قال اللواء أركان حرب باقي زكي يوسف، صاحب فكرة فتح الثغرات في الساتر الترابي بخراطيم المياه في حرب أكتوبر 1973، إنه حين تم طرح خطة عبور القوات إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، لم يريحه وجميع الحضور ما تم طرحه بشأن خطة فتح الثغرات بالساتر الترابي لما تضمنته من نسبة خسائر كبيرة تصل إلى 20%.
وأضاف «يوسف» خلال حواره لبرنامج «السادة المحترمون» الذي يعرض على شاشة «أون تي في»، الثلاثاء، أن فكرة فتح الثغرات بخط بارليف كانت قائمة على استخدام المفرقعات، أو المدفعية المكثفة، أو الصواريخ، أو قنابل الطائرات، ولكن تلك العملية كانت ستستغرق من 12 إلى 15 ساعة لفتح ثغرة واحدة.
وتابع: «حين تقدمت للحديث بشأن فتح الثغرات وعرض ما تم الحديث فيه سابقا، وجدت نفسي أقول بدون شعور أنه هناك قوة أخرى وهي المياه.. الموضوع بسيط كل ما نحتاجه هو طلمبات ضخ مياه تحمل على القوارب أثناء عبور القناة ويستخدمها الجنود».
واستطرد: «العدو بنى الساتر الترابي في حضن القناة، كان قريبا جدا من الشاطئ وبارتفاع 20 مترا وميل 70 درجة، وضخ المياه بقوة كبيرة سيدفع المياه للتحرك من مكانها وتندفع إلى قاع المياه».
وأكمل: «قلت لهم أننا جربنا ذلك في مصر سابقا ونجحنا أثناء بناء السد العالي، وقائد الفرقة فتح المناقشة مع الرؤساء المتخصصين، وتم عرض الأمر على قائد الجيش وطلب الاجتماع معي فورا، ورئيس هيئة العمليات اقتنع بالفكرة بعدما تأكد من تنفيذ الفكرة سابقا بالسد العالي».
وأوضح أن الفكرة فرضت نفسها على الموقف لأن جميع البدائل لم تكن مريحة، كما أنه تم عرض الفكرة على الرئيس جمال عبد الناصر وتم تنفيذها بعد استكمال دراستها، وتم عمل 300 تجربة في حلوان عليها قبل التنفيذ الأخير بالحرب.
وأكد أنه تم فتح 60 ثغرة بالساتر الترابي، ونزل 90 متر مكعب من الرمال إلى مياه السد، متابعا: «بحلول الساعة العاشرة ليلا أصبح الساتر الرتابي منخل».