لا تزال الكرة المصرية تعانى من عدم الإحترافية، وهو أحد أسباب تراجعها الصارخ على مدار السنين الطوال، وحتى مع وجود إنجازات وبطولات، فإنها أشياء تحققت ليس بتخطيط واضح ومنظم بل حدث كما يقال فى الأمثال الشعبية (بدعا الوالدين).
الأزمة التى يعيشها الأهلى تجسيد واضح لحال الكرة المصرية، وفى الحقيقة، فإن مجلس إدارة القلعة الحمراء برئاسة محمود طاهر لا يجب أن تسلط مدافع الهجوم عليه، والقول بأن المجلس السابق بقيادة حسن حمدى كان صاحب رؤية وإحترافية وإنجازات، فحتى مع تحقيق كتيبة حمدى ومحمود الخطيب تحت قيادة البرتغالى مانويل جوزيه لعديد البطولات المحلية، والقارية، فإن الأمر يبقى فى النهاية ليس بتخطيط إحترافى مدروس كما هو الحال فى العالم الأخر الذى يمارس كرة القدم الحقيقية.
وعلى أى حال، هذا موضوع يحتاج إلى صفحات طويلة، للحديث فيه، ولكن "الشروق"، تريد وبشكل واضح أن تشير إلى حالة العشوائية التى تعيشها كرة القدم المصرية بشكل عام متمثلة فى حالة النادى الأهلى.
وتشاء الأقدار أن تتصادف أزمة الأهلى مع أزمات تعرضت لها أندية إنجليزية عريقة، ولكن بالطبع فإن التعامل كان إحترافى للغاية ومختلف، عكس ما حدث فى البيت الأهلاوى.
- الفارق بين إقالة رودجرز ومبروك.
تعامل ليفربول مع الأزمة: أتخذ قرار مساء الأحد الماضى بإقالة مدربه برندان رودجرز لأسباب تراكمية، لم يكن لها علاقة فقط بتواضع النتائج الموسم الماضى، بل هو أيضاً لأسباب تتعلق بعدم قدرة المدرب على إدارة الصفقات القوية التى قام بها النادى.. ومع ذلك، فإن أسلوب ليفربول فى إتخاذ القرار يدل على أن الوضع فى مصر لا يزال غير إحترافى.
وبالنظر إلى تعامل إدارة "الريدز" مع الأزمة، فإنه يتبين الفارق الواضح فى الإحترافية بينها وبين الأهلى.. فليفربول لم يعقد إجتماع مطول بالست ساعات مثلما حدث فى الأهلى، بل أصدر بيان شرح فيها أسباب رحيل رودجرز، وفيه جملة تؤكد الفارق بين الكرة فى مصر والعالم الأخر.. البيان يقول: "الطموح وعقلية الانتصار هي من اساسيات النادي، وهو ما نريد أن نجلبه في ليفربول، نحن نؤمن أن هذا التغيير سيعطينا فرصة أفضل.. البحث عن مدرب جديد بدأ ونأمل أن نعلن عن المدرب القادم في الوقت المناسب".
تعامل الأهلى مع الأزمة: لم يكتفى الأهلى بالبيان الصادر عبر موقعه الرسمى، بل قام كل عضو فى مجلس الإدارة بالخروج بتصريحات متناقضة للصحفيين والقنوات الفضائية عقب هذا الإجتماع المطول يشرح فيها خطة الأهلى للمرحلة المقبلة كلاً حسب وجهة نظره، وهو ما يشير إلى غياب الفكر الجماعى الإحترافى عن منظومة القلعة الحمراء.
- الفارق بين مورينيو ومبروك
تعامل تشيلسى مع الازمة: خرج البرتغالى جوزيه مورينيو مدرب تشيلسى بتصريحات عقب خسارة الفريق الرابعة فى الدورى الإنجليزى الممتاز أمام ساوثهامبتون يؤكد فيها عدم نيته فى الإستقالة، ومطالباً الإدارة بعدم إقالته وتحديد موقفها بشكل واضح من إستمراره.
إدارة تشيلسى فى تعاملها مع هذه الأزمة، أكدت أنه لا يوجد فكر الإدارة فى مصر، وهو ما يتجسد فى حالة الأهلى.. جون تيرى خرج بساعات عقب هزيمة ساوثهامبتون تحدث لموقع ناديه الرسمى أكد وقوف لاعبى الفريق بأكلمه خلف مورينيو للمرور من كبوى النتائج، وأتبعته إدارة "البلوز" ببيان رسمى تؤكد فيها وقوفها وثقتها فى المدرب مورينيو، وقدرته على إستعادة المستوى والنتائج.
تعامل الأهلى مع الأزمة: مجلس إدارة محمود طاهر وبشكل واضح هو من يتحمل ما حدث للأهلى، والسبب واضح وهو أن قرار تعيين فتحى مبروك فى البداية كان بشكل مؤقت عقب إقالة الأسبانى كارلوس جاريدو، إلا وأنه عقب الفوز على الغريم التقليدى الزمالك فى الدورى، تم إقرار الإبقاء على فتحى مبروك لموسم جديد، دون أى رؤية مستقبلية أو خططية، وهو عكس تماماً مع تعاملت به إدارة تشيلسى مع أزمتها من حيث وجود رؤية مستقبلية للفريق مع مورينيو حتى مع سوء نتائج النادى.