«الشروق» رصدتها.. «مفاجأة» تجمع «بكر» و«الحجار» - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 11:35 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«الشروق» رصدتها.. «مفاجأة» تجمع «بكر» و«الحجار»

حضر اللقاء: أمجد مصطفى
نشر في: الأربعاء 5 يوليه 2017 - 10:18 ص | آخر تحديث: الأربعاء 5 يوليه 2017 - 10:18 ص

• المكان منزل الموسيقار الكبير.. الزمان ليلة رمضانية.. الهدف تعاون فنى.. النتيجة عودة التواصل بين الكبار
• الحجار: خسارة أن يكون لديك هذا الكم من الأعمال وتحتفظ به فى مكتبتك.. وبكر: وكل أعمالى ملكك إن أردت


دائما لا يجتمع كبار الفنانيين إلا عندما يكون هناك حدث يليق بهم، خاصة إن كان النجمان من العيار الثقيل، وكلاهما يترك خلفه مشوار طويل من العطاء سواء كملحن أو كمطرب. تلك النوعية من اللقاءات غالبا ما تستحوذ على اهتمام كل وسائل الإعلام خاصة لو علمنا أن اللقاء هذه المرة يجمع قطبين كبيرين فى عالم الأغنية ولم يلتقيا من قبل. أهمية هذه النوعية من اللقاءات تكمن فى كونها تدعم الغناء الجاد فى حالة الانفلات الغنائى التى نعيشها فى مصر منذ سنوات طويلة، وهذه الأزمة كانت تحتم على أصحاب الفكر الجاد فى الغناء أن يتحدوا أو يكونوا على تواصل فنى لمواجهة تتار العصر الغنائى، لكن للأسف ظل الكبار فى حالة تنافر أدت إلى هذا الاجتياح الذى عشناه منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضى ومازلنا نعانى منه حتى الآن. هذا العام جاءت بعض البوادر التى تؤكد أن هناك انفراجة فى تعاون الكبار مع بعضهما البعض، آخرها سيناريو اللقاء الذى جمع اثنين من أهم نجوم التلحين والغناء فى عالمنا العربى، كلاهما له تاريخ طويل فى هذه المنطقة وكلاهما قاوم بشدة حالة الانفلات الغنائى الذى عشناه، وكلاهما له أعمال تؤكد ذلك، وأيضا كلاهما عاش زمن الغناء الجميل فالأول لحن لكبار المطربين مثل نجاة ووردة وعليا التونسية وفايزة أحمد وأغلب أصوات هذا الجيل، والثانى اكتشفه ولحن له بليغ حمدى وأشاد بصوته عبدالوهاب وقام بالغناء لعمار الشريعى لياسر عبدالرحمن وعمر خيرت ومحمد سلطان وأحمد الحجار وكتب له الأبنودى وسيد حجاب وغيرهم من كبار الشعراء.

المكان منزل الموسيقار الكبير حلمى بكر، الزمان الليلة الربعة والعشرين من ليالى شهر رمضان المعظم، الغرض لقاء بين الموسيقار الكبير حلمى بكر والمطرب الكبير على الحجار بهدف الاستماع للحن جديد وضعه الأول وعلم به الثانى بالصدفة.. البداية عناق حار بين الطرفين وكلمات تؤكد حالة الود بينهما وعلى الرغم من أن الموسيقار الكبير كان يعانى من أزمة صحية نتيجة إصابته بحزام نارى خلف ألمًا شديدًا فى القدمين، إلا أنه كان حريصًا على اللقاء، الجميل أن الموسيقار عندما دخلنا عليه منزله كانت تبدو عليه علامات الإعياء، وشيئا فشيئا بدأت تتبدل علامات الإعياء وتظهر عليه بوادر التحسن. وكأنه لم يكن مريضا بدأ يتحرك بطبيعية شديدة بعد أن كان يجلس على الأريكة، وكعادته لم يخلو اللقاء من بعض الكلمات اللاذعة التى ينتقد بها الوضع الغنائى الحالى وبادله الحجار نفس الشعور، واتفقا على ضرورة مواصلة مواجهة تتار العصر ممن أهانوا الغناء المصرى ووضعوه فى مأزق كبير أمام الرأى العام العربى. ثم جنحا بالحديث عن تترات رمضان وأبديا تعجبهما من وصول التترات لهذا المستوى الهزيل والذى أصاب الأغنية، وتطرقا إلى أن التترات كانت تضم حتى وقت كبير أسماء كبيرة مثل ياسر عبدالرحمن وعمر خيرت وميشيل المصرى وقبلهم كان الراحل عمار الشريعى، والآن لم يعد هناك من يمكنه ملء فراغ هؤلاء الكبار.

ثم تحرك الموسيقار الكبير نحو جهاز الكمبيوتر الخاص به وفتح ملفًا يضم أعمالًا كثيرة انتهى من تلحينها، وعندما سألته: طالما لديك هذا الكم لماذا لا تقدمه للناس لكى يعوا أن هناك أعمالًا لها قيمتها.. رد قائلا: أعلم أن بعض مرتزقة الغناء يقولون: إننى أفلست وهذا كلام فارغ لن يمنعنى من أداء رسالتى سواء على مستوى التلحين أو مستوى الإعلام لكى أفضح أنصاف المواهب.. ومسك على الحجار بزمام الكلام قائلا: فعلا خسارة أن يكون لديك هذا الكم من الأعمال وتحتفظ بها فى مكتبتك.. وعلق بكر بأن هذه المكتبة متاحة للأصوات الجادة وبمجرد أن علمت أنك تريد الاستماع لأحد الألحان ــ الكلام هنا موجه لعلى الحجار ــ رحبت جدًا.

ثم أدار حلمى «بكر» وجهه لجهاز الكمبيوتر ووضع السهم على أحد الألحان بعنوان «مفاجأة» وبدأ تشغيل الجهاز بدأت تظهر على وجهه على علامات الرضا وبدأ يتفاعل مع اللحن ويبدى كلمات الإعجاب به لنا، وبمجرد الانتهاء من الاستماع خرج صوته بكلمة الله يا أستاذ، وطلب منه أن يكون هذا العمل مفاجأة الصيف للجماهير.. وهنا لابد أن نضع تحت كلمة الصيف مائة خط لسبب بسيط أن الصيف يحتاج إلى أغنية إيقاعية خفيفة بها مفردات تجذب الشباب وشياكة الكبار. وهز بكر رأسه قائلا العمل وصاحب العمل تحت أمرك. ورد على: اليوم شعرت فقط أن العيد قد حل على، ورد «بكر» أشكرك أسعدتنى وكل أعمالى ملكك إن أردت.

أثناء اللقاء دار حوار آخر حول قصيدة أخرى لحنها بكر وأعجب بها صابر الرباعى وقرر غناءها. وأثنى الحجار على صوت الرباعى كصوت له مقومات كبيرة إلى جانب ثقافته.

وهنا قام حلمى بكر بالاتفاف مرة أخرى إلى جهاز الكمبيوتر الخاص به وأشار بالسهم إلى عمل آخر له طبيعة غنائي ذات روح ومستوى عالمى. وهنا أيضا ظهرت على «على الحجار» علامات الرضا والانسجام مع اللحن وبدأ يتافعل معه ويناقش بكر فى النقلات المقامية التى قام بها حتى وصل باللحن إلى هذا المستوى الرفيع. وبأدبه الشديد الجم قال الحجار تسمح لى يا أستاذ أغنى دى كمان. وهنا رد بكر ده شىء يسعدنى لأنك صوت معبر يمتلك القدرة على نقل المستمع إلى عالم جميل من الغناء وهو أمر يسعد أى ملحن. وقام «على» بنقل اللحنين على أسطوانة ووعد بكر بتنفيذ العملين على أعلى مستوى يليق بهما، ووعده بالحضور لاصطحابه إلى الاستوديو الخاص به لحضور التسجيل النهائى. وفى نهاية الجلسة قال على الحجار لبكر أكثر شىء أسعدنى أننى أراك وقد تعافيت لأننا عندما دخلنا كانت تظهر عليك علامات التعب الشديد.. ورد حلمى إذا أردت أن تعيد الصحة لأى فنان اتركه يبدع ويعمل وإذا أردت أن تقتله اعزله وأبعده عن فنه. وانتهت الليلة كما بدأت بعناق حار بين الفنانين الكبيرين.

وعن هذا التعامل قال الحجار وأنا أستمع إلى هذه الألحان شعرت بمدى قيمة هذا الفنان الذى ما زال قدارًا على العطاء بدليل ما يملكه من ألحان تواكب العصر بل إنها تخاطب المستقبل بشكل به عمق وثقافة وحيوية. وقال: إن هذا التعاون لن يكون الأخير لكنه مجرد بداية. وأتمنى أن تجد الأعمال صدى لدى الناس.

فى حين قال حلمى بكر الحجار كان سبب حماسى فى العودة للعمل من جديد، وأن الأغنيتين ستكونان بمثابة المفاجأة للجميع لأنهما تجمعانى بمطرب كبير له تاريخ، والعملين كلاهما ينتمى إلى مدرسة موسيقية جديدة تمامًا على الأذن المصرية، وهذه رسالة لمدعى التلحين والغناء بأن الكبار يعودن عندما يجدون المناخ المناسب وعندما يعود الكبار سوف يختفى الأقزام تماما لأنهم إما أصوات هشة أو ملحنين مرتزقة، وبالتالى لا وجود لهم لأنهم فعلا غير مؤثرين بالمرة، وقال بكر أتمنى أن يخرج كبار المطربين من عزلتهم لأن المناخ الآن مشجع على العمل بعد أن أثبت الواقع أن الكثير من الأسماء التى ظهرت على الساحة فى السنوات الأخيرة لم تكن تستحق أن تكون موجودة من الأساس.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك