أول مسح لـ«الإحصاء» عن المهاجرين المصريين: الريفيون يقودون الهجرة للهروب من الفقر والبطالة - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 1:09 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أول مسح لـ«الإحصاء» عن المهاجرين المصريين: الريفيون يقودون الهجرة للهروب من الفقر والبطالة

المهاجرين المصريين
المهاجرين المصريين
كتبت – صفية منير:
نشر في: السبت 6 فبراير 2016 - 10:26 ص | آخر تحديث: السبت 6 فبراير 2016 - 10:49 ص

باتت الهجرة خيارا مطروحا لدى مصريين كثر فى ظل أوضاع اقتصادية صعبة تعيشها البلاد، للبحث عن مناخ أفضل على مستوى التعليم والصحة وغيرها من الاحتياجات الطبيعية للراغبين فى حياة جيدة، وتقول الدولة ويكرر قادتها، إنهم يرغبون فى الاستفادة من المصريين وحثهم على البقاء بمصر لـ«بناء البلد»، لكن وفى نفس الوقت أنشأت الحكومة وزارة مستقلة للهجرة والمصريين فى الخارج، للوقوف على أحوالهم وبحث كيفية الاستفادة منهم وإفادتهم.

ولكن هل استفادت مصر أم تضررت من هجرة أبنائها إلى الخارج، وما هى نوعية هؤلاء المهاجرين ولماذا يهاجرون وإلى أين يذهبون؟

الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أجرى لأول مرة مسحا على عينة واسعة من الأسر المصرية، شملت 90 ألف أسرة لمعرفة نسبة المهاجرين بين كل أسرة، ومستوياتهم التعليمية وأعمارهم عند الهجرة.

وتعد مصر أول دولة فى الشرق الأوسط، تعد مسحا من هذا النوع، بالتعاون مع مكتب منظمة الهجرة الدولية، والاتحاد الأوروبى، والمفوضية الأوروبية لشئون اللاجئين، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومنظمة الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، وسفارتى الدنمارك وكندا، ومن المنتظر أن تقوم بإجرائه دول أخرى بالمنطقة خلال العام الحالى والقادم.

المسح تم إعداده عام 2013، وشارك خبراء دوليون فى تحديد عينة المسح والأوزان النسبية لها، وأثبت أن 6.3% من الأسر المصرية تتضمن مهاجرين يمثل الذكور أغلبهم بنسبة 98%، و86% منهم متعلمون، و80% قادمين من الريف.

كما أوضح المسح، أن الغالبية العظمى من المهاجرين المصريين يقيمون فى الدول العربية، بينما 3% منهم فقط يقيمون فى أوروبا، و1% فى أمريكا الشمالية وأستراليا.

وأظهر المسح أن 22% من المهاجرين غادروا مصر قبل عام 2000 و43% منهم هاجروا خلال الفترة من 2010 إلى 2013.

لماذا يهاجر المصريون؟
هناك العديد من الأسباب التى تدفع المصريين للهجرة، منها أسباب اقتصادية، واجتماعية، وديموجرافية، وشخصية.
أشار المسح، إلى أن هناك 87% من المهاجرين الذين هاجروا منذ بداية 2000، قد هاجروا لأسباب اقتصادية، إذا أن 34% منهم هاجر بصفة أساسية لتحسين مستوى المعيشة، بينما رأى 25% منهم أن الدخل فى مصر غير كافٍ، فيما لم تتوفر فرصة عمل لـ12% منهم.

أغلب المهاجرين المصريين..«شباب ذكور متعلمون»
أغلب المهاجرين المصريين من الذكور وتصل نسبتهم إلى 98%، وتتركز نسبة المهاجرين بين الشباب والذين تتراوح أعمارهم بين20 ــ 39 سنة، وتمثل هذه الفئة 70% من اجمالى المهاجرين الحاليين.
وسجل المهاجرون فى الفئة العمرية من 25 ــ 29 سنة أعلى نسبة من المهاجرين بنسبة 23%، تليها الفئة العمرية من 30 ــ 34 سنة بنسبة 18%، ثم الفئة العمرية من 35 ــ 39 سنة.
وبحسب المسح فإن 80% من المهاجرين قادمون من الريف.
ورغم أن الصورة الذهنية عن المهاجرين أنهم الفئات الأقل تعليما، إلا أن مسح الهجرة أظهر أن 86% من المهاجرين سبق لهم الالتحاق بالتعليم، وأكثر من 60% منهم أنهوا مرحلة التعليم الثانوى، و15% حصلوا على شهادة جامعية، بالإضافة إلى 17% التحقوا بالمرحلة الابتدائية أو مرحلة تعليمية أقل، بينما 14% لم يلتحقوا بالتعليم.
كما أظهر المسح أن نحو 60% من المهاجرين الحاليين لم يسبق لهم الزواج وقت الهجرة، لكن 65% منهم متزوجون وقت إجراء المسح.

10 آلاف جنيه متوسط تكلفة الحصول على فرصة للهجرة
رغم أن قوانين منظمة العمل الدولية، تنص على ألا يكون المهاجر هو المسئول عن تحمل تكلفة عمله بدولة الهجرة، وجد المسح أن 77% من المهاجرين الحاليين منذ عام 2000، دفعوا مبالغ مالية للحصول على تصريح عمل أو لتسهيل عملية الهجرة بإجمالى 38 مليون جنيه.
وبحسب نتائج المسح، فإن 22% من المهاجرين دفع كل منهم أقل من 5 آلاف جنيه، و15% من المهاجرين دفع كل منهم مبلغ يتراوح بين 5000 إلى 10000 جنيه، ونحو 36% من المهاجرين دفع كل واحد منهم مبلغ يتراوح بين 10 آلاف وحتى 15 ألف جنيه»، بينما دفعت النسبة الباقية ما يزيد عن 20 ألف جنيه، وبلغ المتوسط العام الذى قام بدفعه المهاجر نحو 10350 جنيها.

43% من المهاجرين غادروا مصر بين 2010 و2013
الغالبية العظمى من المهاجرين يذهبون إلى الدول العربية، وبشكل رئيسى إلى منطقة الخليج وليبيا، بينما أقل من 5% فقط تذهب إلى خارج المنطقة العربية، ونحو 3% من المهاجرين يذهبون إلى أوروبا، بينما يذهب نحو 1% إلى أمريكا الشمالية وأستراليا.
وبحسب المسح، فإن نحو 99% من المهاجرين من الوجه القبلى يقيمون فى المنطقة العربية، مقارنة بـ91% من مهاجرى الوجه البحرى، و89% من المحافظات الحضرية.
وبالتالى فإن 1% من مهاجرى الوجه القبلى يقيمون بأوروبا، مقارنة بـ7% من مهاجرى الوجه البحرى. و6% من مهاجرى المحافظات الحضرية يقيمون بأمريكا الشمالية و4% يقيمون فى أوروبا.
وبحسب المسح، فإن الهجرة إلى أمريكا وأوروبا، تميل إلى أن تكون فى مرحلة عمرية أكبر ومستوى تعليمى أفضل، وأشارت نتائج المسح، إلى أن هناك علاقة طردية بين التعليم والهجرة إلى أوروبا وأمريكا الشمالية.
وقال المسح، إن 22% من إجمالى المهاجرين هاجروا للمرة الأولى قبل عام 2000، وهاجر خلال الفترة من 2000 إلى 2009 نحو 35%، بينما بلغت نسبة من هاجروا بين 2010 إلى 2013 «تاريخ إجراء المسح» 43%.

30 إلى 44 سنة متوسط عمر «المهاجرين العائدين»
أظهرت النتائج أن هناك 5135 «مهاجرا عائدا»، وهو المهاجر الذى عاد نهائيا منذ بداية 2000.
ويوضح المسح أن 50% من المهاجرين العائدين لمصر كانت أعمارهم تتراوح بين30 ــ 44 سنة عند عودتهم، فى حين عاد إلى مصر نحو الثلث قبل بلوغ سن الـ30، ونحو 17% من المهاجرين كانت أعمارهم تتراوح من 45 ــ 59 سنة، ويمثل المهاجرون الذين عادوا وبلغ عمرهم 60 سنة أو أكثر عند عودتهم إلى مصر 2% من اجمالى المهاجرين.
ويشير توزيع المهاجرين العائدين وفقا لمستوى التعليم، إلى أن نسبة المهاجرين العائدين غير الحاصلين على أى شهادات دراسية بلغ 29%، من إجمالى المهاجرين العائدين، بينما يمثل الحاصلون على تعليم ثانوى نحو 42% من العائدين، بينما تبلغ نسبة المهاجرين العائدين من الحاصلين على مؤهل جامعى فأكثر نسبة 15% من اجمالى العائدين.
يرتفع متوسط العمر للمهاجر العائد عند الهجرة الأولى من 25 سنة للمهاجر العائد الذى سافر قبل عام 2000 إلى 27 سنة للمهاجر العائد الذى سافر عام 2000 أو بعدها، وينخفض متوسط العمر للمهاجر العائد عند عودته إلى مصر من 41 سنة للمهاجر قبل عام 2000 إلى 30 سنة لمن هاجر عام 2000 أو بعدها.
وقال المسح إن 74% من العائدين كانت أعمارهم أقل من 29 عاما عند أول هجرة، وكانوا يعملون خلال الثلاثة شهور السابقة على الهجرة. وأن 88% من العائدين والذين تتراوح أعمارهم من 30 ــ 44 عاما عند الهجرة كانوا يعملون خلال الثلاثة شهور السابقة على الهجرة.
كذلك تشير البيانات إلى أن 85% من المهاجرين العائدين غير المتعلمين كانوا يعملون خلال الثلاثة شهور السابقة على الهجرة، وتبلغ هذه النسبة نحو 66% بين العائدين الحاصلين على شهادة جامعية فأعلى.
وتوضح بيانات المسح أن 83% من المهاجرين العائدين اكتفوا بالسفر إلى دولة واحدة.
ولفت المسح إلى أنه كلما قل مستوى التعليم ارتفع عدد مرات الهجرة إلى أكثر من دولة، فعلى سبيل المثال فإن الحاصلين على تعليم ابتدائى كانت نسبة الذين سافروا منهم إلى ثلاث دول فأكثر 13.5%، مقابل 9.5% لمن أكمل التعليم الإعدادى والثانوى، بينما لم تزد نسبة من انتقل إلى أكثر من ثلاث دول من الحاصلين على تعليم جامعى عن 8% من اجمالى المهاجرين العائدين.

كيف يستفيد الاقتصاد من الهجرة؟
تعد الأموال التى يرسلها المهاجرون إلى ذويهم، والتى تعرف باسم «تحويلات العاملين فى الخارج» واحدة من مصادر النقد الأجنبى، التى تعتمد عليها الدولة فى توفير العملة الأجنبية.
وأوضح المسح، أن 20% من المهاجرين الحاليين قاموا بإرسال تحويلات عشر مرات خلال الـ12 شهرا السابقة على المسح، وأن 16% أرسلوا ما بين 3 ــ 4 مرات، وأن 13% أرسل تحويلات 5 أو 6 مرات، و13% أرسلوا مرة واحدة أو مرتين، وأن 9% أرسلوا تحويلات 7ــ 9 مرات.
ويبلغ متوسط عدد المرات التى أرسل فيها المهاجرون الحاليون تحويلات إلى ذويهم فى مصر خلال الاثنى عشر شهرا الماضية، على إجراء المسح 6 مرات، أى أن أسر المهاجرين فى مصر تتلقى تحويلات مرة كل شهرين فى المتوسط.

«التحويلات البنكية» المنفذ الرئيسى لأموال المهاجرين إلى مصر
قال المسح إن أكثر الوسائل استخداما هى التحويلات البنكية، حيث يستخدمها 68%، يليها الأصدقاء والأقارب بنسبة 21%، والوسيلة الثالثة هى الوكيل أو المندوب بنسبة 7%.
وكانت التحويلات أكثر الطرق المستخدمة للتحويلات النقدية، حيث استخدمها نحو 83% من المهاجرين الحاليين لإرسال تحويلاتهم إلى ذويهم المقيمين فى المناطق الحضرية، مقارنة بـ65% للمهاجرين من المناطق الريفية، وكذلك فإن المهاجرين الحاليين أصحاب المؤهلات العليا أكثر استخداما للتحويلات البنكية بنسبة 81%، مقارنة بالمهاجرين ذوى المستويات التعليمية المنخفضة بنسبة 62%.

 

 

 

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك