السباحة المصرية تنتظر فريد سميكة جديد في اولمبياد ريو دى جانيرو - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 12:00 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

السباحة المصرية تنتظر فريد سميكة جديد في اولمبياد ريو دى جانيرو

أحمد غنيم
نشر في: السبت 5 سبتمبر 2015 - 3:20 م | آخر تحديث: السبت 5 سبتمبر 2015 - 6:00 م

"الشروق" ترصد رحلة بطل الغطس الشهير وميداليته المثيرة للجدل في أولمبياد أمستردام 1928 .. حتى رحيله عام 1943

الدولة كرمته باطلاق اسمه على احد شوارع مصر الجديدة .. سينما هوليوود خطفته .. امريكا منحنته رتبة ملازم اول فى سلاح الجو .. وفقد فى الحرب باندونيسيا

 

بعد الانجازات الكبيرة التي حققتها رياضة السباحة المصرية في الأونة الأخيرة ، ارتفع سقف الطموحات للحصول على ميدالية أوليمبية في ريو دي جانيرو 2016 . وجاءت النتائج المبهرة للرباعى أحمد أكرم ، فريدة عثمان، مروان القماش ومحمد حسين فى بطولة العالم الأخيرة بكازان فى روسيا، لتعيد إلى الأذهان تاريخ رياضة السباحة والانجازات التي تحققت قبل عقود

بسواعد أباطرة اللعبة ، ومن أبرز هذه النماذج الغطاس المصرى الأسطوري فريد سميكة الذي يعد قصة نجاح لابد أن تدرس للجيل الجديد .

ولد فريد سميكة فى على 12 يونيو 1907 في الإسكندرية، و ينتمى إلى واحدة من أقدم العائلات التي ساهمت بشكل كبير فى أعمال عظيمة للدولة المصرية، حيث أن هذه العائلة أخرجت القضاة والوجهاء.. فوالده باسيلي سميكة كان يعمل مديراً لمصلحة الجمارك بالإسكندرية.

أحب سميكة للسباحة والغطس ، بدأ منذ الصغر ، ومارس المغامرة المعروفة بتحدى بئر مسعود ، شأن العديد من الشباب السكندرى ، فيقفز الشاب من أعلى ويندفع إلى فتحة صغيرة فى كهف صخرى بقرب الشاطىء ويخرج من الجهة الأخرى ، إلا أن فريد سميكة صاحب القلب الجرىء بدأ على حافة بئر مسعود وعلى شاطىء سيدى بشر رحلة البطولة والمجد والغموض . فهكذا توصف حياته .. ومن الإسكندرية إلى نادى الجزيرة ، ومن القفز إلى صخور بئر مسعود للقفز الى أبراج الغطس فى نادى الجزيرة . وكما جلب أهات الإعجاب ونظرات المعجبات على شاطىء سيدى بشر ، نال الكثير من ذلك وهو يستعرض من مهاراته فى الجزيرة .

وواصل سميكة ممارسة اللعبة ويتدرب على مهاراتها لدرجة أنه خاض فترة تدريبية فى كاليفورنيا، وحقق عدة ألقاب فى الولايات المتحدة كما أنه مثل نادى سباحة فى لوس أنجلوس ، وهو الأمر الذى سهل له الإشتراك بدورة الألعاب الأوليمبية التى أقيمت فى العاصمة الهولندية "أمستردام" عام 1928.

فى منافسات "أمستردام"، حقق سميكة إنجازات كبيرة فى منافسات الغطس بحصوله على الميدالية الفضية في منصة الغطس العالي والميدالية البرونزية في سباق انطلاق 3 متر .

الموقف الأكثر إثارة للجدل فى مسيرة سيمكة وربما فى تاريخ الأوليمبياد كله هو الميدالية الفضية ، حيث تم فى البداية إعلان أن سميكة هو الفائز بالميدالية الذهبية، ولكن فجأة وأثناء عزف السلام الوطنى المصرى، فجئ الجميع أن الغطاس الأمريكى بيتى ديجاردان هو من توج بالذهبية لديجاردان ، ليحصل سميكة على الفضية.

بعض التقارير الصحفية الغربية ذكرت وقتها السبب فيما حدث ، وهو أنه فى البداية أعتقد أن سميكة فى مسابقة الغطس حصل على أعلى محموع نقاط بواقع 99,58، إلا أنه أثناء عزف النشيد المصرى ورفع علم المملكة المصرية بذلك الوقت، تم الإعلان من قبل الحكام المراقبين لهذه المباراة أن تصويتهم جاء بأغلبية 5-4 لصالح ديجاردان، ما جعله هو الفائز على حساب فريد سميكة، وهو ما أعتبر من أكثر المواقف غرابة بتاريخ الأولمبياد.

بعد إنجاز أوليمبياد أمستردام ، فاز سيمكة بعدة بطولات على غرار بطولا العالم فى الغطس، فاز ببطولة أمريكا للغطس، ثم حاز بعد ذلك على بطولة أخرى فى اليابان، وهى التى شارك فيها بدعوة من الجانب اليابانى.

تزوج فريد سميكة فى عام 1929 من مابل فان دن ، وهى إبنة صائغ فى هوليوود . وانفصلا عام 1931 . وعندما رغب فى الزواج مرة أخرى رفض مكتب الزواج منحه الرخصة بسبب الشك فى أنه قوقازى وليس مصريا الأصل . وكانت قوانين ولاية كاليفورنيا في ذلك الوقت تمنع زواج القوقازيين من جنس آخر". بعد استشارة الخبراء، استبعد مكتب محامي المقاطعة في لوس انجليس (كاليفورنيا) في 26 إبريل عام 1935 أن "سميكة المصري هو من العرق القوقازي وسمح له بالزواج ..

عام 1932، قرر فريد سميكة إعتزال السباحة، على الرغم من أن سنه كانت لا تزال صغيرة حيث بلغ حينها من العمر 25 عاما.

بعد الإعتزال واصل سميكة إرتباطه بالسباحة والغطس ، ولكن بطرق مختلفة ، ففي عام 1933 قام برحلة حول العالم مع زميله بطل الغوص هارولد سميث أبهرا خلالها كل من شاهد عروضهما في الغطس المزدوج ومثل هذه الرحلة قام بها فى الولايات المتحدة . و في عام 1935 عمل سميكة مدربا لمنتخب مصر فى الغطس و الذي شارك فى دورة الألعاب الأوليمبية بالعاصمة الألمانية "برلين" 1936 .

شخصية سميكة، ومهاراته فى السباحة جعلت أعين السينما الأمريكية تخطفه، ما جعله ينضم إلى عالم هوليود، ويشارك فى ثلاثة أفلام، وهم "ما وراء البحار" 1931، "الغطس المزدوج" 1939 و"الرياضات المائية" 1941.

فى مارس 1942، حصل سميكة على الجنسية الأمريكية.. ومن بعدها أنضم إلى الجيش الأمريكي، وبعد شهور من التدريب المتواصل و بسبب معرفته السابقة بالطيران حصل فريد على رتبة ملازم ثان بسلاح الجو الأمريكي.

ويبدو أن القدر كان يخبىء نهاية درامية لمسيرة سميكة ، فخلال الحرب العالمية الثانية سقطت طائرة كان يستقلها سميكة فى الحرب بالأرضى الأندونيسية فى منطقة تسمى ماكاسار جنوب سولاويزي في إندونيسيا، ولم يعثر عليه حياً أو ميتاً واعتبر فى ذلك الوقت مفقودا أو متوفى ، وذلك فى يوم 11 سبتمبر 1943عن عمر يناهز 36 عام. وتقديراً لما قام به سميكة للجيش الأمريكى، تم ترقيته لرتبة ملازم أول فى سلاح الجو الأمريكى.

إنجازات سميكة التى قام بها للرياضة المصرية جعلت المسؤولين فى مصريطلقون اسمه على أحد شوارع مصر الجديدة بجوار الكلية الحربية تقديراً لما قام به من رفع أسم مصر فى اولمبياد امستردام .



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك