في وقت تراجع فيه تنظيم القاعدة لصالح تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف باسم «داعش»، فجر قائد القاعدة أيمن الظواهري، مفاجأة بإعلانه إطلاق فرع جديد للتنظيم في شبه القارة الهندية، بقيادة الملا الباكستاني المغمور عاصم عمر، صاحب العظات المتشددة على الإنترنت والداعي لـ«الصحوة الإسلامية».
وحسب ما ذكره الظواهري في مقطع فيديو بثته مواقع جهادية على الإنترنت، فإن الجبهة الجديدة كما أسماها، ستتولى «الجهاد» في شبه القارة الهندية ودول جنوب آسيا (ميانمار وبنجلاديش وآسام وجوجارات وأحمد آباد وكشمير)، رغم حديث خبراء عن أن التنظيم لا وجود له على الأرض.
والملا عاصم عمر الذي قد يكون اسمه مستعارًا، ولا يعرف عمره، يقرأ الباشتو، لغة شعب الباشتون الذي يشكل قاعدة حركة طالبان (أكبر القوميات في أفغانستان وإقليم القبائل الباكستاني)، وهو يقرأ ويكتب الأوردو وهي اللغة الوطنية في باكستان وقريبة من لغة الهندي الهندية، بحسب ما ذكره تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.
ويظهر عاصم عمر معتمرًا عمامة سوداء وبلحية كثة، في أشرطة فيديو للقاعدة وحركة طالبان باكستان التي تضم فصائل إسلامية مسلحة تحارب حكومة إسلام آباد المتهمة بدعم الحرب الأمريكية «على الإرهاب» وبعدم تطبيق الشريعة.
وينتشر عناصر طالبان باكستان في شمال غرب البلاد وفي أحياء كراتشى (جنوب) وأيضًا في ولاية البنجاب على الحدود مع الهند التي تتعرض لهجمات مقاتلين باكستانيين محليين.
والعام الماضي تساءل عاصم عمر في شريط فيديو بالأوردو نشرته القاعدة على الإنترنت «لماذا المسلمون في الهند غائبون تمامًا عن الجهاد؟» داعيًا الشباب المسلم الهندي إلى إظهار «شرف» و«حماسة» لكي تقود الأقلية المسلمة (140 مليون نسمة من مجموع يزيد على المليار) مجددًا الهند وليس الغالبية الهندوسية. وفي خطب أشار فيها بإسهاب إلى الحكم المغولي المسلم في الهند من القرن السادس عشر إلى نصف القرن التاسع عشر والخلافة العثمانية، دعا عاصم عمر إلى «التجديد» الإسلامي فى الهند.
وقال رحيم الله يوسف ضائي، المتخصص في التيار «الجهادي» المحلي «إنها خطوة تنم عن يأس. بدلا من التركيز على الشرق الأوسط والدول العربية يراهنون على منطقة لا وجود لهم فيها».
من جهته قال المحلل الأمني الباكستاني أمير رنا: «لم يشنوا أي عمل إرهابي على الأراضي الهندية حتى الآن. يقولون إنهم يريدون القيام بذلك لكن لا يأخذهم أحد على محمل الجد حتى الآن».