• «الشروق» تعايش تجار مخدرات والمدمنين وتحاورهم وتتجول معهم فى أوكار المخدرات وصيدليات تجارة الموت

بين واقع انتشار تجارة المخدرات فى الشارع المصرى ومطالبة بعض تجار السجائر بتقنين «الحشيش»، زعما منهم أن ذلك يعد أحد سبل سد العجز فى ميزانية الحكومة، خرج هذا التحقيق الاستقصائى إلى النور، على الرغم من بدء العمل فيه منذ شهر أكتوبر عام 2014 ولفترة امتدت لنحو 7 أشهر متتالية بهدف كشف أباطرة تجارة المخدرات، والشريحة العمرية للمتعاطين، ومكونات أكثر المخدرات تداولا فى أسواق الكيف، وعلى حقن «الماكس» والهيروين التى انتشرت بشكل كبير بين رواد بعض دور الأيتام، وحبوب «الترامادول أو الفراولة، وأبو شرطة، والبلاطة، واكسناكس، وزولام»، والتى تعد الأكثر تداولا بين الشباب، وبالتحديد فئة الطلاب والعمال وسائقى الميكروباص.

فكرة التحقيق، تبلورت أثناء زيارة عمل لمنطقة «أرض عزيز عزت» بامبابة لتغطية حادث غرق مواطن، بعد أن غمرت المياه الجوفية منزله، وتصادف أن تقابلنا مع أحد المعارف المقيمين فى المنطقة ويدعى مجدى 50 عاما، وأثناء جولتنا معه فوجئنا بالعشرات من الشباب لا تتعدى أعمار أكبرهم 25 عاما، ينتشرون فى الشوارع الجانبية للمنطقة بالكامل ثم يقطعون علينا الطريق على مراحل، مرددين عبارة «تؤمر بحاجة يا خال»، دهشتنا من الظهور المتكرر للصبية، وتكرار ذات الجملة، تبعتها ضحكات من عم مجدى، والذى كان يرد عليهم قائلا«شكرا يا حبيبى»، وسألناه عما يحدث، فأكد أن هؤلاء يعملون فى تجارة المخدرات.

لم نبال لما شاهدناه هناك، ومنذ أيام تكرر المشهد فى منطقة 6 أكتوبر بشارع ناهيا ببولاق الدكرور، وكنا فى ساعة متأخرة من الليل لإجراء تحقيق صحفى هناك، ووجدنا عشرات الشباب بالقرب من إحدى العيادات الطبية المواجهة لأحد المساجد بنفس الشارع يكررون ذات الجملة على «تؤمر بحاجة يا خال»، لكن فى هذه المرة اعتقدنا أنهم يريدون أن يساعدونا فى البحث عن المكان الذى نريده! فشكرناهم على المحاولة.

وبعدها بأيام شاركنا فى تغطية مداهمة الشرطة لدار أيتام «أم القرى» بعد بلاغ من أحد الأهالى يتهم فيه رواد الدار بالاتجار فى المخدرات، وعندما ذهبنا إلى هناك التقينا بأحد النزلاء ويدعى سمير أحمد، 24 عاما، والذى بادر بالإجابة عن سؤالنا قبل أن نسأله له قائلا: «لو هتسألونى عن تجارة المخدرات، أيوه بعناها كتير علشان نكون نفسنا، لأن مفيش حد سأل فينا».

واكتملت الفكرة بعد تلك الأحداث بـ5 أشهر، عندما تواصل معنا «محمد.ص» مسئول حسابات داخل إحدى دور الأيتام بمدينة 6 أكتوبر يستغيث بنا، بعد انتشار حالات الإدمان والإتجار فى المخدرات داخل الدار، فقررنا التحقيق الفورى فى الظاهرة، ومواجهة المتعاطين والمدمنين والتجار.

عدد من المفاجآت والمخاطر تعرضنا لها فى بداية وأثناء إجراء هذا التحقيق، بداية من اكتشاف أحد المدمنين لنا، بأننا نلتقط صورا له، ففاجئنا قائلا: «انت قد التصوير ده، انت عارف أنا ممكن أعمل فيك ايه»، فيما حاول أخر التعدى بالضرب على محرر «الشروق» أثناء تصويره أحد الشباب وهو يتعاطى حقن الهيروين، مرورا بالتصوير داخل احدى الصيدليات التى تبيع الحبوب المخدرة بأضعاف ثمنها مقابل عدم مطالبة المشترى بروشته العلاج، وصولا إلى معايشة تجار المخدرات فى أوكارهم واقناعهم بالتصوير، إلا أن الله كان رحيما بنا لإنهاء هذا التحقيق دون أن نتعرض لأذى جسيم.

رغم حالة الغضب التى سيطرت على مواقع التواصل الاجتماعى عقب تصريحات ما يعرف بـ«رابطة تجار السجائر بالقاهرة والجيزة»، والتى طالبت المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء بتقنين زراعة وتجارة وتعاطى الحشيش وفرض ضرائب عليه، ووضع ضوابط لتداوله، لما يمكن أن يسهم به من تعزيز إيرادات الدولة وسد عجز الموازنة، إلا أن تجار المخدرات كان لهم نفس الرأى، ويقول أحدهم ويدعى (يونس ــ ك 38 عاما): «ليه الحكومة متسمعش الكلام وتقنن لنا الحشيش»، فى حين أكد آخر يدعى (فارس ــ د 27 عاما): «كدا كدا هنبيع والناس هتشترى طب ما يعملولنا مظلة قانونية ويسيبونا نشتغل بإذن الحكومة، وعلشان يقدروا يكشفولنا الحشيش والحبوب المغشوشة من غيرها، وفرصة حلوة يكسبوا من ورانا لأنهم لما يقبضوا علينا محدش هيستفيد حاجة فى الآخر»، إلا أن (أسعد ــ ن 36 عاما) أحد تجار المخدرات، كان له رأى مختلف، حيث يرى أنه بتقنين الحشيش لن يكون هناك تجار مخدرات، وسيصبح كباقى السلع التى تباع فى المحلات، ما سيؤدى إلى تراجع مكاسب تجار المخدرات.

اقرأ أيضا

بالفيديو.. عز الجن: انتوا قد التصوير ده

بالفيديو.. أيتام بدرجة تجار مخدرات

بالفيديو.. أول حوار صحفى مع تاجر مخدرات فى الخدمة

بالفيديو.. رحلة إلى أوكار المخدرات فى إمبابة وبولاق الدكرور

بالفيديو.. «دولاب فى الصيدلية»

عشاق المزاج يتعاطون «زبالة»

مساعد وزير الداخلية لمكافحة المخدرات: ليس بيننا «ناضورجية» للتجار

رئيس مكتب وزيرة التضامن يعترف: بعض رواد دور أيتام أكتوبر يتعاطون ويتاجرون فى المخدرات