«جونتنامو».. الحلقة الأحدث فى ثلاثية يوسف زيدان - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 7:11 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«جونتنامو».. الحلقة الأحدث فى ثلاثية يوسف زيدان

غلاف رواية جونتنامو
غلاف رواية جونتنامو
الشروق
نشر في: الخميس 4 سبتمبر 2014 - 8:50 م | آخر تحديث: الخميس 4 سبتمبر 2014 - 8:52 م

- صاحب عزازيل: من العبث الكتابة عن أحداث تاريخية والواقع المصرى مشتعلا.

قراءة رواية «محال»، إلزامية لفهم رواية أخرى ضمن ثلاثية يوسف زيدان، التى تضم «جونتنامو»، ورواية ثالثة ستصدر بعنوان «نور»، رغم تأكيد زيدان أن الروايات الثلاث منفصلة. لكنها متصلة. بدأ زيدان الثلاثية بروايته «محال» التى تتحدث عن شاب مصرى يعمل فى مجال الإرشاد السياحى بأسوان ثم تتقلب به الأحوال حتى اعتقاله على الحدود الباكستانية ـ الأفغانية فى خضم الحرب التى شنتنها الولايات المتحدة على حركة طالبان الأفغانية بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.

أما رواية «جونتانامو» الصادرة عن دار «الشروق»، فتدور كلها فى المعتقل، بينما ستسرد رواية «نور» ما حدث مع الفتاة التى أحبها بطل «محال»، كما يوضح يوسف زيدان الحاصل على جائزة بوكر العربية عن روايته «عزازيل»، قائلا إن فكرة كتابة رواية «جونتنامو» جاءته من خلال إعجابه برواية «العجوز والبحر» للكاتب الأمريكى الشهير أرسنت همنجواى، ذلك الإعجاب دفعه لكتابة هذه الرواية التى رأيتها فى حلمى عندما كنت فى الإعدادية.

وأضاف زيدان: «جربت الفكرة فى الرواية، وكل الأماكن الموجودة بالرواية حقيقية ما عدا الشخصيات التى بها، وظللت أبحث عن معاناة الناس، فالبحث الذهنى هو التفكير فى الإنسان»، وأشار الدكتور يوسف زيدان فى إحدى الندوات إلى جماعة المورمورى التى تعتنق المسيحية، وأن هناك كتابا مقدسا طرحه خلال روايته، مؤكدا أن هذه الجماعة ليس لها كتاب مقدس إنما هو من فكر زيدان، وهذه هى النقطة التى يثيرها دوما يوسف زيدان فى رواياته، حيث يتوقع كما أكد من قبل: «نوعا من الاستنارة والإفاقة من توهمات كثيرة يعانى منها العقل العربى المعاصر بسبب الوعى التاريخى المغلوط وأنماط التدين المعكوس والأفكار المتعلقة بالثورة المصرية والثورات العربية». وقد فعل ذلك يوسف زيدان مع جمهوره، خلال إحدى حفلات التوقيع، محاولا عصف ذهن القراء بروايات مختلفة عن حقائق تبدو مسلما بها لدى المصريين، مؤكدا لهم أنه تعمد أيضا فعل ذلك مع الآيات القرآنية، رغم اعتراض بعض الشيوخ، لأنه يرى: «أن القرآن مكتوب بالرسم العثمانى، ولا ضرورة للالتزام بهذا الرسم». غير أنه أنهى سريعا حديثه الجدلى، ليدخل فى مناقشة روايته الجديدة، ليقول إن: «روايته مكتوبة فى الأساس لاستكشاف كيف عبر البطل السجين عن تجربته فى أشهر سجن، وكيف استطاع أن يعيش بعد ذلك». لافتا إلى أن الرواية نص أدبى يتحدث عن إنسان ما فى تجلياته المختلفة، فلا يهم الظواهر السطحية.

وقال زيدان إنه اعتمد على أسلوب الراوى العليم فى روايته الأولى «محال»، أما فى «جونتانامو»، فالبطل هو من يحكى، وفى «نور» سيجعل البطلة هى من تروى القصة، كما فعلت ماريا فى روايته «البنطى».

اللافت فى هذه الرواية، وقد أشاد زيدان بغلاف وليد طاهر وكتابة اسم الرواية بشكل صحيح، أن د.زيدان لم يشاهد المعتقل بنفسه، فلم يفعل مثلما عايش أماكن روايته الأولى «محال» فى طشقند وبخارى وسمرقند. وتعليقا على ذلك، قال يوسف زيدان إنه كان يحبس نفسه أياما طويلة فى المعمورة دون أن يرى وجه إنسان.

وعن ملاحظة أن الرواية ليس بها معلومات تاريخية كعادة روايات يوسف زيدان، قال: «القارئ يعرف معلومات كثيرة عن سجن جونتنامو، فلا أحتاج أن أسرد معلومات كما فعلت فى روايات تعود إلى أزمان قديمة». وأكد زيدان أن بعض القراء يطالبونه بروايات تاريخية على خطى «عزازيل»، إلا أنه: «يجد فى ذلك عبثا أن يكتب عن أحداث تاريخية والواقع المصرى مشتعلا».

لذلك يجد القارئ زمن الرواية فى سنوات حاضرة أو ماضية قريبة، خاصة عندما نقرأ أن البطل عائد إلى مصر يوم 28 مارس عام 2008، والذى يطلب من المضيفة قراءة بعض الصحف المصرية الصادرة حين ذاك، فعرضت عليه جريدة لم يرها مطلقا من قبل، يقصد «المصرى اليوم»، وبقراءته لمانشيتات الصفحة الأولى تمنى لو أنه لم يعد إلى مصر، لأنه قرأ: «رئيس مجلس الشعب: سرور يصرح بأنه قد آن الأوان ليكون للإخوان حزب سياسى»، وقرأ أيضا: «وزير الإسكان.. مغربى يصرح بأنه إذا فشل فى ما كلفه به مبارك بإنشاء 1500 وحدة سكنية، سوف يقدم رأسه على الطاولة للذبح»، وتابع قراءته «نواب البرلمان من الحزب الوطنى والإخوان يتفقون على موقف موحد من قانون الطفل المزمع إصداره».

ويختم زيدان روايته: «هذا السحاب الأبيض يذكرنى بالبهجة القديمة البيضاء. كأن كل ما كان، ما كان... ها هى الطائرة تهبط، فتنطوى مع هبوطها أيام الظلم والظلام، والحسرات التى لن تعود. أيامى الآتية ستمتلئ بفرح... وأمل... ونور»، انتظارا لرواية الثلاثة «نور



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك