قد يتفاجئ كثيرون عندما يتطلعوا على جدول المسابقة الاقوى في العالم ويجدوا ان متصدر الترتيب فريق يدعى ليستر سيتي ، فريق صاعد منذ عام فقط الى البريميرليج يصعد الى قمة الدوري الانجليزي بهذه السرعة وسط "العتاولة" كما يقال على الاندية الكبرى في انجلترا كارسنال و مانشستر سيتي و يونايتد وتشيلسي وليفربول وايضا توتنام ، وهو ما يجعل الامر مثيراً للاهتمام وللتحليل لمعرفة كيف وصل هذا الفريق المغمور لحد كبير لاغلب المتابعين الى قمة البريميرليج بعد انقضاء 15 جولة وقبل 3 مباريات فقط من نهاية الدور الاول ونصف الدوري بأكمله بمدرب و لاعبين لا يعرفهم الجزء الكبير من متابعي الكرة والدوريات الاوروبية.

ونستعرض لكم في هذا التقرير اهم الاسباب التي أدت لوجود ليستر سيتي في هذه المكانة وهذا المركز الذي هو حلم لكل اندية العالم بكل تأكيد :

1- الثعلب رانييري

وجود مدرب بحجم الايطالي كلاوديو رانييري مع ليستر سيتي هذا الموسم صنع هذا الفارق بكل تأكيد ، فرانييري يملك من الخبرات الكبيرة والطويلة مع اندية كبيرة في السابق تكفل له قيادة ليستر سيتي الى هذه المكانة ، فالرجل الخبير وضع كل خبرات السنين مع الفريق هذا الموسم و قام بفترة اعداد قوية للغاية وقام بتثبيت العناصر الاساسية في معظم المباريات مما خلق هذا الانسجام الكبير بين افراد الفريق حتى اصبح يلعب ككتلة واحدة في التحرك للهجوم والعودة للدفاع ، كلاوديو نجح ايضا في التعامل النفسي مع لاعبيه واوصلهم لاعلى نقطة من الجانب المعنوي و زادت الثقة الى الحد الاقصى مع الفوز المتتالي ، رانييري نجح ايضا في التعامل مع المباريات بكل مباراة على حدا ولكن منافس بطريقته الخاصة حتى نجح في جمع كل هذه النقاط وتحقيق 9 انتصارات جعلته الاول على الدوري الانجليزي.

2- الثنائي الخارق "فاردي ومحرز"

مما لا شك فيه ان الثنائي الخارق جيمي فاردي والجزائري رياض محرز قد ساهما في تلك الانتفاضة الكبير للفريق لقد سجلا سوياً 24 هدف من اصل 32 هدف سجلهم الفريق في الدوري بنسبة اكبر من 75% من اهدا الفريق واكثر من اندية كاملة كبيرة امثال تشيلسي و يونايتد و ليفربول ، وبلا ادنى شك ساهمت تلك القدرة الهجومية الكبيرة في تفوق واضح لليستر سيتي هذا الموسم وتربعه على قمة الدوري الانجليزي ، ايضا حقق كل من فاردي و محرز ارقاما قياسية كانت خالدة لفترة طويلة في الدوري الانجليزي ففاردي حطم الرقم المسجل باسم فان نيستلروي بـ 11 هدف في 11 مباراة متتالية ، كما حقق رياض محرز اول هاتريك في التاريخ للاعب عربي في البريميرليج ويقترب من ان يبقى اللاعب العربي الاكثر تسجيلا في البريميرليج في موسم واحد على الاطلاق وكل هذا يعد من اهم اسباب تفوق ليستر الواضح هذا الموسم.

3- طريقة اللعب والتكتيك المناسب

لخبرة رانييري في الدوري الانجليزي مع تشيلسي من قبل جعله يعرف خبايا معظم الاندية الانجليزية و نقاط ضعف وقوة خطوطها الثلاثة فيستخدم اسلوب انجليزي بحت مع اضافة لمسته الفنية الحديثه بعض الشئ فيعتمد على الكرات الطويلة و اللعب على الاطراف و الجناحين مع وجود مهاجم "محطة" وحيد يمتلك السرعة و المهارة الكافية لانهاء الهجمات و دفاع قوي صلب و صاحب قامات طويلة مثل روبرت هاث و سيمبسون و فوكس و خط وسط عنيف و قوي مثل اينلر و اندي كينج و شولووب هذا هو الاسلوب الانجليزي المعتاد يلعب به رانييري مع اضافة لمسته الجمالية الخاصة بوجود لاعبين امثال محرز و فاردي واوكازاكي والبريتون مع وجود تكتيك واضح بالتمرير السريع و الهجمات المرتدة السريعة و اللعب على الجناحين والدفاع المتقدم تكمن خطورة ليستر سيتي ، ويستخدم رانييري طريقة لعب ثابته في اغلب المباريات و هي 4-2-3-1 و يلجأ لـ 4-3-2-1 في المباريات امام الفرق الكبيرة ، فالمرونة في تطبيق تلك الطريقة بمشتقاتها في مباراة واحدة على اختلاف الظروف من اهم ميزات ليستر هذا العام ففي المباراة الواحدة يستخدم رانييري اكثر من تكتيك و اسلوب و وصل بلاعبيه لنقطة كبيرة في الانضباط داخل الملعب و الالتزام الصارم بتطبيق فكره.

صورة توضح اعتماد ليستر على الكرات الطولية في بناء الهجمات بنسبة 40%

4- سقوط الكبار 

من المؤكد ان تراجع كبار القوم في انجلترا هو سبب ايضا و له دخل كبير ببقاء ليستر على القمة ، فالاندية الكبيرة في انجلترا تشهد تراجع كبير و غريب للغاية فتشيلسي حامل اللقب يصارع في المنطقة الخطر ويعاني بشدة هذا الموسم وفي وضع يحسد عليه مع سبيشال وان صاحب الموسم الثالث الكارثي مع اغلب الفرق التي دربها ، والسيتي وبعد بداية و لا اقوى بالفوز في خمسة مباريات من خمسة سقط في الهزيمة لثلاث مرات و تراجع بشكل كبير ايضا استمراراً لتذبذب المستوى مع التشيلي مانويل بيليجريني المدير الفني الذي يلعب مباريات جيدة ثم فجأة و بدون مقدمات يخسر مباراتان متتاليتان في موقف غريب يحتاج للتفسير ، يونايتد يواصل العروض الضعيفة مع لويس فان جال فلا يقدم كرة هجومية و لا يحرز اهداف و يلعب باسلوب عقيم لا يرضي المشجعين ، وليفربول برغم انه بدأ يعود تدريجياً مع المدرب الالماني الجديد يورجن كلوب الى مستواه المعهود الا انه بعيد تماما عن المنافسه و المراكز الاولى ، كل هذا السقوط للكبار افسح المجال لليستر سيتي و رانييري باحتلال المركز الاول و من اسباب تفوقهم على كل الاندية واعتلائهم لصدارة الدوري الاقوى في العالم.

أهداف الثنائي الخارق لليستر سيتي فاردي ومحرز هذا الموسم