«ما كناش نتخيل أن البنوتة الرقيقة الجميلة، اللى بتنزل تساعد المصابين وتأدى واجبها، ينتهى الحال بها فى سجن القناطر»، هذه الكلمات تقولها عمة الطبيبة، آية محمد كمال، إحدى المقبوض عليهم فى أحداث العباسية يوم الجمعة الماضى.
آية، بنت الـ25 عاما والطبيبة حديثة التخرج، نزلت كعادتها كلما سمعت عن أحداث عنف واشتباكات لتساعد فى علاج الجرحى والمصابين وانضمت إلى الأطباء فى المستشفى الميدانى بالعباسية.
«أيوه أنا محبوسة ومعايا بنات كتير فى مسجد النور، ومش عارفة أخرج»، آخر كلمات لآية جاءت عبر هاتفها المحمول إلى ابن عمتها، «حاولنا نتصل بيها بعد كده، كان تليفونها مقفول، حتى ابنى مالحقش يروح يجيبها»، تضيف عمتها، سلوى كمال.
رحلة من العذاب سلكتها أسرة آية، حتى علمت أخيرا مساء أمس الأول، أنها «ألقى القبض عليها، وأنها فى التحقيق بالنيابة العسكرية س 28، بعدما سمح لها أن تتصل بوالدتها لتخبرها أنها فى النيابة».
وتضيف عمتها «بعد التحقيق معها، جاء قرار النيابة بحبسها 15 يوما على ذمة التحقيقات، وتم تحويلها إلى سجن القناطر».
آية هى الأخت الكبرى لأخ ولد وحيد، ووالدها مدير عام سابق فى شركة بترول يهوى كتابة الشعر، ووالدتها مدرسة: «احنا عائلة محترمة، وآية كانت بتنزل علشان ده واجبها المهنى»، تقول عمتها، التى لم تفارقها الدموع طول حديثها مع «الشروق».
آية ليست الطبيبة الوحيدة التى ألقى القبض عليها خلال الاشتباكات الدامية التى حدثت فى العباسية، فهناك طبية أخرى، تدعى إسراء كمال، بحسب ما ذكرته عضو مجلس نقابة الأطباء، منى مينا.
وبحسب مينا فإن «الاعتداء على الأطباء والمستشفيات الميدانية أصبح ظاهرة متكررة، وهى جريمة غير مغتفرة»، مشيرة إلى أن «الأطباء يمارسون واجبهم المهنى فى إسعاف المصابين».