لم يعد السؤال في مصر، هل سيرشح الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، نفسه للرئاسة؟ بل متى سيعلن إقدامه على هذه الخطوة؟ ولثاني مرة في ثلاثة أيام ذكرت وسائل إعلام محلية، الإثنين، أن "السيسي حسم أمر ترشحه نهائيا".
أوردت وكالة «رويترز»، خلال تقرير لها، الثلاثاء، أنه "في وقت لا يوجد فيه مرشحون واضحون للمنصب، تكهن المصريون نيات القائد العسكري الذي تمكن من عزل الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التي قد تجرى في أبريل"، على حد قولها.
وأضافت الوكالة، أن " ترشح السيسي سيكون من شأنه زيادة الانقسام بين المصريين الكثيرين الذين يعتقدون أن يدا قوية مطلوبة لتسيير البلاد في جو أزمة وبين الإسلاميين، والذين يقع عليهم الجانب الأكبر من حملة على المعارضة"، بحسب تعبيرها.
ونقلت «رويترز» عن مسئول في الأجهزة الأمنية، طلب عدم نشر اسمه، قوله: "على الأرجح سيعلن السيسي أنه سيخوض انتخابات الرئاسة." وأضاف، "قيادة الجيش عبرت في اجتماع عقد في الآونة الأخيرة عن تأييدها لترشحه".
وتابعت الوكالة: "ردا على تقرير تلفزيوني قال إن السيسي سيترشح لشغل المنصب، أصدر الجيش بيانا، السبت، ذكر فيه أن (الجيش لم يصدر شيئا بهذا الشأن عبر مصادر مجهلة، وحث وسائل الإعلام على اتباع القواعد المهنية في التغطية".
كان التقرير أشار إلى أن "السيسي سيخوض الانتخابات الرئاسية، وأن الفريق صدقي صبحي رئيس أركان القوات المسلحة سيحل محله في منصب وزير الدفاع والقائد العام للجيش".
كما أوردت الوكالة، أنه "ما من شك في أن السيسي سيكسب الانتخابات، وهو ما سيعيد عقارب الساعة إلى الوراء عندما كان رجال من الجيش يكسبون الاستفتاءات والانتخابات الرئاسية، وهو الوضع الذي أنهاه مرسي بفوزه في انتخابات عام 2012"، ورغم أن السيسي يتمتع بتأييد واسع بين المصريين، إلا أنه في نظر الإسلاميين شرير؛ لأنهم يرونه العقل المدبر لانقلاب دموي أطاح بأول رئيس فاز بالمنصب في اقتراع حر"، بحسب تعبيرها.
واستطردت: "قال قريبون من تفكير السيسي، إنه يدرك ما تقتضيه فكرة أن يخوض انتخابات رئاسة دولة تواجه أزمات سياسية واقتصادية، ولكن في الوقت الذي لم يتبق فيه وقت لتقديم مرشح آخر للشعب أشار محللون إلى إنه ليس أمامه اختيار"، على حد قولها.
و"ليس مرجحا في رأي محللين وسياسيين، أن يعلن السيسي الذي تلقى تدريبا في الولايات المتحدة عزمه على الترشح قبل استفتاء على تعديلات دستورية مقرر إجراؤه في 14 و15 من يناير، ويعد جزاء مهما من خطة المرحلة الانتقالية"، بحسب «رويترز».
"وتتناقض ندرة المرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة مع وفرتهم في انتخابات عام 2012، وكان بينهم القائد الأسبق للقوات الجوية الفريق أحمد شفيق، وزعيم التيار الشعبي، حمدين صباحي، والأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، وعبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية"، على حد قول الوكالة.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، مصطفى كامل السيد، أن "الانتخابات الرئاسية قد تتحول إلى استفتاء رئاسي على السيسي أكثر من أن تكون منافسة حامية"، لافتا "أنا متأكد من أنه سيكون هناك مرشحون آخرون لكني لا أعتقد أنه سيكون هناك أي مرشحين جادين لديهم الشجاعة أو الجرأة لمنافسة السيسي"، بحسب الوكالة.