صدر أخيرا كتاب «الجمهورية والإمبراطورية فى عالم متغير» من تأليف جورج فريدمان، الذى ترجمه إلى العربية الزميل أحمد محمود، وهو فى إطار النشر المشترك بين المركز القومى للترجمة والدار المصرية اللبنانية، وهو الكتاب الذى تعرضه الدار فى جناحها بمعرض الكتاب.
الفكرة الأساسية فى هذا الكتاب هى أن الإمبراطورية الأمريكية ظهرت مصادفة، وعليه فإنه من مصلحة الولايات المتحدة الحفاظ على توازن القوى بأى ثمن، وهو ما يتركز عليه بحث فريدمان. ويحدد الكتاب لكل قارة نقاط توازنها ويصفها. ويلخص ذلك بقوله « وخلال العقد المقبل، لابد للولايات المتحدة من إدارة فوضى العالم الإسلامى، وروسيا الناهضة، وأوروبا العبوس والمقسمة، والصين الضخمة وشديدة الاضطراب. وبالإضافة إلى ذلك لابد لها من العثور على سبيل للخروج من المشكلات الاقتصادية، ليس من أجل نفسها فحسب، بل من أجل العالم.»
ويرى فريدمان، أن القرن خاص بالأحداث أما العقد فخاص بالأشخاص. وسيكون الفاعل الرئيسى فى العقد الثانى من القرن الحادى والعشرين رئيس الولايات المتحدة. وهو بدوره كصائغ للاستراتيجية ومدير للتوقع لابد أن يعمل باعتباره «أميرا كلاسيكيا فى القالب الميكيافيللى».
كما يقول إن التاريخ سلسلة من الأحداث ـ لكن مسار تلك الأحداث يحدده الأفراد وأعمالهم. وخلال العقد الثانى من القرن الحادى والعشرين، سوف يواجه القادة الأفراد تحولات كبيرة لدولهم. فمن المحتمل أن تواجه الصين أزمة كبيرة، وتهدأ الحروب فى العالم الإسلامى. وسوف تظهر تطورات فى الطاقة والتكنولوجيا، وسوف يبدأ نقص العمالة فى أن يكون أكثر أهمية من الأزمات الاقتصادية. وهو يحلل تلك الأحداث من منظور الرجال والنساء الذين يقودون تلك التغييرات العالمية مركزا بشكل خاص على الرئيس الأمريكى الذى سيقتضى الأمر أن تكون لديه مهارات غير عادية لقيادة الولايات المتحدة فى هذه الفترة التحولية.