بعد تحذير السيسي من «حروب الجيل الخامس».. عسكريون: الإعلام ومزج الحقائق بالأكاذيب أقوى أسلحتها - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 4:43 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد تحذير السيسي من «حروب الجيل الخامس».. عسكريون: الإعلام ومزج الحقائق بالأكاذيب أقوى أسلحتها

زيارة السيسي لشمال سيناء - أرشيفية
زيارة السيسي لشمال سيناء - أرشيفية
كتب – مصطفى ندا
نشر في: الإثنين 6 يوليه 2015 - 6:13 م | آخر تحديث: الإثنين 6 يوليه 2015 - 6:13 م

• خبير أمني : بالفعل هناك أجهزة استخباراتية تروج لمعلومات غير صحيح لزعزعة استقرار مصر ويواجهها السيسي
• خبير في مركز الأبحاث الاستراتيجية في واشنطن: استراتيجية الجيل الخامس تعتمد على الأخبار الملونة لحشد الراي العام ضد الدولة
• استاذ علوم سياسية بجامعة القاهرة :حروب الأجيال نظرية أمريكية بحتة نقلت الى المصريين وتم ترديدها بدون وعي

«مصر تتعرض الآن لما يسمى بحروب الجيل الخامس»، عبارة استخدمها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال تصريحاته بشأن الاعتداءات التى تعرضت لها مواقع عسكرية فى سيناء قبل أيام، وبحسب محللين عسكريين وسياسيين فإن مصطلح «حروب الجيل الخامس» فريد من نوعه ولم يصرح به قبل واستخدمه الرئيس كرسالة لعدة أطراف..

«مصطلح» متداول فى علم الاستخبارات، ويعنى استخدام المعلومات الملونة والموجهة والمغلوطة والتى تستخدم لتحقيق أهداف ومصالح سياسية للبلاد التى تطلقها على حساب استقرار الأوضاع في أوطان أخرى تخرج ضدها تلك المعلومات هكذا يعرف محللين سياسيين مصطلح «حروب الجيل الخامس».

ومن جهته قال الدكتور طارق فهمي استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن أجهزة الاستخبارات الدولية تتفنن في تلوين المعلومات على غرار موقع ديبكا الإسرائيلي وغيره الذي ينشر نحو 20% من الأخبار الصحيحة فقط في محتواه ومنها ما تعلق بمصر والتى كانت تستخدم في السابق بهدف الترويج للشائعات والمعلومات المضللة بهدف إثارة الرأي العام وجره الى مواجهات مع دوائر صنع القرار السياسي والتأكيد على أن الدولة فاشلة، موضحا «هذه الأمور حدثت بالفعل يوم الأربعاء الماضي عندما تم الاشارة لمعلومات غير صحيحة منها اشاعة إن أعداد القتلى من الجيش المصري بلغ أكثر من 70 قتيل وهو أمر غير صحيح».

هناك عدد كبير من الأجهزة الاستخباراتية حول العالم تنتهج ما يسمى باستراتيجية حروب الجيل الخامس أي استخدام المعلومات الملونة والموجهة والمغلوطة لتحقيق اهداف ومصالح سياسية لبلادها على حساب استقرار الأوضاع في أوطان أخرى. وهو «مصطلح متداول في علم الاستخبارات» هكذا عرف فهمى «حروب الجيل الخامس».

وأوضح فهمي «هناك فرق بين الخبر والمعلومة فالمعلومات التي تخص الأمن القومي لأي دولة في العالم لا تحتمل الخطأ في تداولها أما الأخبار التي تنتشر عبر وسائل الإعلام والمتعلقة بالأحداث السياسية والاضطرابات وما الى ذلك فجزء منها قد يكون صحيحا والجزء الآخر يكون ملون وعار من الصحة لإثارة البلبلة والعمل على تخفيض الثقة بين أجهزة الدولة والشعب وهذا الأمر كان يقصده الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطابه الأخير للجنود».

وأشار الدكتور طارق فهمي استاذ العلوم السياسية إن هناك أجهزة تسمى بأجهزة البث داخل عدد كبير من الوكالات الاستخباراتية حول العالم تتولى مهام تحديد مسار المعلومات والأخبار المتداولة وفقا لتوقيت معين من أجل الحصول على اهداف استراتيجية وهو ما كان يتم الإعداد له في مصر خلال الهجمات الارهابية الأخيرة في رفح والشيخ زويد.

من جانبه قال العميد خالد عكاشة الخبير العسكري والاستراتيجي إن الرئيس عبد الفتاح السيسي وفقا للمناصب التي تدرج بها في القوات المسلحة المصرية وبصفته مدير سابق للمخابرات الحربية كان يعي تماما لاستخدام لفظ «حروب الجيل الخامس»، مشيرا الى إن هناك جهات خارجية استخدمت سلاح الإعلام بشكل مكثف خلال ساعات محدودة منذ وقوع الحادث الارهابي في شمال سيناء للترويج لصورة مغلوطة وغير صحيحة عما يدور هناك في ساحة المعركة بين الجنود المصريين ووالإرهابيين من أنصار بيت المقدس.

وأوضح عكاشة إن هناك شكبة دولية تتضمن عدة اطراف أولها أجهزة استخبارات خارجية كانت على تواصل مع الطرف الثاني وهم منفذي الهجمات الارهابية في رفح والشيخ زويد قبل إنطلاقها في تمام الساعة السادسة صباح الأربعاء فضلا عن البعض من ناقلي المعلومات والاخبار والغير صحيحة والذين تم استغلالهم بشكل سىء مثل ما أشيع عن الاستيلاء على مواقع عسكرية في رفح والحصول على عددا من مدرعات الجيش أمام قسم الشيخ زويد والترويج لارتفاع أعداد القتلى إلى 64 ما يعد حرب نفسية من الدرجة الأولى لهز ثقة المصري في جيشه.

فيما يرى الدكتور أحمد عبد ربه استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن مصطلح«الجيل الرابع» هو نظرية مشهورة بالفعل في أوساط غير عربية «أمريكية بالأساس»، من خلال ورقة نقدية مطولة كتبها عسكرى أمريكى هو أنطوليو ايشافاريا Antulio Echevarria بعنوان «حرب الجيل الرابع وأساطير أخرى» fourth-generation war and other myths، وتم نشرها فى ٢٠٠٥ وتناول فيها الموضوع بنقد عميق وتفنيد لكل حججها الواهية.

مضيفا أن المقلق فى الأمر «أننا لو نظرنا إلى النظرية فى نسختها المصرية والعربية لتألمنا كثيرا لأنها أولا: سحبت من سياقها الأصلى كنظرية عسكرية أمريكية تبرر فشل مواجهة الحركات الجهادية والإرهابية غير التقليدية إلى سياق سياسى مصرى لتبرير وقوع الثورات والإضرابات والتظاهرات وهو سياق مخالف كليا للسياق الذى وضعت فيه ومن أجله.

واستطرد «إن النظرية التى تم تسييسها بالأساس للتعامل مع حركات الإسلام السياسى العنيفة (من وجهة النظر الأمريكية) تم ترديدها كما هى للتخلص من أى مظاهر تعددية وديمقراطية والتخلص من الخصوم السياسيين والحركات الثورية فضلا إن النظرية لم يروج لها خبراؤنا الاستراتيجيون فقط، ولكن تم تنبيها بواسطة جيش من المثقفين والسياسيين والإعلاميين دون فهم أو وعى بأبعادها، بل وحتى دون محاولة جادة للنظر فى أوجه قصورها وأساطيرها ونقدها».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك