قال الناقد حسين حمودة، الاستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة: إن أعمال نجيب محفوظ توقفت عند 3 مفردات مكانية أولها الحديقة والتى ترمز للجنة، وثانيها البيت القديم والذى يرمز لرحم الأم، وثالثهما العتبة والتى ترمز للخط الفاصل بين مرحلة وآخرى.
وأوضح حمودة خلال لقاء فكرى حول «المكان فى أدب نجيب محفوظ» عقد بالقاعة الرئيسية بمعرض الكتاب، أن الحديقة فى عالم محفوظ هى فردوس والجنة الأولى التى خرج منها آدم ويريد العودة له، لافتا إلى أن روايتى أولا حارتنا وقلب الليل ناقشا فكرة الحديقة ووصفها.
وأضاف حمودة «المفردة المكانية الثانية هى البيت القديم وله حضور فى روايات السمان والخريف ومينامار وأفراح القبة ويوم قتل الزعيم وأولاد حارتنا»، معتبرا ان البيت يمثل لمحفوظ النشأة والعلاقات الأولى.
واستطرد حمودة «البيت القديم الذى نحن إليه دون ان نستعيده ابدا مثل رحم امهاتنا الذى يمثل لنا الدفء والأمان ولا نعود إليه».
وعن المفردة الاخيرة فى أماكن محفوظ هى عتبة البيت فبرغم ضآلتها إلا أنها غنية بالدلالات، وفقا لحمودة قائلا «العتبة تمثل القرارات الهامة التى تفصل بين حالة وأخرى، فالبعض يستطيع العبور بسهولة والبعض يعبر العتبة لحياة أخرى ولكنه لا يتكيف أو يحن للحياة القديمة».
ويشير حمودة إلى بعض الروايات التى تظهر فيها فكرة العتبة مثل اللص والكلاب والطريق والشحاذ، حيث ينتقل البطل من حياة لأخرى ويعبر عتبة تفصل بين حياتين.
فى نفس السياق قال الناقد مصطفى الضبع ووكيل كلية دار العلوم بجامعة الفيوم خلال اللقاء «محفوظ حوّل الحارة للاستوديو، يبدل فيه الديكور والشخصيات فى اكثر من عمل أدبي وبشكل مختلف مثلما يفعل المخرج من تغيير زاوية الكاميرا والديكور والاضاءة».
وطالب الضبع أن تعرف الأجيال الجديدة قيمة الجانب الانسانى لنجيب محفوظ والذى يمثل حالة من التنمية البشرية فضلا عن كتاباته.
من جهته أثار الناقد والباحث عمر شهريار، خلال اللقاء الناحية المكانية والسياسية الصراعات الحزبية بين الوفديين والمتطرفين خلال كتابات آدب محفوظ.