أهالى ضحايا «محرقة العجوزة» أمام مشرحة زينهم: كانوا «بيكلوا عيش» - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 8:57 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أهالى ضحايا «محرقة العجوزة» أمام مشرحة زينهم: كانوا «بيكلوا عيش»

أحداث محرقة العجوزة
أحداث محرقة العجوزة
كتب ــ مصطفى أمير:
نشر في: الأحد 6 ديسمبر 2015 - 9:55 ص | آخر تحديث: الأحد 6 ديسمبر 2015 - 9:55 ص

• بكاء الأمهات يتردد فى جنبات المشرحة.. وسيارات فارهة تملأ المكان

«يا أحمد.. يا محمد.. يا إسلام.. يابنتى.. يا ضنايا»،.. بعيون تورمت من شدة البكاء، وبأصوات بُحت من كثرة الصراخ والعويل، وقفت أمهات وأخوات وأقارب ضحايا ملهى العجوزة غارقين فى الحزن والأسى، فى انتظار خروج 16 جثة، من مشرحة زينهم بعد الانتهاء من تشريحها لتحديد أسباب وفاة هؤلاء الضحايا الذين سقطوا فى حريق «كازينو الصياد» بمنطقة العجوزة بعد الهجوم عليه من مجهولين بزجاجات المولوتوف.

فى محيط المشرحة بالشارع الرئيسى تنتظر عشرات السيارات الفارهة، يجلس فيها عدد من ذوى الضحايا من السيدات والرجال، ملامح وجوههم تكسوها الصدمة من الموت.

على الباب الخلفى للمشرحة المخصص لتسلم الجثث، تجلس العشرات من السيدات بثياب بسيطة، بعضهن من منطقة الكيت كات، يصرخن فى آن واحد على ذويهم، حرقة الفراق أخرجت ما فى صدورهن، تواسى كل منهن الأخرى، فى حالة من الذهول، وعدم تصديق للواقع.

إحدى الأمهات وقبل الاقتراب منها ضربت الأرض بكفيها وصرخت «يا ابنى يا حبيبى».

ومع توافد العديد من أقارب ذوى الضحايا لمواساتهم، ينادى عامل بالمشرحة وأحد الأقارب «وسع للعربية الجثمان طالع»، أم الضحية تصرخ مجددا بصوت عالٍ «عايزاه حى يارب عايزاه حى».

وتدخل فى حالة إغماء، قبل أن يحملوها داخل سيارة «ميكروباص»، لمرافقة الجثة.

وقال آخر: «أنا قريب، إ، وهو عيل غلبان، 25 سنة مالوش فى أى حاجة، كان شغال هناك زى أى شاب مش لاقى شغل وخلاص، وما حدش يعرف هو متخانق مع حد ولا عمل مشاكل مع زباين ولا أى حاجة، وكل الناس اللى ماتت دى ذنبها فى رقبة اللى عمل كده».

وأضاف أن عددا من الجثث تم نقلها إلى مستشفى العجوزة، وعدد آخر إلى إمبابة وعدد ثالث إلى زينهم، مؤكدا أنهم فى انتظار التحقيقات.

وتدخل قريب لأحد الضحايا فى الحديث قائلا، «16 واحد ليه؟ هى حرب؟ الموضوع كبير ومرتب ليه، فالجناة وصلوا للمحل وأحاطوا به وسكبوا مواد حارقة ثم اشعلوا النار فيه، ده شغل عصابات، ده مش بلطجية وخلاص».

وتابع: «عيالنا اللى ماتت إيه ذنبها، دى ناس شغالة فى النظافة والبوفيه والكافيتريا اللى جوه، وما فيش شغلانة غير دى قدامهم علشان ياكوا منها عيش، فيهم الشباب واللى متجوز واللى عنده عيال بيصرف عليهم، واللى عملوا كده بلطجية، أكيد صاحب المحل عارفهم بالإسم، حسبى الله ونعم الوكيل فيهم».

بينما أشار ثالث إلى أن ذويهم من الضحايا لم يكن لهم أعداء، أو بلطجية أو حتى لديهم سابقة اتهامات بأعمال عنف أو خلافه، وذنبهم أنهم كانوا يبحثون عن رزق لهم وأهل بيتهم.

وقال «العيال اللى عملوا كده لا يمكن تكون ناس طبيعية، دول شياطين أكيد شاربين حاجة ومبرشمين وقتلهم قليل على اللى عملوه».

وأضاف: «دى أكيد عصابة كبيرة والشرطة لازم تمسك الكل وما تسبش حد فيهم خالص، وياريت المحاكمة تكون بسرعة بقى، وأقل من إعدام ليهم ما حدش هايقبل من أهالى الميتين».

«بنتى راحت خلاص» هذه الكلمة لم تردد أم سواها لفترات طويلة، وما بين صمتها من الكلمات بصوت بُح، لطمت خديها، وشقت جيوبها، حرقة على فقيدتها.

فيما أضاف شاب آخر أن الجناة مروا فى شوارع العجوزة يحملون «بنزينا ومولوتوف وزجاجات حارقة»، ويستقلون دراجات بخارية، دون أن يستوقفهم أى فرد أمن فى الشارع حتى لو لمجرد الاشتباه.

وتساءلت: «فين الأمن والشرطة لما شوية بلطجية يلفوا الشارع بمولوتوف رايح جاى وما حدش يقولهم رايحين فين ولا جايين منين».

من جانبه قال عصام حسن صاحب «ملهى الصياد» فى 186 شارع النيل بالعجوزة، إن الجناة لهم واقعة حرق محل آخر اسمه «الفراعنة» فى شارع السودان، وعلى الأمن معاقبة هؤلاء البلطجية، وأن من لقوا مصرعهم «موظفين غلابة عندى» بحسب وصفه.. كما ألقت وزارة الداخلية القبض على شخصين متورطين فى الواقعة، بعد ارتكابها بساعات.

بداية «المحرقة» حينما استيقظ أهالى حى العجوزة على الفاجعة فى السابعة تقريبا من صباح أمس الأول، حيث التهمت النيران الملهى، فى شارع النيل، وأحرقت 16 شخصا بينهم 5 سيدات وأصابت آخرين.

هرع الأهالى وأبلغوا غرفة العمليات بالحماية المدنية فى الجيزة، بنشوب الحريق، وعدم استطاعتهم فى إخماده، وتخوفهم من امتداد النيران للمبانى المجاورة وأحد الفنادق الشهيرة الملاصقة، وانتقلت سيارات الإطفاء والإسعاف بعد تلقى البلاغ.

فى أقل من ساعة توصلت التحريات الأولية للمباحث أن الحادث «جنائى»، بسبب خلافات قد نشبت بين العاملين فى الملهى، وعدد من زبائن «البار»، وقد منعوا من الدخول ليلة الخميس، وظن الجميع أن الأمر قد انتهى، إلا أنه فى صباح الجمعة، قد عادوا لينتقموا، وأحرقوا 16 شخصا، فى مشهد يجسد أحد المشاهد السينمائية من فيلم «كباريه» على أرض الواقع.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك