إسرائيل تفرج عن وثائق جديدة تروى تفاصيل الهزيمة في 6 أكتوبر - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 10:19 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إسرائيل تفرج عن وثائق جديدة تروى تفاصيل الهزيمة في 6 أكتوبر

صورة بانورامية للجسور التي أقامتها القوات المسلحة الإسرائيلية لعبور قناة السويس
صورة بانورامية للجسور التي أقامتها القوات المسلحة الإسرائيلية لعبور قناة السويس
محمد حامد
نشر في: الإثنين 6 أكتوبر 2014 - 1:32 م | آخر تحديث: الإثنين 6 أكتوبر 2014 - 1:45 م

• رئيس «قسم مصر» بالمخابرات الإسرائيلية أمام لجنة «أاجرانات»: أسأنا تقدير السادات.. وأزمة زيت الطعام خدعتنا

• ضابط إسرائيلي: قدمت معلومات وفية عن استعدادات المصريين والسوريين.. ولكن رئيس المخابرات لم يستجب

• يوئيل بن بورات: طلبت من إيلي زعير استدعاء ما بين 100 ألف و150 ألفًا من الاحتياط فرض استدعاء حتى ربع فرد احتياط

• المقدم يوني بلدمان: اعتقدنا أنه لا يوجد شيء اسمه «جبهة عربية».. وكتبنا يوم 5 أكتوبر أن ما يحدث هو مجرد مناورة

بمناسبة الذكرى الحادية والأربعين لحرب السادس من أكتوبر 1973، كشف أرشيف جيش الاحتلال الإسرائيلى، فجر أمس، عن وثائق تنشر للمرة الأولى من محاضر جلسات لجنة تقصى الحقائق، التى شكلتها الحكومة الإسرائيلية لبحث أسباب الهزيمة، وعرفت باسم «لجنة أجرانات»، وتتضمن تلك الوثائق شهادات لضباط من جيش الاحتلال.

من بين هؤلاء المقدم يونى بلدمان، رئيس قسم مصر فى شعبة الأبحاث بجهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، والذى لا يزال ينظر إليه حتى اليوم فى إسرائيل على أنه أحد أهم رموز الفشل الاستخباراتى فى الحرب.

بلدمان رأى فى شهادته أمام اللجنة أن المفهوم الخاطئ داخل «أمان» عن عدم قدرة مصر على شن الحرب كان يرجع إلى عدة عوامل، أولها النظرة الخاطئة إلى الرئيس المصرى (آنذاك) محمد أنور السادات.

ومضى قائلا: كانت التقديرات لدينا أن السادات يجيد الكلام لا الأفعال. كانت صورة السادات لدينا لا تختلف عن صورته لدى صحفيين مصريين ولبنانيين، وهو أنه زعيم غير قادر على اتخاذ القرارات، فقد ثقته بنفسه وفى قدراته وقدرة جيشه على الحرب.

وثانى هذه العوامل، هو الوضع الداخلى السيئ وغير المستقر فى مصر، ثم الفهم السائد لدى الإسرائيليين أن هناك توافقا بين المصريين على أن القوات المصرية أقل كفاءة من نظيرتها الإسرائيلية، وأخيرا الجبهة العربية، فقد كان السادات يشعر أنه لا يحظى بدعم من العالم العربى، فلا أحد فى العالم العربى مستعد للمضى مع مصر فى اتجاه الحرب، وكانت هناك شواهد كثيرة من تصريحات السادات فى شهرى أبريل ومايو 1973 تفيد بأنه لا يوجد شىء اسمه «جبهة عربية».

أما العامل الأخير، بحسب بلدمان، فكان أجواء التقارب بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى، وهو التقارب الذى نظر إليه المصريون على أنه يحد من استعدادات الاتحاد السوفيتى لمساعدة العرب بسبب مصالح السوفيتيين مع الأمريكيين.

وتابع بقوله: «قدمت إلى رئيس المخابرات العسكرية التصريحات والتعليقات الصادرة من مصر، والتى تكشف عن رؤية المصريين للسوفييت فى تلك الفترة. فقد رفض الاتحاد السوفيتى أى محاولة من جانب المصريين لدفعهم إلى التدخل المباشر فى المنطقة إذا لم تبد إسرائيل استعدادها للتوصل إلى تسوية سياسية».

وروى فى شهادته حادثة وقعت فى مايو 1973، إذ أفاد عملاء للمخابرات الإسرائيلية بأن السادات سيشن الحرب فى مايو، لكن بندمان ورفاقه فى المخابرات العسكرية استبعدوا هذا الرأى، فى حين أخذ به رئيس هيئة أركان الجيش ووزير الدفاع اللذان اعتقدا أن هناك احتمالات كبيرة لاندلاع الحرب.

وأضاف: «اعتمدنا فى رأينا على أن مصر تمر بضائقة مالية كبيرة أدت إلى نقص حاد فى زيت الطعام فى الأسواق المصرية حتى أن أزمة الزيت أصبحت رمزا للوضع فى مصر، ومن ثم كان لابد من حل هذه المسألة، وكان السادات يقول لابد من إعادة المصداقية».

ووفقا لشهادة بندمان، «كان لدى المخابرات العسكرية جميع المعلومات المطلوبة عن قرب اندلاع الحرب، لكن لم يكن لديها الخلفية أو السياق لتفسير هذه المعلومات.. ولذلك كتبنا فى 5 أكتوبر (عشية الحرب) أن ما يحدث (من تحركات مصرية) هو مجرد مناورة».

أما العقيد يوئيل بن بورات، الذى كان قائدا للوحدة 848، وهى وحدة التجسس الإلكترونى فى المخابرات العسكرية الإسرائيلية، فقد نفى فى شهادته أمام لجنة أجرانات الاتهامات الموجهة إلى الوحدة بأنها لم تحذر القيادة من نشوب الحرب، وألقى باللائمة على اللواء إيلى زعيرا، رئيس المخابرات العسكرية، متهما إياه بأنه «لم يأخذ بتحذيراته بأن المناورة المصرية ليست سوى ستار خادع لشن الحرب».

وتابع بقوله إن حرب أكتوبر كانت الاختبار الأول من نوعه الذى واجهته دولة إسرائيل، والاختبار النهائى لأى جهاز مخابرات هو التحذير قبل أى هجوم مفاجئ على المستوى الإستراتيجى، لكن إسرائيل فشلت فى هذا الاختبار».

بورات، الذى نشر قبل وفاته عام 2007 كتاب «قصة المفاجأة فى حرب يوم الغفران»، مضى قائلا فى شهادته إنه «لم يكن هناك فى رأيى سبب ولا تبرير لأن نفاجأ بما حدث، فالوحدة 848 زودت المسئولين بكمية وافية ومتميزة من المعلومات قدمت صورة عن استعدادات المصريين والسوريين للحرب، الأمر الذى كان سيمنح الجيش الإسرائيلى الوقت للاستعداد».

وعرض على اللجنة بعض المعلومات التى أثارت لديه الشكوك بشأن عمليات الجيش المصرى، وأن ما يحدث من المصريين قرب الجبهة ليس مجرد مناورة، وقال إن حشد 260 سيارة نقل تنقل معدات وأسلحة ومياها فى منطقة خليج السويس، دفعنى إلى الاعتقاد بأن ذلك أمر غير طبيعى؛ لأن هذه ليست منطقة مناورات، وكان واضحا أن حربا ستندلع، وقد وافقنى فى هذا الرأى رئيس شعبة المعلومات.

وروى بورات أمام اللجنة اللقاء الذى جمعه مع إيلى زعيرا، رئيس «أمان»، وكيف رفض الأخير طلبه باستدعاء قوات الاحتياط، مضيفا: «قلت لزعيرا أطلب منك استدعاء 100 ألف أو 150 ألفا من الاحتياط. فرد زعيرا إن مهمة المخابرات هى الحفاظ على أعصاب الدولة وليس زعزعة المجتمع والاقتصاد. لن أسمح لك بالتفكير فى استدعاء حتى ربع فرد احتياط».

وتحدث بن بورات عن مشاكل واجهت وحدته عند اندلاع الحرب، وأهمها تراجع المصادر وتناقص عدد المتحدثين باللغة العربية فى الوحدة وقلة كفاءتهم، وفى المقابل فإن العرب أتقنوا اللغة العبرية جيدا.

وختم بأن «معظم الجنود العاملين فى الاستماع إلى محطات الإذاعة العربية فى خمسينيات القرن الماضى كانوا من اليهود العرب الذين كانت اللغة العربية هى لغتهم الأم، ولكن اليوم يعتمد الجيش على الذين درسوا اللغة العربية فى المدارس، وهؤلاء لا يجيدون العربية».

وأمام لجنة أجرانات مثل أيضا العقيد يوسف زعيرا، وهو ابن عم رئيس المخابرات العسكرية، إيلى زعيرا، وكان رئيسا لشعبة تشغيل العملاء وانتقل قبل الحرب للعمل رئيسا لشعبة المخابرات الشبكية، وهذه الوحدة تعمل على فك شفرات المعلومات فى شبكات الاتصال المصرية والسورية، وكان مسئولا عن الجانب السورى فى وحدة التنصت 848.

يوسف قال فى شهادته أمام أعضاء اللجنة إنه خلال أحد الاجتماعات فى المخابرات العسكرية وصلت معلومات تشير بوضوح إلى تحركات غير طبيعية للجيوش العربية، وتم التوصل فى هذا الاجتماع إلى أن معلومة واحدة تستحق الدراسة، وكانت عن وصول اللواء السورى المدرع من مدينة حمص إلى المنطقة الجنوبية.

ومضى قائلا إن الاجتماع الذى عقد قبل بضعة ايام من نشوب الحرب شهد معارضة كبيرة للشكوك التى ثارت بأن تحريك القوات السورية يشير إلى الاستعداد للحرب. وقال إنه فى تلك الجلسة عارض مساعد رئيس المخابرات للشئون البحثية، آريه شيلو، الفكرة التى طرحت فى الاجتماع بأن تحريك القوات ليس لغرض دفاعى، وهدد بطرد المقدم، عاموس جلبوع، من الاجتماع إذا كرر ذلك مرة أخرى.

وتشير محاضر جلسات لجنة أجرانات، التى كشف عنها، إلى أن يوسف زعيرا ذكر فى شهادته أنه كانت هناك تقديرات بأن الحرب القادمة ستبدأ على شكل مناورة عسكرية، مضيفا أن وحدته أخذت تحرك القوات المصرية والسورية مأخذ الجد، وإنه شخصيا حذر من قرب الحرب هو وضباط آخرون لكن ذلك لم يجد نفعا.

وختم بأنه تخطى قادته المباشرين وتوجه مباشرة إلى رئيس المخابرات العسكرية، ابن عمه إيلى زعيرا، ففى مساء الرابع من أكتوبر اتصل بإيلى زعيرا فى منزله، وأخبره أن هناك علامات مقلقة للغاية، وطلب منه أن يمنحه تصريحا لتفعيل «وسائل خاصة» (حجبت اللجنة المعلومات عنها)، لكن رئيس المخابرات العسكرية رفض ذلك.

إقرا ايضا:

قائد لواء «بالوظة الإسرائيلى»: شارون استبعد نشوب الحرب لأن المصريين «غير مؤهلين» لها

«أجرانات».. لجنة التحقيق في هزيمة إسرائيل بـ«6 أكتوبر»



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك