• 3 مستشفيات تستقبل الأهالى لسحب عينات (d.n.a) لمطابقتها بتحاليل «شهداء جسر الجمرات»
• محمد جاء من سوهاج لإجراء التحاليل بعد فقدان والده.. ووالدة حاج غائب: «قلبى مطمن ومش هعترض على قضاء ربنا»
بدأت أمس 3 مستشفيات حكومية وهى معهد ناصر ودار السلام والشيخ زايد فى سحب عينات الحامض النووى « DNA» من أهالى المفقودين الذين لم يتم التعرف عليهم بحادث مشعر «منى» أثناء أداء مناسك الحج، والذى أكدت وزارة الصحة أن إجمالى عدد الوفيات بين الحجاج المصريين فيه بلغ 138 حالة وفاة، و96 مفقودا، و13 مصابا تحت العلاج بمستشفيات المملكة العربية السعودية.
رصدت «الشروق» روايات بعض الأهالى فى مستشفى معهد ناصر، وكان أصغرهم سنا، الطفل محمد محمود محمد، 8 سنوات، الذى جاء من سوهاج بصحبة خاله إلى القاهرة دون أن يعرف سبب وجوده فى المستشفى، لإجراء التحليل بعد انقطاع اخبار والده منذ يوم عيد الأضحى.
محمد ما زال ينتظر هدية والده التى وعده بها فى الإجازة القادمة له، بعد ان سافر منذ عامين ليعمل كمعلم فى السعودية، حيث توجه من مدينة الطائف السعودية إلى مكة لقضاء فريضة الحج، لكنه فقد فى حادث منى، وكان برفقته 3 من زملائه، احدهم توفى والاخر نجا وحاول البحث عنه فى المستشفيات عنه لكن دون جدوى.
وانتقد أحمد محمد خال الطفل، تأخر الحكومة فى اتخاذ أى إجراء خلال 10 أيام من الحادث، مشيرا إلى أنهم لم يجدوا أى جهة للتواصل معها، وأن كل ما استطاعوا القيام به هو البحث فى صور المتوفين والمصابين الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعى، وجمعوا عددا من الصور التى اشتبهوا فيها وارسلوها إلى زملائه فى السعودية للتأكد، لكنهم أكدوا أن البيانات مختلفة.
لم يختلف كثيرا الطفل محمود، 10 سنوات، عن سابقه، حيث جاء من بنى سويف مع عمه على لسحب عينة منه بعد تغيب والده محمد صدقى وانقطاع الاتصالات الهاتفية بينهم الساعة 10 ونصف مساء قبل الحادث.
لكن على، أكد أن بعض أبناء قريتهم المتواجدين فى السعودية قالوا له إن اخاه كان على قيد الحياة بعد الحادث، وكان يساعد فى نقل المتوفين والمصابين فى المستشفيات الميدانية التى أقامها الحجاج.
وقالت والدة احد المفقودين الذى يدعى محمد على طاحون، إن ابنها سافر ضمن خدمة الحجاج وان
آخر اتصال بينهم كان قبل رمى الجمرات، مضيفة: «اتصل بى واطمأن على صحتى وطلبت منه الدعاء للجميع وسأل على والدته وألح فى توصيتها به، وتابعت «قلبى مطمن ولو كان مات مش هعترض على قضاء ربنا وراضية.. ربنا يرحمه ويصبر ولاده».
كما تواجد فوزى عبدالسلام، لإجراء الفحص الطبى بعد ان تغيب ابنه، ولم يستطع معرفة أى معلومات عنه، بعد فقد الاتصال بهم من يوم وقفة عرفات، وأخبرتهم زوجته أن ابنهم اختفى وطلبت منهم إجراء الفحص الطبى لمطابقته بالجثامين الموجودة فى السعودية واستخراج الاوراق اللازمة.
وقال على ابراهيم، ابن عم احد المفقودين الذى يدعى رضا السيد من الدقهلية، إن زوجة المفقود ما زالت فى السعودية للبحث عنه، متسائلا عن مصيرها حتى ظهور نتائج الفحوصات، خاصة أن عودة الفوج الذى تتبعه يوم الخميس القادم وأنها ما زالت تبحث فى المستشفيات.
وأوضح د.محمود سعيد نائب مدير مستشفى معهد ناصر، انه تم تخصيص مستشفى معهد ناصر لأهالى الحجاج من المفقودين من حجاج «الفرادى»، ومستشفى دار السلام العام لاهالى المفقودين من حجاج «السياحة، ومستشفى الشيخ زايد آل نهيان لأهالى المفقودين من حجاج الجمعيات والقرعة.
وقال ان التعليمات الخاصة باهالى المفقودين تتضمن حضور فردين من أقارب الدرجة الأولى للشخص المفقود كحد أقصى، والمختص بالحضور تحديدا الأب أو الأم أو الابن أو الابنة أو الأخ الشقيق أو الأخت، والحضور بداية من الساعة التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء.
وقال د.هشام زعزوع مدير مستشفى معهد ناصر، إن المستشفى استقبل حتى ظهر أمس، 15 حالة، منهم 9 اسماء واردة بين الـ47 حالة المفقودة فى الكشف، و6 غير موجودين، وأنه تم اتخاذ جميع التدابير اللازمة للتيسير على أهالى المفقودين عملية سحب العينات لسرعة إرسالها للمملكة العربية السعودية لمطابقتها بالجثامين المجهولة الناتجة عن الحادث هناك، وأن عملية سحب العينات سوف تتم بالمجان.
واشار إلى وضع خطة بالتعاون مع وزارة الداخلية ومصلحة الطب الشرعى التابعة لوزارة العدل، لتسهيل عملية سحب العينات من أهالى المفقودين، لافتا إلى انه سيتم ظهور نتيجة العينات خلال اسبوع، وفى غضون 3 أسابيع ستكون النتيجة النهائية بعد مطابقتها بنتائج التحاليل فى السعودية.
فى السياق ذاته خصصت الوزارة خطين ساخنين مجانيين للاتصال عليهما مجانا للاستفسار وهما رقم «105» ورقم «137 » مجانا من الساعة التاسعة صباحا وحتى الساعة التاسعة مساء أيضا.
