والقلوب حيث إنه يمكن اختيار أنشطة محددة من الأنشطة المتاحة؛ لتحقيق أهداف مرجوة، وقد حدد المجتمع الياباني في أواخر الأربعينيات أهداف التعليم التي تناسبه، وفي نفس السياق يسعى الآن نظيره المصري لتحديد محددات بناء إنسان مصري جديد ويتبلور ذلك بالاهتمام بالطفولة المبكرة، وبالاستفادة من التجربة اليابانية، واختيار أنسب الأنشطة من «التوكاتسو»؛ لتحقيق تلك الأهداف والتي سوف تكون مهمة المدرسة والأسرة والمجتمع بمصر.

وفي هذا السياق، أوضح «شوقي»، أن فلسفة «التوكاتسو» تعد أداة تطبيقية لتربية العقل والقلب والروح؛ لتكوين إنسان أفضل يكون مجتمعًا متحضرًا راقيًا، وأن المجتمع المصري له خصائصه منذ آلاف السنين ولطالما اتسم بحضارة عريقة، مشيرًا إلى أنه قد حان الوقت لاستعادة سمات تلك الحضارة والقيم المصرية باستخدام أنشطة مدرسية مجرب نجاحها بدولة اليابان تستطيع أن تغرس القيم والفضائل الطيبة في قلوب الأطفال وتزرع مظاهر رفيعة للتحضر بعقول الأجيال الجديدة.

وتضمنت الزيارة في اليوم الرابع روضة الأطفال «نيجيشي» التابعة لحي تايتو، والتي جاءت تأكيدًا على أهداف التعليم باليابان منذ الصغر وعلى تطويع الأنشطة المختلفة؛ للوصول لأساليب مثالية لإدارة الحياة مهما اختلف عمر الطالب الياباني، واتسق ذلك مع ملاحظة وجود أنشطة للتوكاتسو أيضا بالحضانة، كما تخلل الزيارة اجتماع لمجلس أولياء الأمور للحضانة حيث أكد مدير روضة الأطفال على أهمية دور أولياء الأمور ودعمهم للمدرسين خلال تطبيق أنشطة التوكاتسو مع أطفالهم، ما له قيمة روحية بين الطفل ووالديه، وما يحقق اتساق المعلمين والأطفال وأولياء الأمورعلى تحمل مسؤولية تربية الطفل للوصول لنفس الهدف حتى تستقيم أهداف «التوكاتسو».

وفي اليوم الخامس استقبل «مركز تدريب طوكيو لمعلمي ومسؤولي المدارس» الدكتور طارق شوقي، بحفاوة شديدة، واستعرض مدير المركز وفريقه نظام عمل المركز في اختيار وإعداد كوادر المعلمين بطوكيو ابتداءً من اختبارات اختيار المعلمين حيث وضع الجانب الياباني معايير لاختيار المعلم للقيام بمهمة التدريس وخاصة تحمل مسؤولية تطبيق ونشر الأنشطة الحياتية للتوكاتسو.

كما تطرق الحديث إلى سبل التنمية المهنية وتقييم أداء المعلمين حيث يتطلب هذا الإطار معلمًا يمثل مثلًا أعلى للطلاب، وقدوة في تطبيق هذه القيم، ومقتنعًا في المقام الأول بكل أنشطة التوكاتسو المطلوب تربية الأطفال عليها، ونوه مسؤولو المركز إلى أهمية التنمية المهنية للمعلمين المستمرة، وأن لمدير المدرسة والمعلمين المميزين دورا أساسيا في تدريب غيرهم من المعلمين، وأشار مدير المركز إلى مدى أهمية اعتزاز المعلم بنفسه وبقيم المهنة واحترام المجتمع له.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك