كشف رئيس حزب" التوحيد العربي" والوزير اللبناني السابق وئام وهاب مساء أمس الاثنين عن نقاش يجري بين قوى "8 آذار" حول جدوى استمرار تكليف الحريري بتشكيل الحكومة.

كلام الوزير السابق جاء في حديث لقناة الميادين العربية التي تبث من لبنان، وتمحور حول تداعيات حادثة بلدة " الجاهلية" يوم السبت الماضي حيث توجهت حوالي 15 سيارة تابعة لفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، إلى منزل وهاب في بلدة الجاهلية( في جبل لبنان)، لتبليغه دعوى قضائية على خلفية تداول فيديو يتعرض فيه وهاب لعائلة الحريري ومن بينهم رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، حيث تصدى لها عدد من مناصري وهاب في محيط المنزل، وأسفرت المواجهات عن مقتل مرافق وهاب، محمد أبو دياب.

وكشف وهاب، وهو حليف درزي لجماعة حزب الله الشيعية القوية وتربطه علاقات وثيقة بدمشق، عن "وجود نقاش داخل قوى 8 آذار حول جدوى استمرار سعد الحريري في تكليفه بتشكيل الحكومة"، مضيفاً: "لدي شعور أنه لن يكون رئيساً للحكومة".

وقال الوزير السابق إنه " تأكد اليوم أن الرصاصة التي أطلقت على مرافقه أتت من مسافة 300 متر"، مضيفاً: "تأكدنا أن الخطة كانت تهدف إلى اغتيالي".

وأعلن وهاب أن "دم أبو دياب على جبين سعد الحريري"، واصفاً إياه بأنه "رجل مفلس مالياً وسياسياً"، على حد تعبيره.

وتابع وهاب: "سعد الحريري بالنسبة لنا هو مجرم ونحن نريد دم محمد أبو دياب".

ووصف الوزير وهاب موقف حزب الله من هذه الحادثة بـ "الموقف الوطني الكبير"، مضيفاً: "وصلنا من حزب الله أنه متضامن معنا ومع الدروز ومع الجبل وأنه يرفض المس بأي حليف من حلفائه، وقال "الأمر بأكمله الآن أصبح بيد السيد حسن نصرالله".

وعن المشهد الدرزي الداخلي أثنى وهاب على موقف المشايخ من الموحدين "الذي أكد أن ما حصل هو اعتداء على كرامة الجبل".

واعتبر أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي أيد ما قامت به شعبة المعلومات "خرق ميثاقاً درزياً موجوداً منذ مئات السنين بأن يقف أحدنا يتفرج على درزي يتعرض لاعتداء".

وأوضح وهاب أن "وليد جنبلاط كان في بيت الوسط عند سعد الحريري ينتظر خبر وصول جثة وئام وهاب".

يذكر أنه كان من المتوقع أن تتشكل الحكومة اللبنانية الجديدة في نهاية تشرين أول/أكتوبر الماضي بعد أن حلّت أهمّ العقد التي كانت تحول دون ذلك وهي ما عرف بعقدة " التمثيل المسيحي" وتحديداً تمثيل حزب " القوات اللبنانية"، ولكنّ عقدة تمثيل النواب السنّة من خارج "تيار المستقبل"، نواب سنة 8 آذار، أو " نواب السنة المستقلين" الذين تكتلّ ستة منهم بعد الانتخابات النيابية في ما سمي " اللقاء التشاوري" حالت دون ذلك، حيث يطالب هؤلاء الستة بتمثيلهم بوزير في الحكومة الجديدة الأمر الذي رفضه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بشكل قاطع.

ويعتبر النواب السنة الستة أنهم حصدوا 30% من أصوات السنة في لبنان، وأن تمثيلهم في الحكومة الجديدة حق لهم.

وامتنع "حزب الله" و"حركة أمل" عن تسليم رئيس الحكومة المكلف أسماء وزرائهما قبل حلّ عقدة تمثيل النواب السنة الستة المستقلين .

ويمتنع رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري عن لقاء النواب السنة الستة.

وكان رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون قد كلّف رئيس الوزراء الحريري بتشكيل حكومة جديدة في 24 مايو الماضي بعد تسميته من قبل 111نائباً في المشاورات النيابية الملزمة، ولم يتم تشكيل حكومة جديدة حتى الآن بالرغم من إصرار كافة القوى السياسية اللبنانية على ضرورة الإسراع في تشكيلها.