مستشار المفتى: تجديد الخطاب الدينى للإسلام ضرورة لاستمراره دينا عالميا صالحا لكل زمان ومكان - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 9:24 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مستشار المفتى: تجديد الخطاب الدينى للإسلام ضرورة لاستمراره دينا عالميا صالحا لكل زمان ومكان

الدكتور مجدى عاشور المستشار الأكاديمى لمفتى الجمهورية
الدكتور مجدى عاشور المستشار الأكاديمى لمفتى الجمهورية
حوار ــ خالد موسى:
نشر في: السبت 4 يوليه 2015 - 2:52 م | آخر تحديث: السبت 4 يوليه 2015 - 2:52 م

- مجال الدعوة امتلأ بأصوات لم تتوافر فيها شروط ومواصفات خطاب الوسطية

- الفكر المتطرف نشأ فى عقول الشباب بسبب أخذ الدين من أشخاص هواة ليس لهم قدم راسخة فى العلم

أكد الدكتور مجدى عاشور المستشار الأكاديمى لمفتى الجمهورية أن مسألة تجديد الخطاب الدينى ضرورة لاستمرار الدين الإسلامى عالميا وصالحا لكل زمان ومكان، مشيرا إلى أنه يجب أن ترتكز مسألة التجديد على خطاب الوسطية المتحقق فى مناهج الأزهر.

• ما رأيك فى مسألة تجديد الخطاب الدينى؟

تجديد الخطاب الدينى سمة ملازمة للإسلام وضرورة لاستمراره دينا عالميا صالحا لكل زمان ومكان، بغية النهوض بواقع الأمة، وتطوير ذاتها نحو التقدم والرقى، وانفتاح على العصر ومعطياته المتجددة، مع المحافظة على ثوابت الدين وقطعـياته، التى تنسجم مع العقل السليم والفطرة القويمة.
وهو ما يرتكز عليه خطاب الوسطية، المتحقق فى منهج الأزهر الشريف، الذى يستلهم من تراث الأمة عبر القرون، دون تعصب لمذهب أو فرقة أو جماعة، ما هو صالح لتبليغ العلم وبيان الحكم الشرعى فى قضايا الناس والعصر.

• ما شروط ومواصفات خطاب الوسطية؟

امتلأ مجال الدعوة عبر الوسائل والأنماط المختلفة بأصوات كثيرة، انطلقت لتبليغ الإسلام وهداية الناس، غير أن كثيرا منها لم تتوافر فيه شروط ومواصفات خطاب الوسطية، بل لم تلق لذلك بالا من الأساس، ومن ثم اختل ميزان الوسطية العادل، فشابه شىء من التفريط والإفراط على حد سواء.
ومن أبرز مظاهر هذا الاختلال، عدم مراعاة المقاصد الشرعية، حيث لحق أخيرا ببـعض ألوان الخطاب الدينى «الفتاوى والأحكام الشرعية»، من خلال سوء تقدير المصالح والمفاسد القائم على النظرة السطحية، وهو ما يصح أن يطلق عليه «الفقه الأعور»، وعواره آتٍ من كونه ينظر إلى النصوص بعين واحدة، فيدرك جزءا من النص، أو جزءا من الحكم ويترك جزءا آخر لا ينفصل بحال من الأحوال عن النص أو الحكم.

ولا ندرى كيف غفل هؤلاء وأولئك عن أن أهم مرتكزات خطاب الوسطية، الذى يفرضه الشرع الشريف، ويحتمه المنطق، وتقتضيه الحكمة، وتوجبه البداهة، وهو ضرورة مراعاة المقاصد الشرعية؛ وذلك أن الله تعالى نص على علة غالب الأحكام، ومعرفة هذه العلل يدرك من خلاله مقاصد وحِكَم التشريع.
أما الاقتصار على حفظ ومعرفة الأحكام، دون الغوص فى مقاصدها والوقوف على مناهج السلف فى تناولها وفهمها، فيحجب الرؤية عن التجديد فى إعادة النظر للأمور القديمة لتكون أنسب لعصرنا، بل إنها من باب أولى تحجبه عن الاجتهاد والتجديد فيما هو مستحدث من المسائل. ومن ثم فإنه يجب أن يستقى الخطاب الدينى المعاصر أطروحاته ومفاهيمه من مقاصد الشريعة وغاياتها، حتى تدلف الأمة إلى دروب التنوير والحكمة، التى تحصنها من المزالق.

• ما هى الجهات المنوط بها تجديد الخطاب؟

يوجد كثير من الأدوات التى تساعد على تجديد الخطاب الدينى ونشره بين الناس، والمنوط بهذه الأدوات مؤسسات العلم الشرعى كالأزهر ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف والكنيسة بالنسبة للديانة المسيحية، وكذلك أجهزة الإعلام والمدارس والجامعات ووزارة الثقافة ومراكز الشباب المنتشرة بأنحاء الجمهورية.

• كيف نواجه الفكر المتشدد؟

الفكر المتشدد والمتطرف نشأ فى عقول الشباب بسبب قراءة بعض الكتب الدينية بطريقة فردية وعشوائية وأخذ المعلومات الدينية من أشخاص هواة ليس لهم قدم راسخة فى العلم الشرعى وهذا يستلزم العودة إلى مصادر العلم الأصلية، باعتماد الشباب على المناهج المنضبطة التى تدرس على أيدى العلماء والأساتذة فى الأماكن المعدة لذلك فى الأزهر الشريف وما يماثله فى منهجه الوسطى من معاهد وجامعات فى العالم، وعلى العلماء تقدم الصفوف فى نشر المنهج الإسلامى الوسطى والبدء فى برامج إعادة تأهيل الشباب الذين سقطوا فى براثن التطرف والعنف، وإعاقة أى عمليات تجنيد جديدة من خلال الحملات التوعوية والبرامج الإرشادية والملتقيات الدينية.

• وكيف يمكن وقاية الشباب من مخاطر التطرف؟

ننصح باتخاذ أساليب وطرق مختلفة لاحتواء الشباب ووقايتهم من مخاطر التطرف والعنف، من خلال الالتزام بتقديم نموذج وسطى للتدين والسعى الجاد فى أن تكون الوسطية ثقافة عامة سائدة وترسيخ واستنهاض مشاعر الترابط بين جميع فئات وشرائح المجتمع، وتوعية المجتمع بأضرار وعواقب التعصب والتشدد وأخذ العبرة من المجتمعات التى تعانى من هذه الآفات الفكرية التى تفتك بنسيجها الوطنى، وتوجيه طاقات الشباب واستثمارها لصالح الوطن والحرص على مشاركتهم لرصد رؤاهم تجاه الوطن، والتواصل مع شباب الجامعات، من خلال إقامة الندوات والمؤتمرات والمحاضرات داخل الحرم الجامعى وفى الملتقيات الدينية والثقافية، واعتماد الحوار كوسيلة للتغيير، ومقابلة الكلمة بالكلمة، والفكر بالفكر، والحجة بالحجة، والدليل بالدليل.

وكذا تبنى سياسة الاحتواء الفكرى لمن وقعوا فى براثن التطرف، معللا ذلك بأن الاحتواء سيحدث تقاربا بينهم وبين محاوريهم من العلماء، ويفتح آفاقا للحوار والسماع، فإن استمعوا وفتحوا آذانهم وقلوبهم كان هذا أدعى لإقناعهم.

• وأين دور العلماء؟

نؤكد على أهمية عقد جلسات إعادة تأهيل يقوم العلماء خلالها بالرد على شبهات المتطرفين فكريا من خلال التأصيل العلمى وبحث بيان مواطن الخلل فى الاستدلال، سواء تعلق هذا بالفهم الخاطئ، أو إيراد الأدلة فى غير موطنها، أو تحميلها ما لا تحتمل، أو إخراجها عن سياقها الدينى والتاريخى.
مع ضرورة دعم الانتماء الوطنى لأنه يعد من المشاعر والروابط الفطرية التى تنمو وتكتسب ليشد الإنسان إلى وطنه، مما يقتضى مراعاة ما يرتضيه المجتمع من أسلوب حياة، فإن كان المجتمع قد ارتضى أن تكون المنظومة الأخلاقية ضابطة لحركة المجتمع، فالانتماء الحق لهذا الوطن يجعل تعاليم الدين الصحيحة نبراسا للمجتمع وأن الخروج عن هذا الفهم يسبب الاضطراب الفكرى للمجتمع ككل.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك