«الشروق» تكشف فى تحقيق استقصائى: الطريق إلى الدار الآخرة مفروش بـ«الأدوية المغشوشة» (2ــ2) - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 8:08 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«الشروق» تكشف فى تحقيق استقصائى: الطريق إلى الدار الآخرة مفروش بـ«الأدوية المغشوشة» (2ــ2)

ادوية مغشوشة - تصوير: احمد عبد اللطيف
ادوية مغشوشة - تصوير: احمد عبد اللطيف
تحقيق ــ مصطفى حمدى:
نشر في: الثلاثاء 4 أكتوبر 2016 - 11:23 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 4 أكتوبر 2016 - 2:04 م
- مافيا فضائية للنصب على مرضى السكر والضعف الجنسى

- مصانع «بير السلم» استغلت ارتفاع سعر «هيومان ألبومين» وزيادة الطلب عليه لتحقيق مكاسب طائلة

- خلط الأدوية المغشوشة بالأصلية وبيعها للصيدليات بأسعار مخفضة وبخصومات كبيرة

- تحليل العينات التى حصلت عليها «الشروق» أظهرت انخفاض نسب التركيز بها وانتهاء صلاحيتها

- المصريون يقبلون على شراء منشطات جنسية مغشوشة بها مواد مجهولة المصدر

- «أكياس القهوة» الجنسية تحتوى على مادة «الدابوكستين» المضادة للاكتئاب وتؤدى للوفاة

- «الصيادلة» تطالب بوضع «باركود» على علب الدواء لتتبع خط سيرها.. ووكيل النقابة: القانون لا يُفعل على أصحاب الصيدليات الكبرى

- المنشطات الجنسية الأكثر رواجًا على أرصفة وسط البلد ووسائل التواصل الاجتماعى وسط عجز الرقابة

- «التفتيش الصيدلى»: 2% فقط من الصيدليات تبيع أدوية مغشوشة ويوجد قصور فى التشريع

- مريضة بالسكر تتعرض للنصب بشرائها عقارًا روَّج له مطرب شهير

- أستاذة بـ«طب قصر العينى»: ألم المرضى وحلمهم بالشفاء وراء رواج المنتجات المجهولة

فى الحلقة الأولى من هذا التحقيق الاستقصائى، كشفت «الشروق» عن نتائج فحص أكثر من 250 نوع دواء تبين أن 24 نوعا منها غير صالحة للاستخدام، ولاتزال تتداول فى الصيدليات، على الرغم من وجود تحذيرات من بيعها من وزارة الصحة وإدارة التفتيش الصيدلى.

وفى الحلقة الثانية من التحقيق، تواصل «الشروق» كشف المزيد من الأدوية المغشوشة، التى يدخل فى مكوناتها زلال البيض ومحلول الملح، وتتسبب فى حالات وفاة مباشرة وغير مباشرة للمرضى، بعد استخدام مافيا الدواء زجاجات الدواء الفارغة التى تباع بمنطقتى «كلوت بك» و«المطرية»، وإعادة تصنيعها بمواد قاتلة وغير فعَّالة وبدون تكلفة؛ بهدف تحقيق مبالغ مالية طائلة.

سلمت «الشروق» عينات الدواء المشتبه فى مكوناتها إلى المعمل، وطلب منا الطبيب المسئول، شراء عينات أصلية من كل نوع لمقارنتها بداية على جهاز «hplc»، الذى تستخدمه مصانع الأدوية فى قسم المختبرات لفصل المادة الفعالة من مكونات الدواء وتحديد تركيزها ومعرفة مكونات العقاقير، وشمل الاتفاق أن نرسل الدواء الذى تختفى فيه المادة الفعالة إلى أحد المتخصصين فى إحدى كليات العلوم، للتعرف على مكونات المادة المغشوشة الموجودة بداخلها.

وأظهرت المؤشرات الأولية لتحليل العينة الأولى من عقار «هيومان ألبومين» المستخدم فى علاج الكبد، والذى حصلت عليه «الشروق» من صيدلية «س» بشارع ترعة المجنونة ببولاق الدكرور، أن الدواء مغشوش بنسبة 100% ولا توجد به أى مؤشرات على وجود مادة «الألبومين» بداخله، كما أظهرت نتائج العينة الثانية والثالثة لعقار «الألبومين» وجود 50% فقط من الألبومين المُركز، ونسبة كبيرة من الشوائب التى تسببت فى تجلط للبروتين الموجود داخل العبوة لدرجة أنه يرى بالعين المجردة.

وكشفت نتائج عقاقير «فلومكس، وسيفاكسون1 جم، وسيفاكسون 500 جم، وفورسيتكس 1 جرام، وكيبراليكس 10 م جرام، وميريونال، وأوجمانتين، وهيومان ألبومين، والتامول» انخفاض نسب التركيز فى كل منها بنسب تتراوح بين 10% و50% فقط عن النسب المدونة على العبوة، بالإضافة إلى انتهاء صلاحية البعض الآخر منها.

مخاطر الأدوية ومكوناتها

الدكتور مروان سالم، إخصائى الصيدلة الإكلينيكية والباحث فى الدواء والغذاء، استكمل تحليل عقار «هيومان ألبومين» ــ الذى انتشر أخيرا بشكل كبير فى الصيدليات ــ للتعرف على مكوناته، بناء على طلب «الشروق»، وتبين أنه عبارة عن محلول ملح مضاف له بعض فيتامين«c» لإعطائه اللون الأصفر وزلال البيض لإعطائه الرغوة، وكشف أن هذا العقار تسبب فى وفاة أعداد كبيرة من مرضى الكبد لافتقاده مادة «الألبومين» التى تعالجهم من الاستسقاء.

وقال سالم إن تلك المواد الخطيرة جدا تسبب حساسية شديدة، وهو ما يؤدى لوفاة المريض بمجرد تناولها، مشيرا إلى أن تجار الدواء ومصانع «بير السلم» استغلوا الارتفاع الكبير فى سعر العقار، وزيادة الطلب عليه، لتحقيق مكاسب طائلة على حساب حياة المرضى، مؤكدا أنهم يقلدون أصنافا من حقن المضادات الحيوية وينسخون بيانات العلبة والعلامات المائية من الخارج، ما يجعل الصيدلى غير قادر على التفريق بين النسخة الأصلية والمغشوشة، ولفت إلى أن تلك العبوات تحتوى على مواد غير فعالة تؤدى إلى حساسية شديدة عند تناولها، كما أنها تسبب فى مضاعفات أخرى لبعض المرضى مثل الفشل الكلوى والكبدى.

وطالب سالم الجهات الرقابية مثل جهاز حماية المستهلك ومباحث التموين والتفتيش الصيدلى ووزارة الصحة، بضرورة التفتيش الدورى على كل الأدوية الموجودة بالصيدليات وأخذ عينات منها وتحليلها للتعرف على محتوياتها، مشيرا إلى أن بعض مخازن الأدوية المجهولة تخلط الأدوية المغشوشة مع الأصلية وتبيعها للصيدليات بأسعار مخفضة وبخصومات أكثر من المعتادة.

وقال إخصائى الصيدلة الإكلينيكية إنه تم إغراق السوق المصرية بالكامل بالعديد من المنشطات الجنسية المغشوشة، التى تحمل أسماء غريبة مثل «الصاروخ» و«التايجر» و«الأسد» و«حتى مطلع الفجر» و«ملك النمر»، مشيرا إلى أن التحاليل أثبتت أنها تحتوى على مواد مجهولة المصدر، وهرمونات جنسية بنسب عالية ومادة السلديناسين، وتباع «دليفرى» عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، مؤكدا أن المصريين يقبلون عليها بشكل كبير، طبقا للإحصائيات التى أجراها المجلس القومى للدواء.

وأضاف سالم أن تلك المنتجات تتنوع ما بين«جيل» و«أقراص ملونة» و«اسبراى» يستخدم كمخدر موضعى للأعضاء التناسلية و«لبان جنسى» لزيادة الرغبة الجنسية، محذرا من أن تلك المنتجات تؤدى إلى ضعف جنسى فى المستقبل القريب، وأشار إلى أن «أكياس القهوة» الجنسية هى أبرز ما صنعته مصانع «بير السلم»، وأثبت التحليل، الذى أجراه بناء على طلب «الشروق»، أن بداخلها هرمونات جنسية ومادة «الدابوكستين» المضادة للاكتئاب.

وتابع: «بالبحث عنها تبين وفاة أكثر من حالة من بينها (م.ج)، 50 عاما، من الدقى بالجيزة، الذى تزوج من أخرى وتناول تلك القهوة التى أودت بحياته على الفور نتيجة هبوط حاد فى الدورة الدموية».

وحذر سالم من سيل الإعلانات الفاضحة التى انتشرت على بعض فضائيات، التى تروج لتلك المنتجات مجهولة المصدر خلال الفواصل الإعلانية، حيث تستغل جهل بعض المشاهدين بمحاولة إقناعهم بأن تلك المنتجات تم تسجيلها بوزارة الصحة، مشيرا إلى أنها فى الحقيقة تحمل رقما وهميا، وأضاف أن القانون الخاص بالصيدليات وتداول الأدوية رقم 127 لسنة 1955، يمنع منعا باتا الإعلان عن أى أدوية فى وسائل الإعلام، ما يثبت مخالفة تلك الشركات المزيفة للقانون.

أسباب انتشار الأدوية المغشوشة

قال الدكتور مصطفى الوكيل، وكيل النقابة العامة للصيادلة، إن النقابة تطالب بضرورة بدء تفعيل نظام التتبع من خلال وضع «باركود» على كل علبة دواء، لمعرفة خط سيره منذ أن كان مادة خاما حتى وصوله للمريض، مؤكدا أن انتشار الأدوية المغشوشة أخيرا يرجع لسببين، أولهما أن التجار يركزون على جذب المواطن عن طريق السعر المنخفض، فهناك أدوية يصل سعرها لـ300 جنيه، إلا أن التجار يوزعونها على الصيدليات بأسعار أقل من 100 جنيه، وبالتالى يقبل المواطن عليها، خصوصا مع موجة ارتفاع الدواء خلال الأيام الماضية، بينما يتمثل السبب الثانى فى توفير تلك الأدوية بشكل كبير.

وأضاف الوكيل أن هناك أزمة حقيقية تواجه الجهات الرقابية، وهى عدم القدرة على تفعيل القانون بشكل حازم على أصحاب الصيدليات الكبرى، والتى تتجاوز فروعها المئات على مستوى الجمهورية، مؤكدا أن الجهات الرقابية ضبطت أدوية بملايين الجنيهات بإحدى الصيدليات، لكنها لم تتمكن من حبس صاحبها بسبب نفوذه أو وجود ثغرات قانونية تمكنه من الخروج من القضية دون عقاب.

وأشار إلى أن النقابة بصدد تفعيل قانون سيتم عرضه على مجلس النواب خلال الأيام القادمة، مشددا على صعوبة تعرف المواطن العادى أو الصيدلى على معظم الأدوية المغشوشة، وطالب الجهات الرقابية بإجراء تحاليل دورية على منتجات الصيدليات، خصوصا أدوية الأمراض المزمنة كالضغط والسكر وأمراض الجلطات.

وتابع: «المنشطات الجنسية هى أكثر تلك الأدوية رواجا، وتباع على أرصفة وسط البلد ووسائل التواصل الاجتماعى، وهو ما يشير إلى وجود أزمة وعى لدى المواطنين، خصوصا أن صناعة تلك الأدوية غالبا ما تكون عن طريق مصانع بير السلم، وتستخدم ماكينات مستعملة وتقوم بتصنيع أقراص الأدوية بتركيبات مغشوشة مخالفة لمعايير منظمات الدواء، أو مادة فعالة بنسب ضئيلة، وبدون تعقيم وهو الأمر الأخطر»، مؤكدا أن النقابة ستنظم حملة توعية بالاشتراك مع عدد كبير من الأندية والهيئات الرقابية خلال الأيام القادمة لمواجهة تلك الأدوية.

ومن جانبها قالت الدكتورة مديحة أحمد، مدير إدارة التفتيش الصيدلى، إنه يوجد نحو 50 ألف صيدلية و3 آلاف مخزن على مستوى الجمهورية، مؤكدة أنه ثبت أن 2% فقط منها تبيع أدوية مغشوشة أو متورطة فى مخالفات أخرى، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدها، وأشارت إلى وجود قصور فى التشريع، وأن العقوبات التى ينص عليها القانون لمعاقبة المخالفين ليست كافية، كما أن عدد المفتشين على الصيدليات لا يتجاوز الـ1500 تقريبا، مؤكدة أنها تسعى جاهدة لزيادة هذا العدد بهدف حماية المستهلكين والمرضى من الأدوية المغشوشة.

وأكدت أن الحملات كشفت خلال الفترة الماضية عن إخفاء بعض الصيادلة الأدوية غير المرخصة خارج الصيدلية أو فى محال مجاورة أو داخل ماكينات الدليفرى، مشيرة إلى أن هيئة التفتيش تحلل أى أدوية يشتبه فى غشها، حتى ولو كان مدونا عليها رقم تسجيل وزارة الصحة.

ضحايا النصب

التقت «الشروق» عددا من ضحايا الأدوية المغشوشة، وقالت «نجلاء. س»، 48 عاما، إنها اشترت عقارا ادعت إحدى القنوات الفضائية بأنه يعالج السكر وسعره 1250 جنيها، مشيرة إلى أن ترويج المطرب إيهاب توفيق له أعطاها الثقة لشرائه، أملا فى الشفاء.

وأضافت: «اتصلت بالأرقام المدونة على الشاشة، فردت سيدة علىَّ، وطلبت منها إرسال علبة، بعدما أكدت أن العلاج أمريكى سعودى ويتسبب فى الشفاء بشكل نهائى بمجرد تناول جرعة كاملة، وتسلمت العلاج بعد يومين وانتهيت من الجرعة بشكل كامل، ولم تتحسن حالتى الصحية، وعندما ذهبت إلى الطبيب المعالج ضحك بسخرية، وأكد أنه لا يوجد دواء يقضى على السكر بشكل نهائى خلال أسبوعين، وأنى تعرضت لعملية نصب، وأن هذا الدواء غير مرخص».

بدورها تتبعت «الشروق» القناة الفضائية التى يذاع عليها الإعلان وتبث من دولة خليجية، وتبين أنه يبدأ بموسيقى مصحوبا بالبشرى التى يقدمها المطرب إيهاب توفيق، ثم تتغير الكلمات مصحوبة بموسيقى صاخبة على «علاجنا حصرى أمريكى عصرى»، فيرد الفريق فى خلفية الأغنية «Goodbye diabetes» أى «بالسلامة يا سكر»، واستخدم الإعلان أطفالا يغنون ويحملون لافتات «خلاص هنجرى ونلعب ونفرح.. وانتصرنا على السكر.. بفضل الله تم شفاء مليون حالة»، واستكمل المطرب أغنيته قائلا: «الدواء هدية (...) فى خلطة سحرية لأبوقرش على أبوقرشين»، وفى نهاية الإعلان يعرض المطرب أرقام التليفونات بصوته، مطالبا جميع المرضى بالاتصال حتى يتمموا شفاءهم.

وخصصت القناة 3 أرقام للحصول على العلاج، أحدها سعودى والثانى مصرى والثالث للاتصال من باقى الدول الأخرى، واتصلت «الشروق» على الرقم المصرى، فردت سيدة تدعى نجلاء: «خير يا فندم؟»، ودار هذا الحوار:

المحرر: «والدى مريض بالسكر وكنت محتاج اشترى كورس».

السيدة: «إحنا تحت أمرك يافندم».

المحرر: «سعره كام؟».

السيدة: «1250 جنيها غير مصاريف الشحن».

المحرر: «هل نسبة الشفاء مضمونة؟»

السيدة: «كل المرضى اللى أخدوه اتعالجوا الحمد لله بشكل نهائى».

المحرر: «الدواء ده مسجل بوزارة الصحة؟».

السيدة: «أيوا مسجل بوزارة الصحة فى مصر والسعودية كمان وحضرتك بتاخد فاتورة».

المحرر: «طب ممكن أجى أخد الدواء من عندكم؟».

السيدة: «لأ يافندم احنا بنيجى لغاية حضرتك، لأننا وكيل وملناش مكان محدد».

المحرر: «أنا بس خايف أشتريه لأنى مسمعتش حد جربه قبل كده».

السيدة: «لأ إزاى.. احنا بعنا منه أكتر من 700 ألف علبة فى شهر واحد داخل مصر».

المحرر: «خلاص أنا محتاج جرعة كاملة».

السيدة: «ممكن عنوان حضرتك؟».

وأبلغ المحرر السيدة بالعنوان، وخلال يومين حضر المندوب وفى يده برطمانان وتسلم 1250 جنيها وفاتورة أخرى برقم 00235 باسم المؤسسة الطبية السعودية.

وبفحص العلبة تبين أنه مدون عليها العلم الأمريكى وعبارة «Goodbye diabetes»، بالإضافة إلى عبارات أخرى بالإنجليزية تحفز على شراء المنتج وتواريخ الإنتاج والصلاحية، دون التطرق إلى مكونات المنتج أو روشتة طريقة تناوله.

علاج قاتل

توجهت «الشروق» إلى الدكتورة إيناس شلتوت، أستاذ أمراض السكر والغدد الصماء بكلية طب قصر العينى، ورئيس الجمعية العربية للسكر والميتابوليزم، وقالت إن هذا الدواء كارثة وجريمة مكتملة الأركان شارك فيها للأسف مطرب محبوب، ويتداوله الناس على أنه اختراع سعودى أمريكى، وأكدت أنه «سم قاتل» يروج بالنصب والدجل ويشتريه مرضى السكر فى مصر بالملايين.

وهاجمت شلتوت المطرب بقوة، متسائلة: «كيف يتحول من أحد صناع الوعى لشخص يغنى لشىء لم يشاهده؟»، مؤكدة أنه شريك فى الجريمة، لأنه شاهد مجرد كيس أو برطمان يعرف أنه وهم وخداع ولم يصادفه فى أى صيدلية محترمة، وشددت على أن العشرات من المرضى سألوها عن هذا الدواء، لكن أكثر ما أدهشها أن أستاذة فى قصر العينى لديها طفل مريض بالسكر سألتها عنه.

وتساءلت شلتوت: «إزاى يظهر دواء جديد دون أن يعلم عنه الأطباء شيئا؟»، وتابعت: «المريض بيتعلق بقشاية مهما كانت درجة علمه، وخصوصا لو المريض ابنه، وهو ما يمنح هذه المنتجات المجهولة رواجا، لأنها تستغل ضعف وألم وأوجاع المرضى وحلمهم بالشفاء التام من الأمراض المزمنة».

وقالت إن السكر من الأمراض المزمنة التى لا شفاء منها إلا فى حالة واحدة، وهى أن يكون المريض مصابا بسكر النوع الثانى ولديه سمنة، وبتخلصه من السمنة يمكن أن تتحسن حالته، أما باقى مرضى السكر فيجب ألا يتوقفوا بأى حال من الأحوال عن تناول الأدوية المعروفة طوال حياتهم.

وأوضحت أن أى دواء جديد يجب أن يمر بأربعة مراحل، تبدأ بالتجربة على الحيوانات، ثم الاختبارات المعملية، ثم التجربة على المرضى بشروط وأعداد محدودة وبموافقات عديدة، ثم تجربته مرة أخرى قبل طرحه تجاريا، مؤكدة أن التجارب على الأدوية تستمر نحو 10 سنوات، وبعدها يجب أن يحصل على موافقة منظمة الأغذية والعقاقير الأمريكية والمنظمة الأوروبية للأدوية.

وتساءلت: «ماذا لو استخدم الأطفال المرضى هذا الدواء الوهمى حتى يستريحوا من عناء الحقن بالأنسولين، فتعرضوا لغيبوبة أو مات بعضهم؟».

إيهاب توفيق يرد

وجهت «الشروق» للمطرب إيهاب توفيق سؤالا عن اتهامه بالترويج لعقار «Goodbye diabetes»، فرد قائلا: «تلقيت بعض الرسائل والمكالمات تستفسر عن العقار، الذى قمت بغناء الأغنية المستخدمة فى الدعاية التلفزيونية له، عن طيب خاطر وحسن نية، وذلك بناء على طلب صديق لى يعمل فى مجال الموسيقى، وأبلغنى أن هذا الدواء أمريكى مرخص به من الجهات المختصة، وأثبت فعاليته فى علاج المرضى، وأحببت أن أشارك وأسهم فى وصول هذا الدواء إلى كل المرضى للمساهمة فى شفائهم وأن أكون سببا فى إسعادهم».

وتابع: «هذا المنتج لا يخصنى وليس لى أى ربح مادى من ورائه، فإن كان هناك أى شكاوى من أنه غير فعال فهذه مسئولية الشركة المنتجة والجهات الرقابية والطبية المختصة، حيث كذب منتجو العقار علىّ ليستخدموا اسمى وصوتى وصورتى فى عمل الإعلان.. ومن جهتى أخلى مسئوليتى أو أى صلة لى بهذا الدواء».

اقرأ أيضًا

«الشروق» تكشف فى تحقيق استقصائى: الطريق إلى الدار الآخرة مفروش بـ«الأدوية المغشوشة» (1-2)



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك