كواليس الموافقة على الفحم.. تحالف عبدالنور ورجال الأعمال يهزم البيئة - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 4:31 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كواليس الموافقة على الفحم.. تحالف عبدالنور ورجال الأعمال يهزم البيئة

استخدامات الفحم العديدة في الصناعة    تصوير: مجدي إبراهيم
استخدامات الفحم العديدة في الصناعة تصوير: مجدي إبراهيم
كتبت ــ دينا عزت:
نشر في: الجمعة 4 أبريل 2014 - 2:58 م | آخر تحديث: الجمعة 4 أبريل 2014 - 2:58 م

مصادر فى الكهرباء: الفحم لن يحل مشكلة انقطاع التيار فى الصيف .. وتقليل الهدر يوفر 20٪ من الطاقة

الفحم سيضاعف الانبعاثات الضارة ثلاث مرات

أكدت مصادر بوزارة البيئة ان الوزيرة، ليلى اسكندر، قدمت دفوعات عديدة لمجلس الوزراء لمجابهة خطة استيراد الفحم للاستخدامات الصناعية، قالت فيها ان الاتجاه العالمى لاستخدام الفحم للأغراض الصناعية يتراجع، بما فى ذلك فى الدول المنتجة للفحم، وذلك ناتج عن الانبعثات الناجمة عن استخدامه، حتى فى افضل حالات التأمين الصناعى والبيئى، تقدر بثلاثة اضعافها استخدام مصادر الطاقة الاخرى، فى وقت يترقب فيه العالم اجتماعيين متتاليين ينعقدان نهاية العام الجارى والقادم فى ليما وباريس على التوالى بغرض الاتفاق على حزمة من الاجراءات لتقليل الانبعثات الناجمة عن استخدامات الطاقة، وعلى رأسها الاستخدامات الصناعية، بما يعنى فعليا ان ما سيتم انفاقه من قبل الدولة المصرية لتجهيز البنية التحتية لاستخدامات الفحم ستكون فى خلال ما لا يزيد على عشرة اعوام اموالا مهدرة كان يجدر استخدامها فى انشاء قاعدة للاستخدامات الجديدة والمتجددة للطاقة، خاصة الطاقة الشمسية.

ويقول مصدر فى وزارة البيئة ان هناك ميزانية ضخمة سترصد للاستعداد لاستيراد الفحم من حيث تجهيز ميناء خاصة لأن استيراد الفحم فى الموانئ التقليدية يتسبب فى «كوارث بيئية تهدر الثروة السمكية، وتخرب البيئة البحرية وهو ما يحدث بالفعل فى بعض المناطق فى الاسكندرية، جراء قيام احدى شركات رجال الحزب الوطنى المنحل باستيراد الفحم، بصورة غير آمنة بيئيا، للاستخدام فى الصناعة».

ويضيف المصدر نفسه ان مصر سيكون عليها ايضا ان تستورد وتجهز شبكة نقل داخلية «محمية» لنقل الفحم لأن نقله بالصور التقليدية «سيكون كارثة تسبب فى انتشار امراض صدرية لا نظن ان وزراة الصحة لديها الميزانية للتعامل معها، كما وانها يمكن ان تتسبب فى دمار مساحات زراعية واسعة، وايضا تلويث المياه فى وقت نعانى اصلا فيه وسنعانى اكثر من شح المياه».

وبحسب المصدر ذاته فإن اسكندر أوضحت هذه التفاصيل بالكامل وأكدت للوزراء، ان الآثار السلبية لاستخدام الفحم على الصحة العامة والبيئة حتى وان لم تظهر مباشرة، فإنها بالتأكيد ستظهر على المدى الطويل، «وستحملنا اجيال قادمة تبعات هذه الكارثة الاخلاقية، لأننا نعلم ما نحن مقدمون عليه، ونقره فقط فى ضوء توافقات بين رئيس الوزراء وزير التجارة والصناعة وعدد من رجال الأعمال، ينظرون للمسألة من الناحية الربحية فقط»، خاصة أن بعض رجال الأعمال «يسعون لاستبقاء رئيس الوزراء على رأس الحكومة لأنهم يعلمون انه يسهل لهم ما يريدون، وكان بعضهم هو من دفع بترشيح اسمه فى الأساس».

وبحسب مصدر فى وزارة الكهرباء فإن الوزير أقر خلال النقاش و«لكن بصورة مقتضبة» انه حتى فى حال البدء فى استيراد الفحم «غدا» فهذا لن يحل اطلاقا مشكلة انقطاعات الكهرباء المتوقعة بشكل كبير فى الصيف، كما ان وزير الصحة لفت النظر للصعوبات التى تواجهها وزارته فى تقديم الخدمات وعدم قدرتها على الاضطلاع بالمزيد من المسئوليات فى المدى المنظور قبل ان تتم مضاعفة ميزانياتها مرات ومرات على الأقل. ويقول مصدر آخر بوزارة البيئة انه كان من المفترض ان تتحرك الحكومة لمطالبة اصحاب الاعمال والمصانع باستخدام التكنولوجيا الحديثة والمتطورة لاستخدام الطاقة بما يمكن ان يوفر نحو 20 بالمائة من الطاقة التى تستهلكها، عوضا عن تحميل المجتمع والاجيال القادمة بتبعات «كارثية بالتأكيد» جراء استخدام الفحم، ويشير إلى ان وزيرة البيئة سبق أن أشارت فى تقارير للمجلس إلى ان سوء كفاءة استخدام الطاقة فى مصر «عموما، وليس فقط فى السياقات الصناعية، تتسبب فى اهدار للكثير من الطاقة، وان ما تحتاجه مصر اليوم وفى ضوء الأزمة الاقتصادية والالتزامات البيئية التى تواجهها هى خطة لترشيد وتطوير استخدامات الطاقة بالتوازى مع التحرك السريع لاستخدام وسائل آمنة بيئيا لتوليدها».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك