قائد فصيلة بالكتيبة 890 مظلات: الصواريخ المصرية أصابت جميع مركباتنا الموجودة فى المعركة - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 11:33 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قائد فصيلة بالكتيبة 890 مظلات: الصواريخ المصرية أصابت جميع مركباتنا الموجودة فى المعركة

حازاي دحبيش
حازاي دحبيش
إعداد- محمد حامد:
نشر في: الأحد 4 أكتوبر 2015 - 9:25 ص | آخر تحديث: الأحد 4 أكتوبر 2015 - 11:33 ص

• أصيب كل من خرج من الخنادق المحصنة.. هذه المعركة كانت مقتلة أكيدة للإسرائيليين

نشر موقع «كيبوريم»، الذى أنشئ خصيصا لجنود الجيش الإسرائيلى، ليرووا حكايات المعارك والأسر فى حرب أكتوبر على الجبهتين المصرية والسورية، رواية الملازم «حازاى دحبيش»، الذى شارك فى معركة «المزرعة الصينية» كقائد فى الكتيبة 890 المظلية الإسرئيلية، وهي الرواية التي جاءت كالتالي..

عند ظهيرة يوم الأربعاء 17 من أكتوبر 1973 أخليت قيادة اللواء 35 ومعظم مقاتلى الكتيبة 890 عن المزرعة الصينية، وعاد بعضهم سائرا على قدميه وبعضهم على ظهر المدرعات. وبقيت فصيلة مظليين واحدة من السرية الثانية بقيادة الملازم حازاى دحبيش ابن العشرين عاما، على بعد 30 مترا تقريبا من الخط الأمامى للمصريين، ضمت هذه الفصيلة عشرين مقاتلا من المظليين وجنود المدرعات ــ من كتيبة إيهود باراك الذين نجوا من دباباتهم المحترقة ــ وكان معظمهم جرحى.

فى الصباح الباكر لاحظ دحبيش أن الوحدات الخلفية للكتيبة يتم إخلاؤها إلى الخلف بعيدا عن منطقة النار. لم يعطنى أحد أمرا بالانسحاب، كان ذلك الأمر غريبا بالنسبة لى. كان دحبيش يعتبر أن مهمته هى التغطية على انسحاب الكتيبة، وكان شديد الفخر بذلك، بدأ دحبيش يشعر بالقلق بعد أن اختفى باقى المظليين وراء الكثبان الرملية، ولم يكن قد تلقى أمرا بالانسحاب بعد. حاول الاتصال بقائد الكتيبة إيتسيك مردخاى، لكن جندى الاتصالات طلب منه الانتظار مرارا وتكرارا دون أن يرتب اتصالا بينهما. وفى المقابل فإن مردخاى عندما كان عقيدا فى الخدمة العاملة زعم فى مقابلة مع موشيه زوندر بصحيفة معاريف أنه أعطى دحبيش أمرا بالانسحاب.

اتضح أن الكاذب هو مردخاى. وفقا لجميع الشهادات كان مردخاى فى ذلك الصباح شخصا محطما، ولم يؤد مهامه، شاهدوه يجلس بمفرده داخل مقر القيادة، وهو يضع رأسه بين يديه. كان يعطى إجابات غير ذات صلة بالأسئلة والاستفسارات، هذا الوضع يختلف 180 درجة عن الصورة التى رسمها لنفسه طوال 30 عاما، والتى جعلت حياته المهنية لامعة سواء فى الجيش أو فى الحياة السياسية، حتى قضى عليها هو بنفسه، ورغم ذلك يجب علينا أن نذكر أن مردخاى تعافى بسرعة مذهلة، وعاد لقيادة الكتيبة، وقادها فى تلك الليلة مرة أخرى إلى المزرعة الصينية.

فى نحو الساعة التاسعة، وبعد أن قطعت جميع القوات الأخرى ــ بما فى ذلك قائد الكتيبة مردخاى، وقائد اللواء عوزى يائير، ونائبه أمنون ليبكين شاحاك ــ الاتصال بالمنطقة التى تتعرض للقصف النارى، انضمت كتيبة مكتظة بالجند إلى قوة دحبيش. كان نائب قائد السرية السابق الملازم بنتسى عتسيون قد استدعى هذه المدرعة من أجل إخلاء الجندى إيال راز الذى أصيب بإصابات خطيرة.

كما أخلى مصاب آخر وسبعة مقاتلين. ركب بعضهم على جوانب المدرعة، لاحظ دحبيش الذى كان يستقل المدرعة أن بعض جنوده لم ينجحوا فى الصعود إلى المدرعة، فنزل حتى لا يتركهم دون قائد، وعندما دقق النظر فى المدرعة المبتعدة رأى بنتسى. صاح فيه بنتسى طالبا منه أن يعود فى مدرعة إخلاء أخرى خالية بأسرع ما يمكن، لكن بنتسى لم يعد بعد أن صدر الأمر بعدم دخول أى مركبة إلى المزرعة الصينية لأن صواريخ ساجر المصرية أصابت جميع المركبات التى كانت موجودة وقتئذ فى المزرعة.

بعث يائيرى قائد اللواء بنتسى ورؤوفين وستة جنود آخرين إلى الكثبان الرملية القريبة من محور عكافيش المفتوح والذى يبعد 600 متر تقريبا عن حازاى، وطلب منهم إبلاغه ما إذا كان قد بقى هناك جنود فى منطقة النار، بقيت قوة المراقبة هذه فى مواقعها حتى أخلى حازاى وجنوده عند حلول المساء.

وهكذا ومنذ الساعة التاسعة صباحا بقى 11 مظليا بمفردهم فى مواجهة القطاع الجنوبى للفرقة 16 المصرية، لم يتمكنوا من المغادرة سيرا على الأقدام لأن المنطقة كانت مكشوفة للمصريين وتتعرض للقصف النارى، وأصيب كل من خرج من الخنادق التى حصنت. كانت تلك مقتلة أكيدة.

وبنظرة واقعية لم يكن لدى هؤلاء فرصة معقولة للنجاة، قتل قائد السرية ياكى ليفى فى بداية المعركة، لم يجر حازاى أى اتصال بقائد الكتيبة مردخاى أو رجاله لعدة ساعات، وفى المقابل كان حازاى على اتصال دائم مع قائد اللواء عوزى يائير الذى قيل عنه فيما بعد إنه لم يؤد مهامه، واتضح أن هذه القصة أكثر تعقيدا.

الصراع على الحقيقة
من بين المتطوعين الأربعة الذين كانوا على متن المدرعة ــ القائد جدعون ديفورتسكى، والسائق أوفير بيت ىرييه، ويهودا حدادا، وجيورا شوهيم ــ لم يبق على قيد الحياة سوى يهودا حداد، بينما قتل الثلاثة الآخرون بعد بضعة أيام نتيجة إصابة مباشرة لصاروخ مصرى أطلق من غرب قناة السويس. روى لى يهودا حداد الذى صار فبما بعد خبيرا هندسيا ورئيسا لأكاديمية كلية التكنولوجيا فى بئر سبع» فى ذلك الوقت كنت قد أنهيت دورة قائد فصيلة فى كتيبة المشاة المدرع التابعة للواء المدرع. وعند اندلاع الحرب بقيت فى القاعدة بسبب مرضى.

وعندما رأينا فى القاعدة أن الحرب بدأت تطول أخذنا مقاتلين ومدرعة من المخازن وزودناها بكل شىء، وقررنا الانضمام إلى اللواء على جبهة قناة السويس. اتضح لاحقا أن العملية مستحيلة، فتم إلحاقنا بقاعدة جوليس، ومن هناك انضممنا إلى سرية المدرعات فى الكتيبة 100 التى كان يقودها ضباط عادوا من الخارج للتو للمشاركة فى الحرب بقيادة إيهود باراك الذى عاد هو أيضا. وصلنا إلى جبهة القناة فى الوقت نفسه الذى أرسل فيه المظليون إلى المزرعة الصينية. استخدم قائد السرية مدرعتنا، أما أنا فقد عينت فى قيادة خلية الحرب.

ومع بزوغ فجر الـ17 من أكتوبر كنا منشغلين فى إنقاذ المظليين. وفى الساعة الخامسة قبل المغرب استدعى قائد السرية لمقابلة قائد الكتيبة. تحدث قائد السرية جدعون دبورتسكى مع إيهود باراك، وبعد فترة من الزمن عاد قائد السرية وقال لنا: لقد عهد إلينا بمهمة بالغة الخطورة، أن ندخل منطقة قصف نارى، وننقذ مظليين محاصرين، خرج فى تلك المهمة المتطوعون فقط. تطوع ثلاثة، وفى الساعة السادسة مساء تقريبا انطلقنا إلى المزرعة الصينية تحت غطاء قصف من الدبابات والمدفعية وسحب الدخان الكثيف، وصلنا بسرعة إلى المكان وأنقذنا المحاصرين».

حصل جدعون دفورتسكى بعد وفاته على نيشان الشجاعة الذى كان بالفعل وساما لكل المجموعة. قال لى الببروفيسور حداد على الرغم من أننى الوحيد الباقى على قيد الحياة من طاقم المدرعة، فإن أحدا من شعبة التاريخ فى الجيش أو من المظليين لم يكلف نفسه عناء إجراء بحث معى عن هذه العملية، وهذا أمر غريب جدا بالنسبة لى.

انتهت معركة المزرعة الصينية، وبدأت معركة كشف الحقيقة، وهى المعركة المستمرة حتى الآن، فى سنوات الثمانينيات عقدت ندوة فى التليفزيون الرسمى حول معركة المزرعة الصينية دعانى المنتجون للمشاركة فى النقاش، وعندئذ أعلن إيتسيك مردخاى أنه لن يشارك فى الندوة إذا شارك دحبيش، فألغيت الدعوة التى وجهت إلى، لقد فضل التليفزيون الرسمى مردخاى على دحبيش وفقا لتقاليد التليفزيون غير الاحترافية، وفى عقد الثمانينيات أجرى موشيه زوندر مقابلة مع مردخاى فى صحيفة معاريف، ويتضح من حديث مردخاى أن دحبيش اختبأ وراء الكثبان الرملية، ولذلك لم يتم إخلاؤه فى الوقت المناسب، وقال أيضا إنه لن يرسل سرية لتنقذ دحبيش لأن ذلك أمر بالغ الخطورة، أما دحبيش فقال إن قائد الكتيبة السابق وعصابته يختلقون عنى قصصا لم تحدث، لا يوجد ما هو أكثر إهانة لضابط مظلات نموذجى مثلى من أن يقال له: أنت لا تعرف القيادة، ولا التنقل، واختبأت فى المعركة.

إقرأ أيضاً:

المؤرخ العسكرى الإسرئيلى أورى ميليشطاين: «المزرعة الصينية» نموذج للفشل الاستخباراتى الإسرائيلي فى حرب يوم الغفران



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك