تتميز كلية الإعلام، بأنها المسؤولة عن تخريج دفعات من الصحفيين والإعلاميين ممن يُعول عليهم في قيادة الرأي العام في المستقبل، ويتوقف على جودة الدراسة بها شكل الصحافة وطبيعة المحتوى الصحفي والرسالة الإعلامية الموجهة للجمهور في مصر وخارج مصر خلال السنوات المقبلة، وهي تتميز أيضا بقلة عدد الملتحقين بها نظرا لارتفاع تنسيقها من الشعبة الأدبي، بحيث بلغ عدد الدفعة الملتحقة بالكلية العام الماضي إلى نحو 550 طالب فقط.

وتنقسم كلية الإعلام جامعة القاهرة، إلى شعبتين: الشعبة العربية التي يبدأ التخصص واختيار الأقسام فيها من السنة الثانية بالكلية، وشعبة اللغة الإنجليزية التي يتخصص طلبتها من السنة الثالثة، وتتطلب حصول الطالب على حد أدنى من الدرجات في امتحان اللغة الإنجليزية بالثانوية العامة (47 درجة لهذا العام)، بالإضافة إلى ضرورة اجتياز الطالب اختبار في اللغة الإنجليزية، إلى جانب دفع مصروفات بلغت 12 ألف جنيه، هذا العام.

تقول فجر سيد علي، الطالبة بالسنة الثانية بكلية الإعلام لـ«الشروق»، إن أهم ما يجب أن يعرفه الطالب قبل التحاقه بالكلية، هو أنها «لن تقدم له كل ما يريد»، مضيفة أن «أي مؤسسة تعليمية لن توفر للمتعلم ما يغطي كافة احتياجاته في المجال الذي يريد دراسته». وتؤكد فجر، الحاصلة على تقدير امتياز مرتفع في عامها الأول، أنه «يجب على الطلبة الملتحقين بالكلية ممن قادهم التنسيق إليها دون رغبتهم، أن يتأقلموا معها ويستمتعوا بالعلاقات الاجتماعية الجيدة والجو الأسري الذي تشتهر به، لأن هذا ما سيخفف وطأة دخول كلية غير متوافقة مع ميولهم ورغباتهم»، مؤكدة أن مجال الإعلام مفتوح ويتماس مع كل المجالات، «حيث يمكن لخريج الإعلام الذي يحب الهندسة وفشل في دراستها، أن يعالج موضوعات صحفية أو تلفزيونية تتعلق بالهندسة ومشاكل المهندسين».

واعتبرت فجر، أن «مقررات الكلية سهلة ولا تحتاج إلى مجهود كبير في المذاكرة، إلا أن الأبحاث والمشاريع التي تُطلب من الطالب على مدار السنة، هي التي تتطلب مجهودا كبيرا»، مؤكدة على التدريب في المؤسسات الصحفية المتاحة «حتى لو لم يكن هناك عائد مادي» مُرضي، موضحة أنه «على الطالب خوض التجربة في أكثر من مؤسسة والتعامل مع أكثر من سياسة تحريرية حتى يستطيع تكوين شخصية صحفية في النهاية»، مشددة على أهمية الأنشطة الطلابية التي لا تهدف للحصول على أي مقابل لتنمية مهارات الطلبة.

وترى فجر أن أقسام الكلية رغم أنها تبدو مختلفة، إلا أنها في جوهرها تشترك في أغلب المواد، «على سبيل المثال يدرس طلبة جميع الأقسام في السنة الثانية من الكلية، نفس المادة باستثناء مادتين فقط للقسم»، مشيرة إلى اعتراضها على فكرة التقسيم نفسها في إطار فكرة «الإعلامي الشامل الذي يتعامل مع كافة وسائل الإعلام، وهو ما يلجأ العالم كله إلى تطبيقه مؤخرا»، وفقا لفجر.

ويدرس الطالب في العام الأول، مادة اللغة العربية التي يحتوي مقررها على نصوص أدبية شعرية وقصصية بالإضافة إلى بعض القواعد النحوية، وما يتعلق بكتابة المقال، ويقوم بتدريس مقرراتها أساتذة من كلية دار العلوم، ومادة اللغة الإنجليزية التي يحتوي مقررها على موضوعات متعلقة بالإعلام (صحافة وإذاعة وتلفزيون وتسويق)، وإلى جانب اللغة العربية والإنجليزية يدرس الطالب مواد عامة تعريفية بجميع الأقسام، حيث يختار مجموعة من اثنين لدراستها في الفصل الدراسي الأول، على أن يدرس المجموعة الثانية في الفصل الدراسي، المجموعة الأولى هما مادتي الصحافة والإعلان، والثانية مادتي الإذاعة والتلفزيون والعلاقات العامة، مع دراسة مادتين اختياريتين، يتاح للطالب الاختيار من بين عدد من المواد، كتاريخ مصر وتاريخ العالم، والقانون الدولي والمدخل النفسي للإعلام والمدخل الاجتماعي للإعلام، ومادة الاقتصاد ومادة الإعلام العلمي، بحيث يختار مادتين للفصل الدراسي الأول، ومادتين للثاني.

ويبدأ التخصص في الكلية من السنة الثانية، حيث يختار الطالب واحد من 3 أقسام، أكثرهم عددا وإقبالا، قسم الإذاعة والتلفزيون المعني بتخريج مذيعي التلفزيون والراديو ومذيعي النشرات الإخبارية، والمعدين والمخرجين، ويسبق دخوله مقابلة شخصية لاختبار شخصية الطالب ومعلوماته العامة والوقوف على أسباب رغبته في الالتحاق بالقسم، ويقوم بإجراء المقابلة إعلاميون وأساتذة من الكلية، ثم يأتي قسم العلاقات العامة والإعلان، كثاني أكبر قسم من حيث الكثافة، ثم قسم الصحافة، الذي يسبقه مقابلة أيضا يقوم بإجرائها أساتذة من الكلية.