فورين بوليسى تكشف تفاصيل تهريب السلاح القطرى لثوار ليبيا - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 6:19 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فورين بوليسى تكشف تفاصيل تهريب السلاح القطرى لثوار ليبيا

كتب- محمد هشام وأحمد أبوالمجد:
نشر في: الأحد 4 أكتوبر 2015 - 9:49 ص | آخر تحديث: الأحد 4 أكتوبر 2015 - 9:49 ص

• الدوحة استخدمت طائرات بوينج لنقل السلاح إلى الأراضى الليبية.. وشكلت شبكة من رجال دين وجهاديين سابقين ورجال أعمال لنقله إلى الثوار

• الإمارات قدمت دعمًا ماديًا ولوجستيًا للثوار.. والصحفى محمود شمام أقنع الدوحة بدعمهم

• قطر زعمت فى 2012 أن توريدها للسلاح جاء بالتنسيق مع حلف الناتو.. والمتحدث باسم الحلف ينفى

• مهرب ليبى لجأ إلى الأخوين صلابى لإدخال السلاح إلى الزاوية

• لجنة أممية: قطر ربما تسببت فى خرق حظر السلاح على ليبيا

فى مايو 2011، ساد القلق أوساط المعارضة المسلحة بعد 3 أسابيع من انتظار وصول المركب الذى ينقل شحنة من الأسلحة إلى مدينة الزاوية الساحلية الليبية، حيث كان يأمل المعارضون أن تدعمهم هذه الأسلحة فى حربهم ضد قوات العقيد الراحل معمر القذافى فى بنغازى.

وفى هذه الأثناء تلقى المهرب الليبى السابق أسامة كوبار، اتصالا من الطاقم ليخبره بأن المركب تعطل فى خليج سدرة. وحسب مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، استطاعت المركب الإبحار مرة أخرى، متفادية خطر مسح قوات القذافى المستمر للمياه فى خضم ثورات الربيع العربى. وعلى بعد 5 كيلومترات من شاطئ الزاوية، وضع طاقم الملاحة تحديا جديدا أمام كوبار، لأنهم لا يستطيعون الاقتراب أكثر من ذلك.

وأجرى كوبار اتصالات عدة لأفراد من المعارضة المسلحة الذين سارعوا بالإبحار فى ظلام الليل مستخدمين قاربا مطاطيا، لتبدأ عملية نقل صناديق الأسلحة التى احتوت على 600 بندقية بلجيكية، و10 رشاشات، و200 قنبلة يدوية، و100 رداء واق من الرصاص، و200 برميل من المتفجرات.

وفى أكتوبر 2011، استطاعت المعارضة المسلحة إسقاط النظام فى ليبيا، وقتل معمر القذافى، ويعود الفضل فى ذلك إلى أسلحة كوبار وداعمه الأكبر قطر، بحسب تقرير للكاتبة إليزابيث ديكنسون، فى مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية.

وقالت المجلة إن الإمارة الخليجية، التى حرصت على فرد عضلاتها بالشرق الأوسط، كانت أول من ينقلب شرعيا على نظام القذافى عام 2011، وذلك عبر الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنابر أخرى، طالبت فيها بتحركات دولية ضد الديكتاتور الليبى.

وبطرق غير شرعية، استخدمت الدوحة طائرتين بوينج لنقل الدعم والسلاح إلى ليبيا، حيث شكلت شبكة من رجال دين، وجهاديين سابقين، ورجال أعمال، وآخرين معتدلين، مثل كوبار، لتغذية الثورة الليبية بالمال والسلاح.

وأضافت المجلة أنه بحلول عام 2013 كانت ليبيا قد انهارت، وكانت قطر وشبكتها أحد أسباب هذا الانهيار، لافتة إلى أن الدوحة لم تكن هى الوحيدة التى دعمت المعارضة المسلحة. ورغم أن دولة مثل الإمارات قدمت دعما ماديا ولوجيستيا، فإنه لم يكن بحجم الدعم القطرى.

وقالت المجلة إنه بعد وصول ليبيا للانقسام الحالى بين حكومتين، مازال بعض وكلاء قطر باقين أملا فى فرصة للثروة والسلطة، ولكن الآخرين استسلموا مثل كوبار الذى يقيم الآن فى الدوحة، يفخر بعمليات التهريب التى أجراها، على الرغم من أنه يعبر فى حزن عن الوضع الحالى فى ليبيا قائلا إنه «فوضوى للغاية».

وتابعت المجلة قائلة إن الصحفى الليبى محمود شمام، رئيس تحرير النسخة العربية من مجلة «فورين بوليسى» التى توقفت عن الصدور، والصديق المقرب من حاكم قطر فى ذلك الوقت، أقنع النظام فى الدوحة بدعم الثورة الليبية فى أواخر فبراير 2011، فوافقت على إنشاء قناة تلفزيونية باسم «الأحرار»، ومكتب مؤقت للوافدين من المعارضة الليبية إلى قطر.

ونقلت المجلة عن كوبار أن شمام قال له: «أنا أستطيع أن أوفر بعض الدعم، دعنا نؤجر مكانا نستخدمه كغرفة عمليات»، لافتا إلى أنه تم تأمين غرفة فى فندق كمبنسكى الراقى بالدوحة، وتم تجهيزها بأجهزة الكمبيوتر وخطوط الهاتف. ولفتت المجلة إلى أن إدارة الفندق رفضت التعليق بحجة أنها لا تكشف عن معلومات تخص المستأجرين أو الضيوف.

وأضافت المجلة أن موافقة قطر على دعم الثورة الليبية لم يكن محض مصادفة، حيث إنها عملت خلال العقدين الماضيين، على توسيع نفوذها العالمى، فأقامت تحالفات مع دول الغرب ــ من ضمنهم الولايات المتحدة ــ وأنشأت الشبكة الأكثر مشاهدة فى العالم: الجزيرة.

وتابعت المجلة: «أن الدوحة قدمت دعما ماليا وماديا لحركات المقاومة الإسلامية فى مختلف أنحاء الشرق الأوسط، مثل حماس وحزب الله وفروع من جماعة الإخوان المسلمين»، معللة ذلك بأن التنظيم الدقيق والانتشار الواسع للإخوان المسلمين، جعلهم القناة المناسبة لتوسيع النفوذ القطرى.

ونقلت المجلة عن مدير مركز أبحاث الجزيرة، صلاح الدين الزين، قوله إن «قطر لم تميز الإخوان المسلمين لأى أسباب أيديولوجية، ولكنها اختارت أن تقف فى صف القوة الصاعدة». وأضافت نقلا عن مديرة معهد كارنيجى بالشرق الأوسط فى بيروت، لينا الخطاب، أن «قطر تتبع سياسة الباب المفتوح، تصنع الصداقات وتتفادى العداوات، حيث تتفاعل مع كل الأطراف فى الوقت ذاته».

المجلة عادت للحديث عن دعم الدوحة للثورة الليبية، حيث قالت إنها مع مرور الوقت، بدأت تبحث عن طريق لتقديم مزيد من الدعم المباشر للثوار فى ليبيا، فى ظل استخدام القذافى لقواته الجوية فى المعركة».

وأشارت المجلة إلى «إطلاق الدوحة حملة دبلوماسية مكوكية لإقناع جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولى لفرض منطقة حظر الطيران، وهو ما أيدته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا»، لافته إلى أنه فى 17 مارس 2011 أصدر مجلس الأمن قراره رقم 1973 حول منطقة حظر طيران فوق ليبيا والذى نص على إقامة منطقة أمنه واتخاذ جميع التدابير الضرورية لحماية المدنيين.

ولفتت المجلة إلى أنه «بعد أسبوع، أصبحت قطر أول دولة عربية توافق على القيام بطلعات جوية فى المنطقة، ولم يتوقف قادة الدوحة عن هذا الحد بل بدأوا فى توريد السلاح للثوار على الرغم من الحظر الأممى المفروض على توريد السلاح إلى لييبا».

ونقلت المجلة عن سيرجيو فيناردى، رئيس مجموعة «ترانس آرمز» الاستشارية، التى تعقبت عدة صلات قطرية بشحنات أسلحة غير مشروعة إلى ليبيا، قوله إنه «بالنسبة للدول الصغيرة مثل قطر، تكون مساهماتها سرية وتهدف بالأساس إلى أن يكون لها موطئ قدم ولعب دور فى هذا الوضع»، فيما أشارت المجلة إلى أن «دول أخرى قدمت أسلحة بما فى ذلك الإمارات وفرنسا»، على حد تعبيرها.

المهرب الليبي أسامة كوبار

 

وأوضحت المجلة أن لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة وجدت فى وقت لاحق أن قطر قد يكون له دور فى انتهاك الحظر على السلاح، مشيرة إلى أنه فى حين أن الدوحة أكدت عام 2012 أن أفعالها جاءت بتنسيق كامل مع حلف شمال الأطلسى (الناتو) وتحت مظلته. وقال المتحدث باسم الناتو فى بيان ورد إلى «فورين بوليسى»، إنه لا يوجد دولة قد أخطرت أو نسقت مع الحلف بشأن توصيل أسلحة إلى ليبيا.

وبحسب المجلة، اعتمدت قطر بشكل أساسى على الشقيقين الليبيين على وإسماعيل الصلابى وهما من الإسلاميين ويملكان اتصالات واسعة فى شتى أرجاء البلاد، لتوصيل السلاح للثوار، مشيرة إلى أن على ــ وهو رجل دين منفى سجن لفترة داخل سجن أبو سليم ــ مقيم منذ فترة طويلة فى الدوحة ويتمتع بعلاقة وثيقة مع النخبة السياسية فى قطر.

وأوضحت المجلة أنه بعد فترة وجيزة من تحقيق الثوار أول انتصار كبير تمثل فى هزيمة قوات النظام فى بنغازى فى 20 مارس 2011، بدأت طائرات قطرية تتحرك محملة بالأسلحة والذخيرة إلى مطار بنينة خارج المدينة، ثم تتولى شبكة تابعة للأخوين صلابى بإخراج المعدات وتوزيعها على الثوار.

وأشارت المجلة إلى «أنه على الرغم من وجود تغطيات واسعة النطاق حول تورط الأخوين الصلابى فى تهريب السلاح، رفض على الصلابى فى حديث للمجلة تأكيد أنه تلقى مباشرة شحنات أسلحة من قطر»

وأوضح أسامة كوبار أنه كانت توجد صعوبة فى نقل أسلحة للثوار فى غرب ليبيا عندما كان خاضعا لسيطرة قوات القذافى، وتحديدا مدينة الزاوية، لذا تواصل مع على الصلابى فى أبريل 2011 الذى أجرى بدوره اتصالا برجل فى بنغازى يمكن أن يوفر الأسلحة، فقام كوبار بتحديد قارب وأفراد طاقمه من خلاله تم توصيل أول شحنة أسلحة بحلول أواخر الشهر ذاته للزاوية.

وأشار كوبار إلى أنه بعد فترة ليست بالطويلة فرغت الأسلحة فى الزاوية، بفضل ثوار استقلوا قوارب مطاطية، أعقبه تصاعد للصراع المسلح هناك شارك فيه البعض من مقاتلى المعارضة الذين تلقوا تدريبا سريا من قبل القوات القطرية والفرنسية والبريطانية فى جبل نفوسة، وتمكنوا من إبعاد قوات القذافى بعد 24 ساعة فقط من القتال وذلك بمساعدة الضربات الجوية للناتو.

وأوضح كوبار أنه بعدما سيطر الثوار على الزاوية بالكامل فى 20 أغسطس 2011، وصلت إلى المدينة الدفعة الأخيرة من الأسلحة، وتضمنت 120 صندوقا تضمن 1500 طلقة كلاشينكوف و15 قذيفة صاروخية و10 رشاشات و60 صندوقا من الذخيرة، وكان شاهدا بنفسه على عملية توزيع الأسلحة على المقاتلين، لافتا أيضا إلى أنه فى غضون أيام سيطر الثوار على طرابلس.

ولفتت المجلة إلى المكانة التى صار يتمتع بها كوبار بعد سقوط النظام فى ليبيا وبزوغ فراغ السلطة فيها، حيث بات له مكتب فى الزاوية عبارة عن قاعة فخمة كان يستخدمها نائب قائد الجيش الليبى فى عهد القذافى، وقال كوبار إنه بات الوحيد الذى يورد أسلحة إلى الزاوية وأضحى أمراء الحرب يكنون له احتراما كبيرا».

وختمت المجلة بالقول: « إن العديد من المستفيدين من الصراع ــ الآن ــ لاعبون هامشيون فقط فى لعبة ما بعد الثورة، فعلى الصلابى يتحرك بين إسطنبول والدوحة، ويقول إن تراجعه عن السياسة كان خطأ، وفى الوقت نفسه، عاد شمام إلى حياته السابقة كصحفى، وفتح صحيفة إلكترونية مستقلة فى القاهرة، بعد أن أقالته الحكومة من على رأس قناة الأحرار فى 2014 فيما يعيش كوبار فى الدوحة الآن ويعمل معلقا على أحداث ليبيا: يكتب تقارير للجيش القطرى وينضم لحلقات النقاش، ولا يزال يتحدث بانتظام على قناة الجزيرة».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك