المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن يكتب للشروق: فى السويد.. طاقة أمل لليمن - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 1:26 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مارتن جريفيث

المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن يكتب للشروق: فى السويد.. طاقة أمل لليمن


نشر في: الخميس 6 ديسمبر 2018 - 9:46 م | آخر تحديث: الخميس 6 ديسمبر 2018 - 9:46 م

لقد طالت المعاناة فى اليمن، حيث تسببت الحرب التى دامت أكثر من ثلاث سنوات فى مقتل الآلاف ونزوح أكثر من 500 ألف شخص، كما تفشى أسوأ وباء للكوليرا، وصار نحو 14 مليون يمنى على حافة المجاعة. لكن فى ضوء عزم اليمنيين على تفادى المجاعة، وشوقهم وحرصهم على لم شملهم مع أحبائهم، وتقديم الرثاء الواجب لضحايا هذه الحرب، وحرصهم على حماية مستقبل أطفالهم، ها هم اليمنيون يجمعون شذرات الأمل فى أن هذا الصراع يمكن أن ينتهى.
تجتمع الحكومة اليمنية الآن فى السويد، مع الطرف الآخر فى هذه الحرب حركة أنصار الله. الأمر يتطلب الكثير من العمل، وبعض الفرص الضائعة لكى توافق الأطراف المتصارعة على الاجتماع معا، لتقدم لنا بصيص أمل لاستئناف عملية السلام فى اليمن. إنها لبداية مهمة أن نرى الأطراف المتحاربة تجلس معا لتتحدث، وهذا الحديث يتطلب من الطرفين التخلى عن طموحهم بتحقيق نصر عسكرى.
خلال الأشهر الثمانية الماضية وبصفتى وسيطا للأمم المتحدة فى هذا الصراع، حذرت مرارا من أن الحرب تسحب فرص السلام من على الطاولة. اليوم، السلام يحظى بآفاق أقوى من أى وقت مضى. لقد حان الوقت للدفع قدما بمبادرات إطفاء نار الاقتتال.
يعتبر ميناء الحديدة على البحر الأحمر والمدينة ذاتها نقطة الاشتعال فى هذا الصراع، حيث تضاءل عدد سكان المدينة منذ يونيو/حزيران الماضى، ليصل إلى 150 ألف نسمة، بعد شهور من القتال الشديد. آمل خلال هذا الاجتماع هذا الأسبوع فى السويد أن يحافظ جميع الأطراف على عدم التصعيد فى الحديدة، حيث تسعى الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق تفاوضى لتجنيب المدينة والميناء خطر التدمير ولضمان التشغيل الكامل للميناء. والتوصل إلى مثل هذا الاتفاق سيحمى شريان المساعدات الإنسانية الأساسى لشعب اليمن من التوقف أو التدمير وهذا سوف يساعد فى طرد شبح المجاعة الذى يلوح فى الأفق. حيث يقدم برنامج الأمم المتحدة للغذاء المساعدات لثمانية ملايين شخص فى اليمن كل شهر، لكن الزملاء يستعدون لما هو أسوأ، وخطر المجاعة يلوح فى الأفق، لأن ملايين إضافية من اليمنيين لا يستطيعون شراء الطعام حتى فى الأماكن التى يتوفر فيها ذلك الطعام.
خلال الأسابيع الماضية، أظهر الطرفان استعدادهما للقيام بمبادرات إنسانية هامة، حيث سمح لبعض أسرى الحرب من كلا الطرفين، الذين لم يسمح لهم بالاتصال بأسرهم خلال أربع سنوات من الحرب، بالقيام بذلك. وتمكن 50 يمنيا من السفر من صنعاء إلى مسقط لتلقى العلاج، وهو أمر لم يحدث منذ سنوات. وبينما نجتمع فى السويد، نعلن توقيع الطرفين على الاتفاق الذى طال انتظاره بشأن تبادل السجناء. تنتظر آلاف العائلات فى اليمن أقاربها المفقودين، واليوم يمكن لهذه العائلات أن تسعد بلم شملها مع أحبائها.
هذه المشاورات السياسية فى السويد هى الخطوة الأولى نحو وضع اليمن على طريق السلام، وآمل أن تضع الأطراف اليمنية بنهاية هذه الجولة اتفاق إطار يرسم الخطوط العريضة لاتفاقية شاملة، ليتم لاحقا تقديمها إلى الأمين العام للأمم المتحدة ثم إلى مجلس الأمن للمصادقة عليها، وآمل أن يصبح ذلك الإطار خريطة طريق عامة للسلام.
بصفتى وسيطا، أنا أؤمن أن إنهاء الحرب أمر مختلف عن بناء السلام. ربما تكون الأولوية فى أى عملية سلام تذهب أولا إلى أولئك الذين يستطيعون وقف القتال. إلا أنه بعد ذلك يأتى دور أبناء الشعب الذين تستحق أمتهم السلام، والذين ستتحول أسرهم إلى المستفيدين من السلام، بدلا من أن يكونوا ضحايا الحرب. على مدى شهور من اللقاءات مع اليمنيين من خلفيات متنوعة، لمست عن قرب مهاراتهم فى إيجاد أرضية مشتركة، وفى فن التفاوض بهدف التوصل إلى اتفاق.
وقد تجلى ذلك بوضوح فى مؤتمر الحوار الوطنى الذى انعقد فى صنعاء من مارس 2013 إلى يناير 2014، عندما اجتمع 565 شخصا يمثلون شريحة كبيرة من سكان اليمن معا، وناقشوا ما ينبغى أن يكون عليه مستقبل البلاد. لقد كان المؤتمر ولا يزال، مثالا دوليا رائدا على التسوية الشاملة المدروسة جيدا. هذا هو اليمن الذى نريد جميعا أن نعود إليه.
وهذا يعطينى بعض الثقة فى أنه عندما يجتمع الطرفان فى السويد، فإن المبدأ الذى يجمعهما هو أن المواءمات المتبادلة هى أساس المفاوضات، وأن التسويات تعود بالنفع على كلا الجانبين، وعلى شعب اليمن أولا وقبل كل شىء. ونأمل أن يكون إحراز تقدم فى تدابير بناء الثقة والتوصل إلى اتفاق بشأن إطار سياسى سمة لروح التوافق هذه.
لم يكن هناك مثل هذا الإجماع الدولى فى أى وقت من الأوقات لحث الأطراف على التوصل إلى حل لهذا الصراع، حيث يتصدر اليمن جدول أعمال الأمين العام للأمم المتحدة، كما أن مجلس الأمن متحد فى الرغبة فى إنهاء هذا الصراع. ولقد أظهرت بلدان المنطقة تعاونها الكامل مع عملنا لاستئناف العملية السياسية. ومع ذلك، فإن الأشخاص الموجودين حول طاولة المشاورات، هنا، فى هذا الجزء الهادئ والبعيد فى السويد، هم الذين يمكنهم تحويل تلك الآمال إلى واقع. نتمنى أن ينجحوا فى ذلك من أجل أطفال اليمن.
*تنشر النسخة الإنجليزية من هذا المقال بالتزامن مع صحيفة نيويورك تايمز



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك