«ليس المهم أن يكون لديك حلم.. الأهم أن تكون مستعدا له عندما يتحول إلى حقيقة»، كلمات بسيطة عبرت بها هند عبدالرحمن عبدالمتجلى عما يدور بداخلها من أحلام وأمنيات وردية رافقت خيالها منذ اليوم الأول الذى وطأت أقدامها كلية الإعلام، لتدفعها للمشاركة فى الثورة منذ يومها الأول، وترجمتها صورة الجثث التى ألقاها أفراد الشرطة العسكرية فى القمامة فى أحداث محمد محمود والتى اعتلت صفحتها على «فيس بوك».
هند، المعيدة بقسم الصحافة بجامعة القاهرة، والتى قاربت على الانتهاء من إعداد ماجيستر فى الصحافة بالجامعة الأمريكية، هى إحدى الفتيات اللاتى ألقت قوات الشرطة العسكرية القبض عليهن من داخل مسجد النور الجمعة الماضية بعد الاشتباكات التى وقعت بين المتظاهرين وقوات الأمن فى محيط وزارة الدفاع، دون تهمة واضحة المعالم، بل بحجة «الدفاع عنها وحمايتها من البلطجية».
«تشكيل عصابى، قلب نظام الحكم، واقتحام وزارة الدفاع»، بضع تهم واجهتها هند فى مقر النيابة العسكرية بمدينة نصر، قبل إيداعها فى سجن القناطر لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات.
هند التى لم تجد سوى مسجد النور ملجأ لها للهروب من بلطجية أشاعوا الفوضى، ألقى العسكر القبض عليها، وتركوا البلطجية أحرارا.
«لم يحن بعد الوقت لتحقيق الحلم الذاتى لكل مرشح.. علينا استكمال الثورة أولا.. فلنتحد، لنبدأ مرحلة انتقالية تحت إدارة جماعية توافقية حقيقية»، هى إحدى العبارات التى كتبتها هند الشهر الماضى على صفحتها، بين مئات من الكلمات التى تحمل إيمانا لا شك فيه ويقينا بأن الثورة لابد ستنتصر.
ميدان التحرير هو «ميدان الشعب المصرى» هذا ما تؤمن به هند، التى علّقت يوم 6 أبريل على المليونية التى دعا لها أنصار الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، المستبعد من انتخابات الرئاسة، بقولها: «بحق الدماء التى سالت من أجل قضية وطن بأكمله على أرض هذا الميدان لا يصح أن يستقبل مليونية حاشدة لـ«شخص»! على الجميع أن يتذكر أن ميدان التحرير لا يعطى «حصانة» لأى تجمهر والسلام! الباطل يزهق حتى وإن اجتمع عليه كل أهل الأرض، مش بالكترة أصلها! ما يحدث اليوم إساءة للمليونيات كوسيلة للضغط السلمى، والتى لم ولن تصبح أبدا «لوى ــ ذراع»! قضية الموجودين فى الميدان اليوم مكانها ساحات القضاء! من المفيد أن نتذكر جميعا أن الميدان يستمد شرعيته وقوة حجته وقدرته على التأثير وتغيير المسارات وتصحيح القرارات وتعديل السياسات والرضوخ لرأى الموجودين فيه من شرعية المطلب ذاته، وليس عدد الأنفار!».
أصدقاء هند وطلابها سينظمون ظهر اليوم وقفة احتجاجية أمام كلية الإعلام للتضامن معها، مهددين بتصعيد احتجاجهم حال استمرار احتجازها.
نهى.. مهندسة اتصالات فى مهمة (ميدانية)
«متدينة وخلوقة وبتحفظ الأطفال القرآن».. بهذه الكلمات وصف ناشطون مهندسة الاتصالات، نور عبدالرازق، والتى ألقت قوات الشرطة العسكرية القبض عليها من داخل مسجد النور أمس الأول.
نور والتى تعمل بالهيئة العامة للاستعلامات ذهبت للمستشفى الميدانى بالعباسية للمساعدة، وكانت هناك لحظة انقضاض قوات الشرطة العسكرية على المتظاهرين، بحسب شقيقتها غادة.
تقول غادة: «نور كانت مع اتنين من زميلاتها إسراء كمال ومى محمد فى المستشفى الميدانى وأول ما الضرب بدأ جريوا على مسجد النور عشان يحتموا فيه».
نهى وزميلاتها لم يتمكنوا من الخروج من المسجد: «لأن ضرب النار كان شغال برة» إلى أن أخذهم «الجيش من المسجد.. وقالوا لهم إنتم هتفضلوا معانا لحد ما الدنيا تهدى وهنمشيكم بعدها»، بحسب غادة.
تؤكد غادة: «نور ليس لها أى انتماء أو نشاط سياسى، ولا تتبع أى حزب أو جماعة»، وتتابع بنبرة ثقة: «كده كده المجلس العسكرى هيعمل تحرياته، ومن خلالها هيعرف الحقيقة».
«المفروض هما بيقبضوا على الناس اللى معاهم أسلحة.. لكن واضح إنهم قبضوا على كل الناس اللى معاه واللى معهوش»، تقول غادة التى لا تعرف شيئا عن شقيقتها سوى أنها «اتحولت لسجن القناطر وستظل فيه 15 يوما على ذمة التحقيقات».